بعد ثورة 25 يناير، وفى أعقاب التغيير الوزارى الذى اختير فيه الدكتور نبيل العربى وزيرا للخارجية خلفا للوزير الأسبق أحمد أبو الغيط، طلب السفير حسام زكى المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية وقتها من العربى إعفاءه من منصبه كمتحدث للخارجية، رافعا بذلك الحرج عن العربى خاصة وأنه كان يعلم بأن هناك من يسنون الرماح للهجوم عليه، وقبل العربى طلب زكى واختار السفيرة منحة باخوم كمتحدثة باسم الوزارة، ووقتها كانت كل التوقعات تصب فى اتجاه خفوت نجم حسام زكى، خاصة بعد الهجوم الذى شنه عليه بعض الدبلوماسيين مستغلين فى ذلك الأصدقاء الإعلاميين، لكن ما هى إلا أيام حتى فطن العربى لمهارات زكى الدبلوماسية وأعاد إليه ملف الشرق الأوسط بالوزارة، وشارك زكى كممثل للخارجية مع قيادات جهاز المخابرات فى التوصل إلى توقيع وثيقة الوفاق الوطنى الفلسطينى بين فتح وحماس فى القاهرة فى الرابع من مايو الماضى.
وحينما رحل العربى من الخارجية إلى الجامعة العربية ووقع الاختيار على السفير محمد العرابى وزيرا للخارجية، قرر العرابى تفتيت الملفات السياسية التى بحوزة حسام زكى وتوزيعها بإنشاء درجات وظيفية جديدة بمكتب الوزير مثل مساعد الوزير لشئون فلسطين، لكن ما هى إلا أيام وقبل أن يخرج العرابى من الوزارة أعاد لزكى كل ملفاته، ليأتى الوزير الحالى محمد كامل عمرو ويسير على نهج سابقيه بالاستفادة من خبرات وعلاقات ومهنية حسام زكى، فواصل فى إسناد الملفات السياسية الشائكة له، ومن بينها بالطبع ملف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ولم يكتف كامل عمرو بذلك، وإنما اصطحب زكى معه دون عن غيره من دبلوماسى الوزارة للمشاركة فى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى سبتمبر الماضى، والتى شهدت تقدم الوفد الفلسطينى بطلب رسمى للأمم المتحدة للحصول على عضوية المنظمة الدولية، وقد أثار هذا التصرف من جانب وزير الخارجية غيره من عدد ليس بالقليل من جانب الدبلوماسيين، خاصة أن الجمعية العامة للأمم المتحدة من أهم المحافل الدولية التى تعطى للمشارك فيها خبرة كبيرة، بل وتتيح له فرصة التلاحم مع خبرات دبلوماسية متعددة.
هذا جزء من قليل أعرفه عن حسام زكى الذى تعاملت معه قبل أن يكون متحدثا باسم وزارة الخارجية، وتحديدا حينما اختاروا عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية متحدثا باسم الجامعة، ووقتها كانت هناك تكهنات عدة تتعلق بمستقبله المهنى والدبلوماسى، فهو من النوعية التى تجيد مهارة التفاوض وبناء جسور العلاقات مع كل الأطراف، وسبب حديثى هذا هو ما رأيته من حملة مرتبة بدأت مجددا ضد السفير حسام زكى، باتهامه أنه كان من أبواق النظام السابق، وتتزامن هذه الحملة مع الحركة الدبلوماسية التى من المفترض إعلانها خلال أيام، فمن يقف خلف الحملة يعلنون عكس ما يكنون، فهم يعلنون أنهم مع الثورة فى سبيل تحول مصر لدولة ديمقراطية والارتقاء بوزارة الخارجية ودبلوماسيها، لكن ما بداخلهم عكس ذلك تماما، فكيف يرتقون بالعمل الدبلوماسى وهم محدودى الكفاءة والقدرة، فإذا كان أبو الغيط قد جامل حسام زكى، فما بال ثلاثة وزراء تعاقبوا على الخارجية بعد الثورة ! .
قد يكون الذنب الوحيد الذى ارتكبه حسام زكى وجعله هدفا للهجوم الدائم أنه كان ولا زال مثالا للدبلوماسى الناجح الذى يفكر ويعمل بجهد ويكون شبكة علاقات دولية هدفها خدمة مصر، فى حين اكتفى آخرون بالجلوس فى مكاتبهم المكيفة مثلهم مثل الموظف التقليدى، لا هدف لديهم سوى التنظير السياسى فقط لا غير، ونوع من هذا التنظير إطلاق الاتهامات على عواهنها ومنها تهمة خدمة النظام السابق وكأنهم أبرياء، وكأنهم لم يصطفوا لاستقبال الرئيس السابق حسنى مبارك فى المطارات، وكأنهم أعلنوا انشقاقهم عن نظام مبارك أو خلعوا ردائه، يا سادة لدى العرب مثل غاية فى الروعة يقول "من كان منكم بلا خطيئة فليرمنى بحجر".
عدد الردود 0
بواسطة:
عابر سبيل
عالم الدبلوماسية
عدد الردود 0
بواسطة:
عادل عبدالسلام
سفير محترم ووطنى
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد محمد
رفقاً بالمخلصين
عدد الردود 0
بواسطة:
شهادة حق
شهادة حق