أيمن نور

مجلس قيادة الثورة!!

الجمعة، 03 فبراير 2012 07:47 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أخاف على الثورة –الآن– من أعدائها، إنما أخاف عليها من أبنائها (!!)

كل ضربة توجه للثورة من الخلف، كانت تدفعها، دفعة قوية للأمام، وكل قبر بناه الطغاة للثورة، دفنتهم فيه الثورة، قبل أن يدفنوها فيه، هكذا عاشت الثورة طوال عام مضى بين المد والجزر.

أخطر ما يتهدد الثورات، أن تأكل نفسها بنفسها، أن تشعل النار فى ثيابها، أن توجه سهامها ومعاركها لصدور بعضها البعض.

أسوأ الأزمات التى يمكن أن تواجه الثورة، أن تكون الثورة هى الأزمة، وأن يكون الثوار هم ذاتهم أطراف الأزمة.

لقد شارك سعد زغلول فى ثورة عرابى، وكان وقتها موظفاً بالحكومة، وقد فشلت ثورة عرابى، لأسباب عدة من بينها الطريقة التى تعامل بها الثوار مع بعضهم البعض ويكفى أن نشير هنا إلى أن سعد زغلول نفسه، ألقى القبض عليه، بتهمة أن ألّف جمعية للانتقام من الثوار الذين باعوا الثورة أو خانوها!!

وعندما قاد سعد زغلول ثورة 1919، حاول أن يتعلم من أخطاء ثورة عرابى وأسباب فشلها، بل ومن الأخطاء التى وقع فيها هو شخصياً فى شبابه، وأهمها فكرة الوقوع فى أسر الشقاق والانتقام، والحكم على الآخرين بالخيانة، والتفريط.

أدرك سعد زغلول عقب 1919 خطورة الخلافات التى دبت بين شباب الثورة وشيوخها من الباشاوات وقادة حزب الأمة القديم، فقد كان هؤلاء فى جانب وسعد وشباب الثورة فى جانب آخر لكن سعد فهم خطورة هذا على مسار الثورة ودور خصومها فى إزكاء هذا الاستقطاب، فقال مقولة شهيرة إن الثورة تجب ما قبلها، فى إشارة للتخلص من المرجعيات السياسية والحزبية التى تحكم الأطراف المتصارعة من أجنحة الثورة، شبابها، وشيوخها، رموزها، وقادتها فى ربوع القطر.

عندما قامت ثورة يوليو 1952، بدت الخلافات واضحة من البداية بين جناحى الثورة، ذلك الجناح الذى قاده محمد نجيب ومهنا ويوسف صديق وخالد محيى الدين –وسلاح الفرسان– والجناح الآخر الذى قاده عبدالناصر.. الفريق الأول كان يؤمن بالديمقراطية، وعودة الدستور والثانى كان يؤمن باستمرار الثورة وأهمية البقاء فى الحكم للجيش والثوار حفاظاً وتحقيقاً لمكتسبات الثورة واستحقاقاتها.

استمر هذا الصراع مكتوماً لعام وبضعة شهور، حتى حسمته أزمة مارس 1954، حيث انتصر الجناح العسكرى فى فرض وجهة نظره على أرض الواقع بالبقاء فى السلطة، وعدم العودة للثكنات، وإلغاء الأحزاب والدستور والحريات انتصاراً للثورة!!

المشكلة الحقيقية التى أضرت بالثورة لم تكن الخلاف فى الرأى والتوجه والمسار، بل كانت فى غياب «الخلق الثورى» الذى سمح للفريق المنتصر بأن يتخلص ويتحلل من التزامه الأخلاقى الثورى تجاه الآخرين، فأبعد منهم من أبعد، ونفى منهم من نفى، وحدد إقامة الرئيس الأول للجمهورية حتى مات فى الثمانينيات!!

فى كل العصور، والأزمان، الكل يتحدث عن الخلق الثورى، وحماية الثورة، لكن مازال البعض يرى الغدر بالشركاء إخلاصاً للثورة، وطعن الأخوة والرفاق فى الظهر، أو تخوينهم، وفاء لاستحقاقاتها، وأن الصعود على الجثث عمل وطنى ثورى واع!!

لعنة الله على الخلق الثورى، الذى يعتبر الإجرام فضيلة، والمروءة رزيلة، وشق الصف توحيد وانتصار للثورة.

حقاً أنا لا أخاف على الثورة من أعدائها، قدر خوفى عليها من أبنائها الذين يرفعون شعارات أخرى ويعملون على إنفاذ عكسها(!!)

الآن وأكثر من أى وقت مضى، أرى أننا بحاجة –فوراً- لمجلس لقيادة الثورة، يضم أنصار نجيب، وخصومهم!!
وسأكتب لكم غداً وبعد
غد عن حكاية أزمة مارس 1954 ودلالاتها الموحية بعد 58 عاماً (!!)








مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

......

............

مقالة رائعة

عدد الردود 0

بواسطة:

د. محمد عبد الفتاح

نداءو رجاء

عدد الردود 0

بواسطة:

Eslam refaat

رااااااااااااائع جداااا

عدد الردود 0

بواسطة:

mahmoud alniny

ارحم نفسك

عدد الردود 0

بواسطة:

Salama Hamza

مجلس قياده الثوره

عدد الردود 0

بواسطة:

معتز

أيوه كده يادكتور أيمن

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى و بيحب مصر

لا شكرا


لا شكرا مبلاش تكتب الله يكرمك كفايه اوى كدا

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى زيتون

يسقط يسقط حكم العسكر

عدد الردود 0

بواسطة:

زهقانه

ملينا

ملينااااااا من كلامك ارحمناااااا

عدد الردود 0

بواسطة:

خميس ابو العافية

البيه بيقول أيه .. مجلس قيادة الفوضي !!

ماهي بقت فوضي !

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة