لم يكن أحد منا يتوقع أن يأتى اليوم الذى نسمع عن بناء جدران عازلة فى القاهرة لنحتمى خلفها من بعضنا البعض ؟ لم أتوقع أن أعيش تلك اللحظة، أشاهد شوارع القاهرة مغلقة فى وجهى، أسلاك هنا وهناك جدران أسمنتية تحاصرنى وأضطر مثل غيرى إلى تغيير اتجاهى بحثا عن منفذ آخر، للأسف هكذا صارت القاهرة بعد عام كامل على قيام ثورة يناير وفى ظل حكم العسكر، رغم أن كل ما تحمله ذاكرتى عن الجدار العازل وما يعرفه غيرى أنه اختراع إسرائيلى بحت، اختلقته إسرائيل لتحتمى خلفه من المقاومة الفلسطينية، أو هكذا خيل إليهم، كانت القاهرة بالنسبة لنا مدينة الشوارع المفتوحة نسير فيها فى الوقت الذى نحبه، كانت شوارعها تضمنا فى كل لحظة سواء كنا نسير هكذا بلا هدف، نحكى ونتبادل القصص، نضحك، وكثيرا ما ضمتنى أيضا باكية، أشكو إليها بصوت عالى ونحيب مرتفع ما أمر به من أزمات كثيرة هى المرات التى كنت أحمل نفسى فيها وأسير من شارع إلى شارع فى منطقة وسط القاهرة، أرتاح على مقهى قليلا أصادف بعض الوجوه المعروفة، ألقى التحية على من أذكر ملامحه ولا أتذكر اسمه، اليوم صار الجدار الأسمنتى العازل يحاصرنا يحتمى خلفه الضابط والعسكرى _من أبناء وطنى بالمناسبة _ من شباب آخرين ينتمون لنفس البلد رغم تنصل معظم القوى السياسية منهم، ويبدو أن بناء الجدران العازلة هو أقصى، ما يمكن أن يصل إليه مجلس الشعب الموقر والذى انتخبه الشعب بأغلبية إسلامية، ترغب فى الحفاظ على ما تظنه مكتسبات سياسية لذلك كان الأسهل بالنسبة لهم اقتراح بناء جدار عازل لحماية وزارة الداخلية، وإذا استمر الحال بنفس السيناريو المتكرر ستتحول القاهرة بين يوم وليلة إلى مدينة الجدران العازلة، وسيكون الحل السحرى والأسهل هو بناء جدران عازلة حول كل المنشآت الحيوية والسيادية المستهدفة، وهو ما نخشاه جميعا، وتخيلوا معى لو صار الخوف هو الصوت الذى يحكم مجتمعنا، فسيفكر كل مصرى مع جيرانه فى بناء جدران عازلة وبوابات حديدية تحميهم من الغزاة وبلطجية الوطن، دون أن يرهق أحد منا نفسه ويسأل من المسئول عن تحويل هؤلاء إلى بلطجية أو أولاد شوارع لما تستطع حكومة على مدار تاريخنا الحديث أن تفكر فيهم أو تؤمن لهم حياة آدمية ؟ والمشهد الذى نتابعه جميعا لا يعكس لنا إلا أمرا واحدا قاله لى الصديق المفكر والباحث إسلام بحيرى وهو أن مصر صارت للأسف ثلاث دول، دولة التحرير ودولة العسكر ودولة الإسلاميين، وكل دولة ترفض أن تتنازل للأخرى وكل دولة تحكم بالعناد وكأنه لا يوجد وطن يضيع ؟
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
التباطؤ
عدد الردود 0
بواسطة:
wael
علا الشافعى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد البنداري
دعوه لإيجاد الحلول
عدد الردود 0
بواسطة:
ziko
mesh fahem haga
ok