اهتمت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بمؤتمر الصحوة الإسلامية الذى استضافته إيران هذا الأسبوع، وقالت إن المحاولة التى قامت بها طهران لإعادة تصنيف الربيع العربى من خلال هذا المؤتمر قد أتت بنتائج عكسية ضدها، بعد أن أثار عدم وجود ممثلين للمعارضة السورية فى هذا المؤتمر.
وتشير الصحيفة إلى أن هذ المؤتمر كان من المفترض أن يكون لحظة حاشدة، تضع فيها إيران بصمتها الإسلامية على الربيع العربى، حيث بدأ يتدفق على طهران أكثر من ألف ناشط عربى للمشاركة فى المؤتمر الذى ينعقد على حساب الحكومة الإيرانية تحت شعار "الصحوة الإسلامية" فى محاولة لإعادة تصنيف الثورات العربية الشعبية التى بدأت العام الماضى.
غير أن اللافت فى هذا المؤتمر الذى شارك فيه نشطاء من مصر والبحرين وتونس واليمن وليبيا، أنه لم يتم دعوة أحد من سوريا التى يعد رئيسها بشار الأسد حليفا مهما لطهران. فطالما اعتبرت الحكومة الإيرانية المتظاهرين السوريين عملاء أجانب، على الرغم من حقيقة أنهم مسلمون يحاربون نظاماً علمانياً واستبداداً وحشياً.
هذه الحقيقة غير المريحة، تستكمل الصحيفة، قد أضرت بالسيناريو الإيرانى كله كما تسميه نيويورك تايمز. فمع بداية المؤتمر رفع أحد الشباب من بين الجمهور الحاضرين لافتة مكتوب عليها بالإنجليزية: "سوريا؟" وبدأ مجموعة من الحضور يهتفون "الله.. الحرية.. وسوريا"، إلا أنهم اختفوا بسبب الشعارات التى رددها المؤيون لنظام بشار الأسد.
وتناولت الصحيفة ما قاله الرئيس محمود أحمدى نجاد فى كلمته الافتتاحية، والتى جاء فيها: "علينا أن نكون متيقظين أن الغرب يسعى إلى تأجيج الصراع الطائفى فى مجتمعاتنا، وذلك جزء من هدفهم المتمثل فى إبقاء إسرائيل على قيد الحياة، وأضاف: "اليوم سوريا، وغداً بلادكم".
وهذه الكلمات لاقت تصفيقاً من حشد من المأجورين وسط الجماهير، لكن العديد من المشاركين لم يتعاطوا معها بشكل واضح، وبدا أن الانتفاضة داخل المؤتمر على ما يبدو قد ترك بصمتها، ففى فترة ما بعد الظهيرة، تم منع دخول الصحفيين للجلسات.
وخلال فترة الاستراحة، قال مراسل إحدى وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية إنه وجهت إليهم تعليمات صارمة كى لا يقولوا شيئاًَ عن سوريا.
وترى "نيويورك تايمز" أن هذا المؤتمر قد أكد موقف طهران غير المستقر فى ظل التغييرات الدراماتيكية التى تحدث فى العالم العربى. وبالمعنى الضيق، فإن الأحداث قد اندلعت من وجهة النظر الإيرانية، وإن الأحزاب الإسلامية هى التى ستحكم فى تونس ومصر والغرب، وربما يحدث ذلك أيضا فى ليبيا وسوريا واليمن.
لكن من غير المرجح على الإطلاق أن يسود نظام حكم رجال الدين الموجود فى إيران فى هذه الدول العربية، والتى تضع أمام نصب أعينها فى الأغلب نموذجاً مثل الديمقراطية الانتخابية فى تركيا، كما أن العقيدة الشيعية لإيران عقبة كبير فى منطقة يمثل فيها السنة الأغلبية، وتزداد فيها التوترات الطائفية.
نيويورك تايمز: مؤتمر الصحوة الإسلامية فى إيران يأتى بنتائج عكسية ضدها بسبب سوريا
الجمعة، 03 فبراير 2012 11:51 ص
الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن محمد
الصبر جميل