الشيخ النقيب: ضحايا بورسعيد بسبب "الكرة" وهذا آخر الزمان

الجمعة، 03 فبراير 2012 05:21 م
الشيخ النقيب: ضحايا بورسعيد بسبب "الكرة" وهذا آخر الزمان الشيخ الدكتور أحمد النقيب رئيس الأكاديمية السلفية بالمنصورة
الدقهلية ـ صالح رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر الشيخ الدكتور أحمد النقيب، رئيس الأكاديمية السلفية بالمنصورة، اليوم بيانا بعنوان "المنهج السلفى.. وأحداث بورسعيد الأخيرة" أكد فيه أن أحداث بورسعيد وقعت فى وطننا الحبيب – والقلب يعتصر أسى وألما على هذه الدماء التى أهدرت، فالمسلم معصوم الدم، وقال "صلى الله عليه وسلم "لا يحل دَمُ امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: التارك لدينه المفارق للجماعة "ويعنى بها الإسلام لا الجماعات الدعوية أو الأحزاب السياسية"، والثيب الزانى "المتزوج الزانى"، والقاتل للنفس" أى: عمدا من غير عذر معتبر".

وأضاف: المقتولون فى بورسعيد ليسوا شيئا من هذا، إنما قتلوا بسبب أمر لا يجوز أن يحدث القتال فيه، قتلوا من أجل التنافس على "الكرة"!! وهذا والله من علامات آخر الزمان: ألاّ يدرى المقتول لم قُتِل ولا القاتل لم قَتَل، فكم من رجل ذهب إلى استاد بورسعيد لمجرد "التفرج" ولم يخطر بباله هذه الملحمة، ثم عاد قاتلا أو محمولا مقتولا!!

وقال الشيخ: "لن أتكلم عن أداء الشرطة، فإن المجتمع للأسف قد عَطَّل آلية عملها وصارت متهمة!! ولن أتكلم عن هؤلاء المشجعين، الذين حرضهم الجهل بالدين وحرمة النفس فكان ما كان!! وإنما أتكلم عن "المنهج السلفى" ودوره فى استقرار المجتمع وأمنه ورخائه وسلامته.. إن هذا المنهج يقوم على أسس وأصول فى التوحيد الخالص، واتباع السُنّة الماضية، وتزكية النفس والمجتمع، ونفع المسلمين، والجهاد فى سبيل الله بمعناه الواسع، وبذا كان من أولويات هذا المنهج: نفع المسلمين وتزكية مجتمعاتهم ونشر التوحيد بينهم وتحبيبهم فى دين الله سبحانه، بخدمتهم واللطف بهم واللين معهم، ليزداد حرصهم على الدين، وهذا عين ما فعله المسلمون الفاتحون، ما هى إلا أزمان يسيرة ودخلت شعوب بأسرها فى دين الله سبحانه!! وهذا ليس لأن الإسلام حاكم، لكن لأن الإسلام كان هاديا ومباركا وثابتا وقيما ونصيرا، وبهذه المعانى تحرك الإسلام – من غير سيادة سياسية – لينتشر فى جنوب شرق آسيا، وأيضا فى الممالك الأفريقية الوثنية فى قلب صحراء أفريقيا وغاباتها..

وأوضح لقد كنا منذ أكثر من ثلاثين سنة نقول هذا الكلام ولازلنا نقوله، إلا أن كثيرا من إخواننا – غفر الله لهم – خالفونا فى هذا المنهج، وأصروا على إنشاء الحزب السلفى السياسى، ودخلوا فى لعبة الديمقراطية ومن آلتها: الانتخابات، وخُدِعَ كثير من شبابنا السلفى، وظن كثير من المتحمسين أن النصر وتمكين الشريعة سيكون على يد هؤلاء الديمقراطيين السلفيين، ومع أننا نحبهم وندعوا لهم بالخير: إلا أن ما فعلوه كان شرا مستطيرا، لقد ضيعوا جهد السنين!! وحرثوا أرض الدعوة!! وأخذوا ثمارها فى السنين ليجعلوها فى زنابيل أرباب الديمقراطية السلفية والتطلع السُلطوى!! نعم، ولو أنهم صبروا واستمروا على منهج الأنبياء!! لو أنهم لم يتعجلوا الثمرة!! لو أنهم ركزوا جهدهم فى هذه الفترة مع الأمة!! لو أنهم تحركوا من منطلق الأمة لا الطائفة والحزب!! لو أنهم فعلوا ذلك، واجتهدوا فى نشر الخير والدعوة والعلم والإيمان والأخلاق فى الأمة: لكان أسد وأهدى..

وذكر أن السلفيين هم الطائفة الوحيدة المرشحة لكى تلى قيادة الأمة، لكن ليس بطريقة العلمانيين، لكن بطريقة النبيين والمرسلين!! أما هذه الفتاوى عن بعض المشايخ بجواز الترشيح والانتخاب فلقد مات أصحابها منذ أكثر من عشر سنين والفتاوى تفصل على واقع معين، ليست حكما مناسبا لكل زمن، إلا إذا كان المقتضى قائما!! ولو سئل ابن عثيمين وابن باز والألبانى – عليهم من الله الرحمة والرضوان: أيجوز للسلفيين إنشاء حزب سياسى يؤمن بالديمقراطية بعد العبث فى آلياتها باسم الإسلام!! وفيه النصارى والنساء وربما العلمانيون والملحدون!! هل يجوز هذا؟!! وهل يجوز ترشيح النساء؟!!

أو ما درى الديمقراطيون السلفيون أنهم صاروا جزءا من اللعبة، وأن كل مصيبة ستنزل على البلاد أو تحيق بالعباد سيحملون شيئا منها؟!! فانظروا إلى ثوبهم البهى عبر الأحداث كيف يكون شكله؟!! وانظروا إلى وجوههم الطيبة كيف يكون حالها بعد مخالطتهم أهل الباطل لتقليل شرهم – كما زعموا – والله المستعان!!


وانتهى الشيخ إلى أن الأمة تحتاج إلى من يهديها ويخدمها.. يرشدها ويحل مشاكلها.. لا إلى من يقودها!! إن ما حدث فى بورسعيد يدل على الفساد الاجتماعى والأخلاقى والحضارى والدينى، وعلاج ذلك لا يكون بالسلطان والمجالس السيادية!! وإنما يكون بالدعوة والتعليم ونفع المسلمين، وهذا ما ندعوا إليه ونجتهد.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة