"الرقابة حتى الآن لم تعرف أن هناك ثورة، ويفزع العاملون بها عندما يذكر اسم مبارك فى أى سينايو يتم عرضه عليهم".. بهذه العبارة لخص الفنان هانى رمزى مشكلته مع الرقابة.
و"رمزى" هو أحد أكثر الفنانين من أبناء جيله الذى تميز بدخوله فى صدامات متتالية مع الرقابة بسبب أفلامه: "عايز حقى" و"أبو العربى" و"ظاظا"، وهى أفلام تميزت بتقديم الكوميديا السياسية التى يصر على تقديمها، على الرغم من هذه الصدامات المتعددة مع الرقابة، ويتوقع "رمزى" صدامًا جديدًا بسبب مسلسله "ابن النظام"، والذى يخوض به سباق رمضان المقبل، ويكشف من خلاله عن فساد مسئولى وأبناء العهد السابق.
"اليوم السابع" التقى الفنان هانى رمزى وكان لها معه هذا الحوار عن كواليس المسلسل، وعن رأيه فى العديد من القضايا المطروحة، ومنها ملف تخوف الفنانين من صعود التيار الإسلامى.
◄ "ابن النظام" هو عزف على نفس أوتار الكوميديا السياسية التى قدمتها فى أفلامك، لكن فى شكل مسلسل هذه المرة.. حدثنا عن ذلك؟
نحاول فى هذا المسلسل تقديم مادة أخرى غير التى يعرفها الناس عن النظام السابق، والتى تتداولها وسائل الإعلام، حيث نخوض فى كواليس الصفقات المشبوهة التى كانت تحدث بين أبناء هذا العهد، وكيف كانت لقاءاتهم الخاصة، والخبايا غير المعلنة بينهم، مثل الاستثمارات وأصحاب رؤوس الأموال الذين اغترفوا منها، وكيف كان يتم توزيع هذه الأنصبة عليهم.
◄ ما هى الرسالة التى تريد تقديمها للمشاهدين فى هذا المسلسل؟
المسلسل يبعث برسالة تحذيرية للنظام الجديد، مفادها أنه لن يستطيع خداعنا وإذا فكر فى ذلك فلن نسكت، وذلك من خلال شخصية وزير نتعرف على تفاصيل حياته منذ بداية دخوله الوزارة وحتى خروجه منها، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى عن أولاده.
◄ ما أبرز المشكلات الرقابية التى واجهتها فى هذا المسلسل؟
الرقابة حتى الآن لم تعرف أن هناك ثورة، ويفزعون عندما يذكر اسم مبارك فى أى سينايو يتم عرضه عليهم، ويرتبكون بالرغم من أن أى رقيب عليه تفهم ذلك الأمر، فالجرأة مطلوبة، وأى منهم ترك منصبه بسبب إجازته لفيلم كان ضد النظام، فهذا شرف له سيذكره التاريخ.
◄ رغم المشاكل التى كانت بينك وبين مدينة الإنتاج الإعلامى العام الماضى لكنك لم تتردد فى التعاقد معها هذا العام أيضًا؟
العام الماضى كانت الظروف مختلفة لأننا كنا أنهينا أكثر من 50% من تصوير "عريس دليفرى" قبل حدوث الثورة، وكان هناك تخوف كبير من الاستمرار، ولا أحد كان يعرف كيف تسير الأمور، وقمنا بتخفيض أجورنا وتعرضنا جميعًا لخسائر من أجل دفع عجلة الإنتاج من جديد، وفى "ابن النظام" سأحصل على أجرى الذى اتفقت عليه فى العام الماضى كاملاً.
◄ كيف ترى السباق التليفزيونى فى ظل وجود فنانين كبار أمثال الزعيم والفخرانى وشباب مثل السقا وكريم عبد العزيز؟
إذا نظرنا لجميع الفنانين المشاركين فى السباق التليفزيونى سنجد أنهم يقدمون موضوعات مختلفة، وأعتقد أن كلاً منهم يسعى لإثبات نفسه وتحقيق النجاح، لذلك سيكون جديرًا بالمشاهدة فى ظل المنافسة القوية التى يتمتع بها السابق الرمضانى.
◄ هل لديك قلق على الأقباط فى مصر عقب صعود التيار الإسلامى واكتساحه للأغلبية البرلمانية مؤخرًا؟
أصارحك أننا عشنا فترة شعرنا بقلق من التيارات الإسلامية، خصوصًا أننا لم نعرف عنهم أى شىء، فهم بالنسبة لنا كانوا بعيدين عن الحياة السياسية، وارتبطوا فى أذهاننا بأحداث العنف التى شهدتها مصر فى التسعينيات، والإسلام يعنى بالنسبة لنا الأزهر الشريف الذى يضم الكثير من العلماء المعتدلين، لذلك فوجئت أنا والكثيرون من طبقات وشرائح المجتمع المصرى، مسلمين ومسيحيين، بصعود السلفيين مثلاً، وقدرتهم على الفوز بعدد كبير من المقاعد فى الانتخابات البرلمانية، ومن خلال ممارستهم للسياسة نستطيع الحكم عليهم، لكننى لست خائفًا منهم، فأنا مواطن مصرى ولد ويعيش على هذه الأرض، ولم يعرف غيرها، وفى نفس الوقت قناعتى الشخصية تؤكد أنه يجب فصل الدين عن السياسية.
◄ كيف تقيم تجربة انتخابات مجلس الشعب الأخيرة وما شهدته؟
الانتخابات التى حدثت كانت طائفية، بمعنى أن قيادات التيار الإسلامى كانت تردد على الناخبين أنه إذا أعطيت صوتك للتيار الإسلامى ستدخل الجنة، وإن لم يحدث ذلك ستدخل النار، وهو مفهوم تم ترسيخه عند الكثيرين من المواطنين، خاصة بعد أن تأكد للجميع أن الكنسية تؤيد تحالف الكتلة، فأصبح المسلم يعطى الإخوان، والقبطى يعطى الكتلة، وكنت أتمنى مشاهدة وجوه أكثر من شباب الثورة داخل البرلمان.
◄ إذا استطاع الإخوان تحقيق طفرة فى المجتمع المصرى فهل ستؤيدهم فى الانتخابات القادمة؟
طبعًا، لأنى فى النهاية مصرى، وإذا جاء الخير لمصر على يد الإخوان سأكون من مؤيديهم لأنهم فى النهاية مصريون، والمهم أن يتولى الشخص الذى يخلص لمصر وينجح فى خدمة المصريين، فى تلك المرحلة الحرجة بغض النظر عن انتماءاته.
◄ البعض يرى أن نجاح شقيقك فى انتخابات مجلس الشعب الأخيرة يعود فى جزء منه لما تتمتع به من جماهيرية؟
إطلاقًا.. فهو حاصل على دكتوراه فى القانون الجنائى وصاحب موقف، ويعمل على خدمة الناس منذ فترة طويلة دون انتظار أى مصلحة منهم، وله شعبية حقيقية فى المنيا تكاد تكون أكثر منى، كما أن وضعه كأستاذ قانون سيكون له دور مؤثر فى البرلمان.
◄ لماذا لم يكن لك دور فى مشاركة زملائك بمسيرة حرية الإبداع، خاصة أنك صاحب أجرأ أفلام سياسية قدمت على مدار مشوارك؟
للأسف كنت خارج مصر بمهرجان الفجيرة بالإمارات، وظروف الطيران منعتنى من الحضور والمشاركة معهم برغم حماستى الشديدة لتلك المسيرة التى اتجهت لميدان التحرير، ولكننى كنت معهم قلبًا وقالبًا، وتابعت كل التفاصيل لحظة بلحظة من خلال المخرج خالد يوسف، كما شاركت فى البيان التأسيسى للجبهة، وهذه الوقفة كانت طبيعية بعد التصريحات الأخيرة التى أطلقها بعض المتشددين فى التيار الإسلامى، كفروا فيها نجيب محفوظ، وطالبوا بهدم الأوبرا، وإلغاء الباليه المائى، ومعاهد التمثيل، والسباحة، وهو ما أحدث "خضة" كبيرة لعدد من فنانى ومبدعى مصر، لذلك خرجت قطاعات كثيرة تنادى بعمل مثل هذه الوقفات، ورسالتى للتيارات الإسلامية أنه لا يصح اختصار مصر فى "بكينى أو زجاجة خمرة" وكفاية تضييع وقت الشعب المصرى فى مثل هذا الكلام، كما يجب أن تكون هناك ثقة كبيرة فى فنانى ومثقفى مصر.
◄ هل تخطط لتقديم فيلم يتناول الثورة، وما هى أمنياتك للرئيس المقبل؟
لن نستطيع عمل فيلم عن الثورة إلا بعد اكتمالها، لكننى أتمنى من النظام القادم أن يكون جيدًا ويأتى بالخير لمصر وسأكون مؤيدًا له، وفى الحقيقية أتمنى أن أغمض عينى وأفتحها فأشاهد رئيسًا لمصر، كى لا يتحدث أحد معى عن حكم العسكر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة