عصام الطوخى يكتب: ذاكرة الشك

الجمعة، 03 فبراير 2012 12:23 ص
عصام الطوخى يكتب: ذاكرة الشك صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
على أرصفة الزمن ذات تشكلت تحت ظل أنفاس مسمومة من قاع إحباطها ويأسها من بين ترسبات عفا عليها زمنها.

على وتر الآهات وأنين الانكسارات فيرس يدمر خلايا أمنياتها يتركها وحدها أشلاء بين كثير من تساؤلاتها وتراكماتها بين انحدار داخلى جعلها تقطع الكثير من المسافات بذات أنهكها شكها.

ترمى بروحها المتآكلة فى أقرب حاوية نفايات عندما استوطنت أحلامها وديارها بذور شكها ولوث عبير روحها وتنفث بداخلها برائحة الهدم يخنقها ويدمر خلايا عمرها، فيرس الشك والريبة، كابوس يقذف بلهيب خوفها فى واحاتها وفى رياحين صدرها، يجردها من ذاكرة تفاؤلها، يلفظها كصدفة مل البحر شكها لا يريد أن يتركها إلا بقلب متهالك على شواطئ صمتها وحيرتها بشعور قاتل بالفقد بوخز قديم يتجدد من آن لآخر يوقف كل إشاراتها الضوئية وإحساسها بحياتها، كثيراً ما يغلق عليها سراديب عقلها يجعلها حقل تجارب بين حالة من التنافر والتجاذب تتلاشى فيها أحلامها، يُشيد بينها وبين منطق الأشياء ذاكرة لا تشيخ فى مدينتها وشوارعها المظلمة يجدد أحزانها ووجعها بروح نافرة منهكة مستهلكة يعتصرها آلامها بين صفير الريح فى شتاءات كئيبة وتظل تدور حول نفسها لا تقوى على اجتياز جسورها، ووخزات كبريائها ليطهرها من شكها ولكن يظل فى داخل كل منا فى الأفق سحابة أمل قوة وطاقة إيمانية تحاول اقتلاعنا من مواجع الفقد والشك ترفعنا إلى السماء فى أوقات انكسارها، تزودنا بشحنات محبة فى لحظات إخفاقها تخلق من رحم الحياة ذاكرة جديدة لم تتسخ بعد بفسادها، تزيح عنها غبار عذابها تقتلعها من أرضها القاحلة وتغرسها فى يقين تام يغير أشياءها ومسمياتها ويعيدها إلى بداياتها يفك شباكها يخلصها من قيدها ويحررها من آسرها ويكسر عنفوان شكها ليخضر قلبها ويهل عليها نسيم فجرها بقربها من ربها فلن تبقى بعد اليوم مستعمرة أو أرض قاحلة لأنها أدركت حقيقة وجودها.

قد تخسر الذات الكثير من رهان أحلامها.. ولكن لن تسمح لأحد بأن يجعلها تخسر رهان نفسها.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة