محمود معوض يكتب: التاريخ سيحكم لهم أم عليهم !

الجمعة، 03 فبراير 2012 03:05 ص
 محمود معوض يكتب: التاريخ سيحكم لهم أم عليهم ! المجلس العسكرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نحتفل هذه الأيام بذكرى الثورة المصرية وبسبب الصراعات والخلافات السياسية بين كافة القوى السياسية سواء الإسلامية أو الليبرالية أو القوى الثورية أو الخلافات مع المجلس العسكرى خلال المرحلة الانتقالية، أصبح كل طرف يخون فى الآخر ويريد أن يمحوا الحقائق التاريخية للثورة والتى سنقصها على الأجيال القادمة ليعلموا كيف خرج المخلصون من هذا الشعب فى فترة عصيبة ليبعثوا الأمل من جديد فى نفوس الملايين من المصريين، وبعيدا عن الخلافات والتشكيك والتخوين لابد أن نؤرخ دور كل الأطراف التى ساهمت فى نجاح الثورة وبحيادية تامة.
أولا- الرئيس مبارك ونظامه السياسى لأنهم طغوا وبغوا وسعوا فى الأرض فسادا ولم يكن يخجلون من الشعب مصدر الشرعية الوحيد لوجودهم، فكانوا يزورون إرادته على مرأى ومسمع من العالم كله، ويهرولون إلى تثبيت وجود أنظمتهم من خلال الخضوع للشرعية الأجنبية والسمع والطاعة لها، فحينما قامت الثورة فكان أول من انقلب عليهم هى الشرعية الأجنبية المستمدة من المجتمع الدولى عامة والولايات المتحدة خاصة، فبدأوا يبحثون عن شرعيتهم الداخلية وعن مؤيدين حقيقين لهم فلم يجدوا إلا المنتفعين والفنانين والرياضيين ونجوم الإعلام المصرى فتهاوت شرعيتهم أمام الشعب، فشكرا للرئيس المخلوع ورجالة !
وثانيا- الشرطة المصرية لأنها كانت درع النظام السابق واليد الضاربة على كل المصريين فأهانت كرامتهم واستباحت حرماتهم وعذبت وقتلت شبابنا بدعوى حماية الدولة، فحينما قامت الثورة هبت لاستكمال مسيرة البطش فاستشهد على أيديهم ما يزيد عن 850 شهيدا وأصابت ما يقارب 6.000 مواطن وأطلقت صراح السجناء لنشر الفوضى فهب الشعب لإسقاطها فأسقط معها النظام السابق.
وثالثا – القوى الوطنية الفاعلة والمعارضة التى نادت بسقوط التوريث خلال التسع سنوات السابقة على الثورة كجورج إسحاق وعبد الوهاب المسيرى وكمال خليل وأيمن نور وحسن نافعة والغزالى حرب وكثيرون، فتحية طيبة لهم ! ورابعا- الدكتور البرادعى وجاء إلى مصر مطالبا بالتغيير ليكمل ما فعلته المعارضة، فالتفت حوله التيارات السياسية وحركة كفاية وحركة شباب السادس من أبريل والإخوان المسلمون والمفكرون والمثقفون، وظلما للتاريخ أن يكون هو أول من ألقى حجرا ساكنا فى بحر عكرا، لأن البحر تحركت أمواجه وبدأ حالة المد والجزر من سنوات سابقة، ولكن للأنصاف هو من جمع شتات هذه القوى السياسية وأسس الجمعية الوطنية للتغيير التى أصدرت بيان البرادعى والقوى السياسية لمطالب التغيير، كما أخبر أن مبارك ونظامه عليه أن يحمل حقائبه ويرحل، وأن نزولنا إلى الشارع سوف يكون الأول والأخير، وإن لم يستجب النظام فسوف نعلن حالة العصيان المدنى العام، وقال هذه ستكون نهاية النظام وهذا يعنى بداية الثورة والتغيير الحقيقى، فتحية للدكتور البرادعى !
وخامسا- انتصار ثورة تونس والتى أسقطت نظام بن على، والتى وضعت التجربة فقط محل التنفيذ، فهبت الريح على الدول العربية، وانتقلت إلى مصر والتى كانت مستعدة داخليا بكافة قواها لمعركة التغيير، وللثورة على نظام مبارك ومعارضة التمديد له، والتوريث لنجله جمال، حتى وإن لم تندلع ثورة تونس، فالأمور فى مصر قد وصلت لنقطة اللا عودة، فتحية لتونس وشعبها ! وسادسا- شباب مصر وكانوا فى طليعة الثورة المصرية، وفى خطوطها الأمامية صامدين أمام درع النظام وأمام البلطجة المأجورين من الحزب الوطنى، فشباب الثورة أدوا دورهم على أكمل وجه، ولكنهم الآن طعنوا فى كل شىء واتهموا بالعمالة والتخوين وأخذا الأموال وأصبح ينكر لهم جميلهم فيما فعلوه، فتحية لشباب ثورة مصر !
وسابعا - الأغلبية الصامتة من الشعب مسلمين ومسيحيين وكانوا يقفون فى الأنساق والخطوط الخلفية للثورة والتى وجدت الشباب والساسة والمفكرين يتحركون وصامدون أمام بطش النظام فتحركوا يوم جمعة الغضب بالملايين، حتى تهاوى النظام وانهارت الشرطة وانسحبت معلنة هزيمتهم أمام الشعب المصرى، فتحية للأغلبية الصامتة من الشعب !
وثامنا - المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو من أيد هذا الشعب وكان مركز القوى الوحيد والذى إذا ظل على الحياد ولم ينحاز إلى شرعية الشعب وأيد الشرعية الدستورية المزورة لمبارك كما خول له الدستور لاغتيلت الثورة فى مهدها ولم نرى ما نراه اليوم، فالجيش لم يتحرك إلا لحماية مصر وشعبها، ولا يجب أن ننكر له الجميل حتى وإن أخفق فى إدارة المرحلة الانتقالية فهو سيسلم السلطة وينسحب من الحكم خلف الكواليس، فتحية للقوات المسلحة ورجالها !
وفى النهاية، تحية للشهداء الذين ضحوا بأرواحهم فداء لمصر لأنهم من يستحق أن يذكرهم التاريخ، ويجب علينا تخليد ذكراهم فى مسقط رأسهم بإطلاق أسمائهم على الشوارع والميادين العامة، وذلك إذا كنا نريد من الأجيال القادمة أن يضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم !





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة