الصدمة التى أصابت الرأى العام جراء مجزرة بورسعيد، حملت معها اتهامات متعددة للإعلام الرياضى، مما يعيد إلى الأذهان موقعة أم درمان والتى تسببت فى حالة من التوتر بين مصر والجزائر . مذبحة بورسعيد حدث فاصل فى تاريخ الإعلام الرياضى وبالتأكيد سيؤثر على تغيير أداء بعض الإعلاميين والقنوات الرياضية عامة والإعلام بشكل خاص، الذين يقفون الآن موقف المتهم فى ساحة محاكمات الرأى العام.
أحداث بورسعيد المؤسفة غيرت من استراتيجيات العمل فى بعض القنوات، حيث قررت قناتا الحياة والنهار لأول مرة منذ ثورة 25 يناير ألا ينقلا أحداث وزارة الداخلية مباشرة، أما القنوات الفضائية والتليفزيون المصرى، فلا نعرف لماذا لم يلتزموا بالحداد الرسمى الذى أعلنته الدولة، «اليوم السابع» تحاول البحث عن هذه الأسئلة فى هذا الملف.
اتهامات شديدة تصل إلى حد تحميلها مسؤولية مجزرة بورسعيد كاملة طالت القنوات الرياضية المتخصصة، مع وصفها بأنها تعمل على تصعيد الأحداث وافتعال الفتنة بين الشعب المصرى، وأن مقدمى البرامج بها يحرضون على إشعال الأزمة الدائرة حاليا، مما يذكرنا بالاتهامات نفسها التى طالت تلك القنوات إبان أزمة أم درمان الشهيرة.
ويرى محمد فايق، وزير الإعلام الأسبق ونائب رئيس المجلس القومى لحقوق الإنسان، أن عمليات الشحن المستمرة من القنوات الرياضية غير المسؤولة والبرامج الرياضية هى سبب الأزمات، خصوصا أنها تخاطب شبابا متحمسا تؤثر فيهم الكلمة، لذلك يجب أن يكون الاعلاميون الرياضيون لديهم حرص على ما يقولونه وألا تتحول الرياضة إلى حرب، لأن الرياضة هدفها تجميع الناس وتوحيدهم، ومشجعو الكرة يأتون من كل أنحاء الجمهورية، وهذه فرصة لوحدتهم، حتى لو كان هناك حماسة تجاه النتائج والمنافسة، فهذا مقبول ولكن الإعلام الرياضى حول الرياضة إلى حرب.
ويضيف فايق أن هناك مسؤولية شخصية على كل إعلامى تتمثل فى ألا يخرج عن أخلاقيات المهنة التى تحافظ على أمن واستقرار الوطن، خصوصا أن المسألة شخصية لا يمكن تفعيلها إلا من خلال ضمائر الإعلاميين، ولكن يجب إنشاء مجلس وطنى للإعلام لضبط أداء الإعلاميين والتزامهم بأخلاق المهنة ومراجعتهم، على أن يكون المجلس منتخبا من شخصيات إعلامية موثوق بها.
وقال الإعلامى ياسر أيوب لـ«اليوم السابع» إن الإعلام الرياضى وصل لمرحلة لابد أن يتوقف عندها من تضليل الرأى العام وزيادة الاحتقان بين الجماهير، موضحا: أنا لست من أنصار أن يخفى المذيع أو الإعلامى هويته الكروية سواء إذا كان أهلاويا أو زملكاويا أو ينتمى لأى ناد آخر فإذا كان الإنسان يكشف عن ديانته فما المانع أن يكشف عن انتمائه.
وأشار أيوب إلى أنه يجب فى الفترة الحالية أن يتم محاسبة المخطئين فى كافة عناصر اللعبة سواء تحكيم أو إعلام أو أى طرف ولا نلقى بالمسؤولية على طرف واحد، مضيفا أنه أصيب بالصدمة فى العديد من الإعلاميين الرياضيين الذين وصفهم بأنهم يسيرون بنفس المنهج والطريقة القديمة فى التعامل مع الأحداث الكبرى.
وشدد أيوب على أن الجماهير المصرية ستختلف فى الفترة المقبلة عما كانت عليه من قبل، فالجماهير ستكون أكثر وعيا من ذى قبل، قائلا: حينما كنت فى عزاء ألتراس الأهلى لم أستطع أن أفرق بين جماهير الأهلى والزمالك، لأن الموت وحّدهم، فليس لانتصار فرقة على فرقة أخرى أى معنى فى هذا الوقت.
وتكهن أيوب بأن الإعلام الرياضى فى مصر لن يتغير فى الفترة المقبلة قائلا: أتفاءل بشأن الجماهير، أما الإعلام فلن يتغير، وأشد ما أخشاه هو عودة الاحتقان والتضليل ووصوله للجماهير من قبل بعض الإعلاميين الذين يصنعهم الناس بالترويج لهم طوال الوقت فالرقابة والقوانين لن تفلح فى مقاومتهم بل يجب على المشاهدين أنفسهم أن يقاطعوهم لأنى أرى أن المقاطعة هى الحل.
