يبدو أن واقعة منع عرض الفيلم المصرى «الخروج من القاهرة» - الفيلم الروائى الطويل الوحيد الذى كان يمثل مصر فى مهرجان الأقصر السينمائى - يؤكد لنا «أن ريمه رجعت لعادتها القديمة».. فالرقابة تتحفظ على عرض الفيلم، نظراً لحساسية موضوعه والذى يتناول قصة حب بين مسيحية ومسلم، إلا أن رئيس الرقابة على المصنفات الفنية الدكتور سيد خطاب يرفض إرسال ورقة رسمية يؤكد فيها أن الرقابة ترفض الفيلم، وتمنع عرضه، مكتفيا بالكلام الشفوى للزملاء الذين اتصلوا به من إدارة المهرجان، والذى أعرفه أن هناك أكثر من اتصال جرى بين رئيس الرقابة وسيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر، وأيضاً مع الناقد طارق الشناوى والمخرج خالد يوسف، وفى المكالمة التى جرت بين خطاب ورئيس المهرجان أبدى خطاب تحفظه على عرض الفيلم وطالبه رئيس المهرجان بأن يرسل فاكساً رسمياً يحمل هذا المضمون، ولكن الرقابة تعاملت بمنطق ولا من شاف ولا من درى ووجد مسؤولوها أنه من الأسهل القول بأن «النسخة لم تصل، أو هو الفيلم فين أنتم بعتوه»، وهو ما جعل أطرافا أخرى تتدخل مطالبة رئيس الرقابة بالتصريح بعرض الفيلم للنقاد ولجنة التحكيم فقط، ثم وصل التفاوض إلى مطالبة الرقابة بعرض الفيلم للجنة التحكيم فقط، خصوصا أنه يمثل مصر فى المسابقة الرسمية، ووعد رئيس الرقابة بالموافقة على ذلك ولكن نسخة الفيلم والتصريح بها لم تخرج من الرقابة، وبدأ يتردد كلام من نوعية أن هناك جهات سيادية عليا تدخلت لمنع الفيلم؟ وأن البعض يرى فى الرقابة أن الفيلم مستواه الفنى ردىء، رغم أن الرقابة ليست جهة تقييم فنى، والمفارقة الحقيقية أن هذا الفيلم والذى يقوم ببطولته محمد رمضان ومن إخراج هشام عيسوى وإنتاج شريف مندور سبق وعرض فى مهرجان دبى السينمائى الدولى ممثلاً للسينما المصرية، ولكن الرقابة تعاملت وقتها بمنطق أن الفيلم يعرض فى دولة أخرى ووسط بشر مختلفين، «ووجع الدماغ هيكون بعيد عننا»، والمدهش أن جهاز الرقابة على المصنفات الفنية صرح فى الفترة الماضية بعرض الفيلم اللبنانى «هلا لوين» للمخرجة نادين لبكى والذى يتناول ويرصد العديد من العلاقات الإنسانية بين بشر ينتمون لديانات مختلفة وتحولات تحدث لهم ولكن الرقابة وافقت على عرض الفيلم لأنه لبنانى وليس مصرياً.
وحقيقة لا أعرف كيف حسبها رئيس الرقابة الدكتور سيد خطاب والذى أقدره وأحترمه، ولكن عدم التصريح بعرض الفيلم فى مهرجان هى سابقة، وكان من الأولى أن يسمح رئيس الرقابة بعرض الفيلم على مسؤوليته الشخصية للنقاد وأعضاء لجنة التحكيم فقط بدلا من الارتكان للطريقة القديمة التى كانت تدار بها الرقابة، لأن ما يحدث يؤكد أننا مازلنا نقف فى نفس المنطقة ولم نتحرك خطوة واحدة للأمام، لا بل أعتقد أننا نرجع للخلف.
عدد الردود 0
بواسطة:
wael
الدكتور سيد خطاب
عليك الرجوع الى سورة الكهف!
عدد الردود 0
بواسطة:
Haitham
Very Strange