عكس ما يردده مسئولو ولاعبو الأهلى بأن هناك اتفاقا بين اللاعبين والإدارة على كيفية معالجة أحداث بورسعيد الأخيرة، التى أسفرت عن وفاة ما يقرب من 77 مشجعاً وإصابة أكثر من ألف، الحقيقة تؤكد أن هناك أزمة كبرى بين اللاعبين والمجلس الأحمر بسبب هذه الأحداث المثيرة التى عاش خلالها اللاعبون "ساعات رعب" بعدما شاهدوا "الجثث" فى غرفة الملابس عقب نهاية مباراة المصرى التى تحولت لـ"مجزرة" أقدم عليها متعصبين من جمهور بورسعيد.
مصدر بإدارة القلعة الحمراء قال لـ"اليوم السابع" إن اللاعبين اتفقوا خلال جلساتهم المتتالية على ضرورة اتخاذ قرارات حاسمة تتماشى وتناسب حجم الحدث، ورفض اللاعبون الاكتفاء بالشجب والندب، واتفقوا فى الاجتماعات التى عقدوها بعد المباراة سواء فى طريقهم على متن الطائرة العسكرية التى أقلتهم للقاهرة من بورسعيد أو خلال اجتماعهم بالنادي، أمس الأول الخميس، على إصدار بيان تمت كتابته فعلا ويقضى بضرورة المشاركة فى مظاهرات الغضب التى تحركت من عدة ميادين بالقاهرة، وأبرزها من أمام النادى الأهلى وجمعت الآلاف الذين راحوا ينددون بالمجلس العسكرى ووزارة الداخلية.
أحد لاعبى الفريق قال، إن اللاعبين - بقيادة أبو تريكة ووائل جمعة وحسام غالي- اتخذوا قرارا بالنزول فى المظاهرات بل اتفقوا على ضرورة قيادة المظاهرات والمسيرات من أمام النادى لميدان التحرير ووزارة الداخلية للتنديد بما حدث، والمطالبة بالقصاص من المتورطين فى هذه الجريمة، وأشار اللاعب الذى رفض ذكر أسمه، إلى أن لاعبى الأهلى شاهدوا "الموت بأعينهم" لذا اتفقوا على التواجد وسط المتظاهرين والتنديد بالداخلية باعتبارها أحد المسئولين الأساسيين عن "مذبحة" بورسعيد لعدم قيامها بالإجراءات اللازمة لإنقاذ الجماهير من الاعتداءات الوحشية التى تعرضون لها على يد جمهور المصرى.
موقف لاعبو الأهلى اصطدم برغبة مجلس الإدارة فى تهدئة الأوضاع وعدم تصعيد الأمور، لذا اجتمع مجلس الإدارة مع اللاعبين لمدة تزيد عن الـ75 دقيقة، وطلب حسن حمدى رئيس النادى من اللاعبين خلال هذه الاجتماع، عدم إصدار البيان وترك الوضع برمته للمجلس الذى أصدر عدة قرارات قاسية مثل مقاطعة بورسعيد رياضيا لمدة خمس سنوات والمطالبة بالتحقيق مع محافظ بورسعيد ومدير أمن المحافظة، وأكد حمدى للاعبى الفريق على إنه لابد أن تكون هناك وسيلة واحدة هى المجلس، للتحدث فى هذه الأزمة وهو ما تحفّظ عليه اللاعبين الذين أكدوا أنهم هم الذين عاشوا أجواء العدوان البورسعيدى على جمهور الأهلى، وقال اللاعبون أنهم يرغبون فى التضامن مع الجماهير الغاضبة خاصة وأنهم يشعرون فعلا بأن الداخلية لم تُحسن التعامل مع هذه الأحداث.
لاعبو الأهلى خرجوا من اجتماع حمدى غاضبين للغاية، بعدما شعروا بـ"تكميم الأفواه"، لاسيما وأن الإدارة طلبت منهم عدم التحدث فى هذه الأزمة للإعلام بشكل يزيد من حالة الاحتقان الموجودة حاليا، وطلبت الإدارة، على لسان سيد عبد الحفيظ مدير الكرة، عدم غلق هواتفهم حتى يكونوا جاهزين لاستقبال تعليمات الإدارة.
الدلائل تشير إلى أن اللاعبين مازالوا يشعرون بحالة من الغضب بسبب موقف مجلس الإدارة، وطلب بعض اللاعبين النزول للتحرير للتواجد وسط المتظاهرين، غير أن بعض اللاعبين الآخرين طلبوا التروّى والانتظار لما ستسفر عنه الإحداث المقبلة.
حمدى يُجمّد فكرة أبو تريكة بقيادة مظاهرات "غضب" نجوم الأهلى للتحرير
الجمعة، 03 فبراير 2012 10:19 م