وصرح د. محمد خضر، مدير برامج قنوات دريم لـ«اليوم السابع» بأن دريم تنقل الصورة من خلال مراسليها الذين يقدمون تقاريرهم التى تغنى عن البث المباشر وأن القناة تتعامل مع الأحداث الجارية عند وزارة الداخلية بشكل مختلف عن القنوات الأخرى التى تتعامل مع الحدث بشكل مستمر ومتتابع، أما دريم فتعتمد على التحليل فى برامجها وليس المتابعة.
وأكد خضر أن إدارة القناة تجتمع دوما مع مذيعيها وبصفة مستمرة للاتفاق على كيفية إدارة الحوارات والابتعاد عن الصوت العالى وأن تتبع المهنية بشكلها الصحيح.
من ناحية أخرى، أشار خضر إلى أن الإعلام فى الوقت الحالى يعمل على التسخين وتهييج الرأى العام وتضليله، ولابد أن يتوقف عن «التسخين» على حساب السبق الإعلامى ونسبة المشاهدة العالية، ولابد أن يتعامل بمهنية وأن يضع مصلحة البلاد نصب عينيه.
فيما رفض الإعلامى والكاتب الصحفى خالد توحيد التعليق على الأحداث الأخيرة ومجزرة بور سعيد، حيث رأى أن الساحة الان ممتلئة بالضجيج.
وصرح تامر صقر، مقدم برنامج الاستديو التحليلى بقناة النهار، بأنه لا يوجد أصلا فى مصر إعلام رياضى حقيقى، لأن برامج الرياضة تعتمد على المصالح الشخصية وعلى أن فلاناً يشتم فلانا، وجميعها تتحدث عن رياضة واحدة فقط وهى كرة القدم والبيزنس الذى يتم من أجلها فى هذه البرامج وهذا هو سبب النكسة، والغريب أنه هناك فى مصر عشرات البرامج الرياضية، ولكن جميعها لا تتحدث فى الرياضة، لأننا- ومع الأسف - نفتقد الإعلام الهادف.. فالإعلام يتحدث فقط عن الأهلى والزمالك وكأنه لا توجد نواد أخرى.
وقال صقر: أنا أتعجب من البرامج التى تلقى كل حديثها ولومها على التحكيم ولا تفكر فى أن تعالج المشكلة، وإذا نظرنا للتحكيم فى الخارج فسنجد أنه أيضا لا يخلو من الخطأ، ولكنه لا يلاقى كل هذه الشتائم والانتقاد، ولكن يبدو أنها سياسة كلما تشتم أكثر تأتى إعلانات أكثر، بصراحة يجب أن يمتنع أو يتم إيقاف ناس كثيرة عن الظهور لقد أصبح العالم فى الخارج يضحك علينا، هناك ناس ماتت وتموت وآخرون يحدثونك عن حقوق الرعاية، وأن الدورى يجب أن يستكمل.. أمرهم غريب جدا هؤلاء الناس، إن حادثة بورسعيد كارثة بكل المقاييس لم تحدث من قبل، لقد أصبح منظرنا ومنظر الإعلام المصرى- والرياضى بالتحديد- سيئا للغاية.
«الحياة» تمنع البث المباشر لأحداث وزارة الداخلية.. حسين عبدالغنى: من حق المشاهد أن يعرف الحقيقة كاملة
كتب - ريمون فرنسيس - خالد إبراهيم
لأول مرة منذ قيام ثورة 25 يناير تقرر قناة الحياة عدم النقل المباشر للأحداث التى تجرى فى الشارع المصرى، حيث قررت عدم البث المباشر لأحداث وزارة الداخلية.
فى البداية يقول الكاتب الصحفى أحمد الخطيب رئيس تحرير الحياة الآن لـ«اليوم السابع»: «وجدنا أن هناك فرقا بين ما حدث فى بورسعيد وما يحدث الآن أمام وزارة الداخلية، فما يحدث الآن أمام وزارة الداخلية هو استثمار سيئ لمحاولة هدم الدولة، وتقف خلفه أهداف سياسية مشبوهة، لأن جميع الحركات السياسية والألتراس وأهالى الشهداء أعلنوا أنهم ليسوا موجودين أمام وزارة الداخلية إذا من الذين يقومون بهذه الأعمال؟
وعبر الإعلامى حسين عبد الغنى عن رفضه لفكرة منع بث الأحداث لأن ذلك مهمة الإعلام ولأن الحدث كبير بطبيعته فكيف تمنع بث هذا الحدث على شاشة القناة.
وأضاف عبد الغنى أن من حق المشاهد أن يعرف الحقيقة كاملة ثم يكتشف بعد ذلك هو الحقيقة بنفسه لتكوين وجهة نظر خاصة به.
يعنى إيه حداد على التليفزيون المصرى؟
يعنى شريط أسود ومعاه أغانى ورقص وأفلام كوميدية
كتبت - هنا موسى
رغم إعلان الدولة حالة الحداد الرسمى فى مصر لمدة 3 أيام فى أعقاب حادث بورسعيد المؤسف، الذى راح ضحيته 74 شابا وأصيب أكثر من 1000 شاب، إلا أن قنوات التليفزيون المصرى والقنوات الفضائية الخاصة، ظلت مستمرة فى إذاعة برامجها بشكل طبيعى، سواء الأفلام أو المسلسلات أو الأغانى، واكتفت بوضع علامة الحداد والشريط الأسود على جانب الشاشة، بعد أن كان من المتوقع الالتزام بالحداد الرسمى بإذاعة القرآن الكريم، وفواصل من التغطية الإخبارية ومنع برامج المنوعات والبرامج الترفيهية، مثلما حدث إبان وفاة حفيد الرئيس المخلوع مبارك، حيث منعت قنوات التليفزيون المصرى بث جميع برامج الترفيه.
الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة القاهرة، صرح لـ«اليوم السابع» بأن موضوع الحداد هو قصة رمزية ملزمة فقط لإعلام الدولة الرسمى فقط، وليس إلزاما على الفضائيات الخاصة، حيث إن ما تبثه يعبر فقط عن علاقتها بالجمهور وطريقة جذبها له، فلذلك يختلف تفسير الحداد من قناة لأخرى، ويكتفى البعض منها فى الحداد بوضع شريط أسود على الشاشة، فأولوية القنوات الخاصة هى جذب الجمهور سواء بالأفلام أو المسلسلات أو حتى الأخبار.
سونيا دبوس أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة قالت لـ«اليوم السابع» إنه لابد أن يكون الحداد على جميع القنوات الرسمية والخاصة، فغير معقول أن يتم التحويل على القنوات ونجد بثا لأفلام أو أغانى أو مسلسلات فهذا غير معقول بالمرة، لكن للأسف لا يوجد توحد فى الأفكار بين القنوات وكل قناة تفعل ما يحلو لها ولا يوجد رقيب على ذلك وهذه مأساة، فكان لابد أن يتم الحداد منذ اليوم الأول للإعلان عنه، ولكن للأسف هذا لم يحدث.
من جانبه أوضح الإعلامى على عبدالرحمن، رئيس قطاع النيل للقنوات المتخصصة، أن قطع البرامج وإذاعة القرآن الكريم نص عليه فى الدستور فى حالتين، إما فى وفاة رأس الدولة أو فى وقوع كارثة طبيعية وليس لأحد صلاحيات التصرف فى حالات مخالفة، أما أحداث بورسعيد المؤسف فيقام له الحداد بطريقة أخرى وهى إعادة ترتيب خريطة القنوات المتخصصة.
ويضيف على عبدالرحمن قائلا: «هناك 16 قناة فى قطاع القنوات المتخصصة، تم توظيفها لتغطية الحادث حتى قناة الدراما لأول مرة منذ إنشائها، تم تقسيم الشاشة إلى قسمين، الأول للمسلسلات والثانى للأحداث، كما قررنا إلغاء قناة نايل كوميدى وضمها إلى قناة صوت الشعب أيضًا لأول مرة فى تاريخ القطاع، مع وضع علامة الحداد على كل القنوات.
خالد الغندور: الأمن وسوء الإدارة سبب الأزمة
كتب - أحمد أبواليزيد
صرح خالد الغندور، مقدم برنامج «الكورة مع دريم»، لـ«اليوم السابع» بأنه معترض على اتهام الإعلام الرياضى والبرامج الرياضية بالتحريض والإثارة فى مباريات كرة القدم.
وأضاف الغندور أن ملامح الصورة واضحة للجميع، فهناك شىء مدبر، وسوء إدارة من الأمن، وفوضى وأشياء أخرى أدت إلى هذا العدد الكبير من الضحايا الذين يجب أن يأخذوا حقهم.
وقال الغندور: «عملت فى برنامجى قبل مباراة الأهلى والمصرى الكثير من المبادرات الطيبة، منها استضافة الكابتن إبراهيم حسن الذى تحدث عن أن المباراة ستكون مثل الاحتفالية بين فريقين وجمهورين أشقاء، كما تحدث رئيس النادى المصرى رجل الأعمال كامل أبوعلى أيضا قبل المباراة وقال إننا سنستمتع بمباراة فنية جميلة.
وأضاف: «أقول لكل من يتهمنى بإثارة الفتنة قبل مباراة الأهلى والمصرى اتقى ربنا، فهذا كلام كاذب لم يحدث، وكفانا شائعات تضر بنا وتقضى علينا قبل أن تنفعنا فى هذه المرحلة الحرجة التى تمر بها مصر».
الإعلام الرياضى هو اللى «ولّعها».. محمد فايق: الشحن المستمر هو المسؤول عن كل ما يحدث والشباب المتحمس تؤثر فيهم الكلمة
الإثنين، 06 فبراير 2012 11:04 ص