استكمل فريق النيابة العامة، اليوم الجمعة، التحقيقات فى أحداث مباراة الأهلى والمصرى فى بورسعيد، والتى انتهت بوفاة 75 شخصاً وإصابة المئات الاخرين، حيث بدأت التحقيق مع اللواء عصام سمك مدير أمن بورسعيد، وقائد قوات الأمن المركزي، ومدير المباحث، حول الأحداث الدموية التى لحقت بالمباراة.
كما انتهت النيابة من تفريغ محتويات 33 كاميرا مراقبة من المتواجدين بإستاد بورسعيد الذى شهد تلك الأحداث، حيث سجلت كل كاميرا منهم ساعتين متواصلتين، وتم تفريغ 66 ساعة، وجار فحصهما ومعاينتهما للوقوف على كيفية نزول الجماهير لأرض الملعب.
كانت التحقيقات المبدئية كشفت أنه كان هناك تحذيرات مسبقة من عدة جهات، أهمها "الالتراس الأهلى"، وبعض مشجعى النادى المصرى من حدوث عنف وأعمال شغب وتعرض حياة المواطنين للخطر، لكن لم يلتفت إليها أحد، كما أن رئيسى الناديين لم يعقدا أى اجتماع مسبق لاحتواء فتيل الأزمة والتعصب رغم علمهما به.
وأشارت التحقيقات إلى أن أجهزة الأمن لم تؤد دورها على النحو الأكمل، لأنه فى مثل هذه الأمور من المباريات الكبرى المشحونة بالتعصب كان ينبغى عليها أخذ ترتيبات مسبقة ورفع حالات الطوارئ ودرجة الاستعداد القصوى، إلا أنها اكتفت بالتأمين المعتاد.
ونفى مديرا الأمن والمباحث ببورسعيد أى مسئولية لهم عن الحادث، وقالا فى التحقيقات: "إنهما لم ينميا إلى علمهما وجود تحذيرات مسبقة أو نية لأحداث عنف"، مؤكدين أنهم مارسا وقاما بدورهم على النحو المطلوب منهما، وكما يستلزم القانون.
وأشارا إلى أنهما لم يتوقعا هذه الأحداث، خاصة أن النادى المصرى متقدم على الأهلى، معتبرين أن لافتة رفعها بعض جماهير الأهلى مكتوبا عليها "مدينة بالة مفيهاش رجالة" هى التى أشعلت الأزمة.
ونفى مدير الأمن المقال اللواء عصام سمك، تقصيرهم فى الحادث أو قد يكونوا فتحوا أبواب الملعب لجماهير المصرى للأخذ بالثأر، وردوا على سؤال بأنهم لم يواجهوا الأزمة بالقدر المطلوب ولم يتدخلوا لفض الكارثة، بأنهم التزموا بضبط النفس ولم يستخدموا القوات خوفاً على حياة المواطنين والجماهير، وأنهم لجئوا إلى قطع التيار الكهربى بالتعاون مع إدارة الاستاد فى محاولة للسيطرة على الموقف وإيقاف حمامات الدم.
وقال سمك فى التحقيقات، إنه كان متواجداً فى الملعب لتأمين مباراة النادى الأهلى والمصرى أمس، مرتدياً "بالطو" أسود، واستشهد بأحد الصحف القومية التى نشرت صورته فى المباراة أثناء اصطحابه للاعبى النادى الأهلى فى بداية المباراة، نافياً كونه متحفظاً عليه، وإنما لا يزال مستجوباً من قبل النيابة العامة، نافياً ما تردد من أن حالات الوفاة أو الإصابة تمت نتيجة طلقات نارية أو ذبح أو إصابة بأسلحة نارية، وإنما نتيجة التزاحم والتدافع بين جماهير الناديين.
وكشف مدير أمن بورسعيد المقال، أنه لا توجد أى تحذيرات مسبقة أو شىء من هذا القبيل بل على العكس كل المؤشرات كانت تؤكد أن هناك مباراة طيبة وشعب بورسعيد متحضر ومرحب بجماهير الأهلى، ورداً على عدم إصداره أوامر لقواته بالتحرك واحتواء الموقف، أجاب سمك: "لو عسكرى ضرب واحد بالعصايه كانت بورسعيد كلها اتقلبت بسبب التعصب الكروى، وكنت معتقد أن الناس والجماهير هتحتفل بالفوز، وهدفى كان تقليل الخسائر".
النيابة تنتهى من تفريغ محتويات 33 كاميرا بإستاد بورسعيد وتحقق مع مدير الأمن
الجمعة، 03 فبراير 2012 03:25 م