محمد الدسوقى رشدى يكتب :الألتراس.. الأسطورة التى فضحت أهل السياسة والعسكر

الجمعة، 03 فبراير 2012 03:46 م
محمد الدسوقى رشدى يكتب :الألتراس.. الأسطورة التى فضحت أهل السياسة والعسكر جانب من الاحداث

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا تصدق دعوتهم للحداد، فليس كل من ارتدى السواد يشعر بالحزن، وليس كل من سار فى جنازة وبكى وتأسف، بريئا من دم الضحية.

لا تصدق دعوتهم للحداد والحزن على شباب الألتراس الأهلاوى، لأن الدعوة خادعة، ولا تعنى أبدا أن صاحبها موجوع ويتألم، أو مهتم.

صدقنى أيها المواطن الموجوع، لو كان فى قلب أهل المجلس العسكرى بعض من الاهتمام بأهل هذا الوطن وشبابه، لما تركونا فريسة سهلة للرصاص والأسلحة البيضاء، ولما استرخصوا دماءنا إلى هذا الحد، وجعلوا منها بحرا تسبح فيه سفينتهم للوصول إلى كرسى الحكم.

لا تضيّع الكثير من وقتك فى البحث عن متهم، فالجانى يرتدى زيا عسكريا، ويصر على البقاء فى أرض ليست له، وجريمته ثابتة، إما بالتدبير لحمامات الدم التى شهدناها طوال الشهور الماضية، أو المشاركة بالصمت وقلة الحيلة والاكتفاء بالمشاهدة، مثله مثل جموع الناس.

لو سألت أهل الدين والدنيا عن المتهم الأول فى كل هذه الجرائم، فلن تجد سوى المجلس العسكرى، سيقول لك أهل الدنيا بأنه متهم لأنه الحاكم الفعلى للبلاد، والمسؤول عن تأمين أرواح مواطنيها وممتلكاتها، وسيخبرك أهل الدين بأنه المجرم، لأن الله سبحانه وتعالى ورسوله الكريم وضعوا أحوال الرعية فى رقبة الراعى أمانة، إن خانها خاب وخسر، ولأن سيدنا عمر بن الخطاب حسم هذا الأمر، وأدان المجلس العسكرى منذ مئات السنين حينما قال بوضوح: «والله لو تعثرت بغلة فى العراق لحاسبنى الله عنها، لما لم تصلح لها الطريق يا عمر».

تلك هى الحقيقة التى أقرتها أحداث الشهور السابقة، وأكدت عليها مجزرة بورسعيد التى راح ضحيتها العشرات من أطهر وأخلص شباب مصر.. وأرجوك لا تستغرب، ولا تستنكر استخدام ألفاظ مثل أطهر وأخلص لوصف شباب الألتراس، ولا تتخيل أن استخدام تلك المفردات سببه الوحيد أنهم أصبحوا فى ذمة الله، لأن حقيقة الألتراس التى غيبها الإعلام ومقدمو البرامج الرياضية خوفا وإرضاء لوزارة داخلية مبارك، تقول بأن شباب الألتراس كذلك.. خريجو جماعات، متحمسون، منظمون، مخلصون لفكرة ربما يراها البعض تافهة أو مضيعة للوقت، ولكن يبقى أنهم مخلصون فى زمن أصبح فيه هذا النوع من البشر نادرا. الألتراس ليسوا بلطجية ياسيدى، ولا مرتزقة، انظر إلى صور وملامح شهدائهم، وراجع بياناتهم الشخصية، وسوف تكتشف ذلك بنفسك، سوف تكتشف أن كل أزمة الألتراس الذين تم تشويه صورتهم فى عهد مبارك، أنهم الفئة الوحيدة التى كسرت شوكة داخلية حبيب العادلى، وأخرست وفضحت وكشفت مقدمى البرامج الرياضية، وأباطرة الكرة واتحادها فى مصر.

الألتراس ليسوا بلطجية ياسيدى، بعضهم أطباء ومهندسون ومحاسبون ومبدعون، وهم أنفسهم شباب الثورة التى وصفها العالم بالمبهرة، وكنت أنت تجلس رافعا وجهك لله تدعو لهم بالنصرة، وترجو من السماء حفظ أرواحهم.

لا تقل بأنهم فوضويون وسبب المشاكل والمعارك التى شهدتها البلاد، لأنهم أكثر نظاما وإخلاصا لفكرتهم من كل القوى والتيارات السياسية التى ظهرت بعد الثورة، والتى كانت قبلها، يكفى أنهم القوى الوحيدة المنظمة فى مصر بعد جماعة الإخوان المسلمين، هل تصدق أن كيانا يقدر على أن يوحد هتاف مئات الآلاف فى بلد يفشل أهل السياسية فيه فى توحيد هتاف العشرات، من الممكن أن يكون كيانا للبلطجة؟!، هل تصدق أن كيانا أعاد للمدرجات والحياة الرياضية بهجتها بما ينظمه من إبداعات وابتكارات، من الممكن أن يكون كيانا للبلطجة؟!، هل تصدق أن هؤلاء الشباب الذين يدفعون من جيوبهم وينفقون من أموالهم من أجل تحقيق أهدافهم بلطجية، ونحن نعيش فى وطن لا ينفق فيه أهل السياسة مليما واحدا من جيوبهم من أجل إعلاء شأن أحزابهم وحركاتهم، بل يستغلون السياسية للحصول على تمويلات تذهب لجيوبهم الخاصة؟!

تأمل مشاهد المدرجات بدونهم، وتأمل ثورة مصر وميدان التحرير بدون صخبهم وشعاراتهم وأغانيهم، هم مصدر البهجة والحماس والإخلاص كما قلت لك، راجع أناشيد ألتراس أهلاوى، وستدرك ذلك، وستدرك أن الموت والتضحية دائما حاضران فى كل أناشديهم وشعاراتهم، فهل تتخيل أن شبابا لديهم الاستعداد للتضحية من أجل ناديهم لا يملكون نفس المشاعر وأكثر للتضحية من أجل وطنهم؟!

راجع شريط ذكرياتك مع المباريات وستتذكر نشيدهم القائل: «من تالتة شمال، بنهز جبال، وبأعلى صوت دايما بنشجع الأبطال.. فريق كبير، فريق عظيم، اديلوا عمرى وبرضو قليل»، وهم أيضا الذين يغردون فى المدرجات بالتالى: «عمرى ما أحب غير الأهلى، ولا فى غيره يفرحنى.. دايما معاه ولآخر الكون.. عمرى علشان الأهلى يهوون»، وهم أيضا أصحاب النشيد الذى يهز المدرجات: «أعظم نادى فى الكون.. لو كل الدنيا ضده هفضل أحبه بجنون.. يوم نصره ليا عيد.. عمرى ما هكون بعيد.. ويوم ما أبطل أشجع.. هكون ميت أكييييييييييييد». وهم أيضا الذين تغنوا بالحرية فى المدرجات عنادًا فى وزارة الداخلية، فى الوقت الذى كان فيه أهل السياسية يخشون ذكر حبيب العادلى بسوء وقالوا: «يا حكومة بكره هتعرف.. بإيدين الشعب هتنضف»
والآيه الليلة مقلوبة
قالوا الشغب فى دمنا! وإزاى بنطلب حقنا؟
يا نظام غبى.. افهم بقى مطلبــى!
حرية، حرية.. حرية، حرية!
من الموت خلاص مابقتش أخاف
وسط إرهابك قلبى شاف
الشمس هتطلع من جديــــــــــد
اسرق أمان، خرّب بيوت، ده كان زمان وقت السكوت.
الحلم خلاص مش بعيــــد
قال النظام إيه العمل! كده النهاية بتكتمل؟
افهم بقى.. ارحل بقى.. سقط الطاغوت!
إنهم يملكون الإخلاص الذى نبحث عنه فى قلوب أهل السياسة تجاه أحزابهم وأفكارهم وهذا الوطن، ولا نجده، لا تتخيل أن السابق من الكلام أمر تافه لأنه يخص ناد رياضى، لأن المبادئ لا تتجزأ، ومن يملك كل هذه القدرة على التضحية بالمال والجهد والنفس من أجل فكرة، حتى لو كانت ناديا رياضيا، فمن المؤكد أنه يملك أضعافها من أجل وطن، ومن أجل فكرة أكثر سموا وعلوا، والقادرون على التضحية ياسيدى لا يمكن أبدا تصنيفهم تحت بند البلطجية.. تذكر هذا جيدا، وادعُ بالغفران لضحايا الألتراس، والصبر لإخوانهم، والستر لمصر.





مشاركة




التعليقات 7

عدد الردود 0

بواسطة:

فوفو

مقال رائع

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد يونس

ربنا يرحمهم يارب .

عدد الردود 0

بواسطة:

اشرف

الالتراس

عدد الردود 0

بواسطة:

ناصر

الالتراس شباب ووقود الثورة...نعم هم أول من أخذوا حقنا من داخلية العادلى

عدد الردود 0

بواسطة:

د/محمد ابراهيم

احترمهم

عدد الردود 0

بواسطة:

essam nada

صدقت والله

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد

كفاية نفاق وخداع

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة