أعلن مهرجان الخليج السينمائى، الحدث السنوى الذى يحتفى بإبداعات السينما الجريئة والتجريبية والمعاصرة فى منطقة الخليج العربى، والذى تُقام دورته الخامسة خلال الفترة الممتدة من 10 إلى 16 أبريل 2012، عن إطلاقه لمبادرة جديدة، وفريدة من نوعها فى منطقة الخليج، وهى: سوق سيناريو الأفلام الخليجية القصيرة، والتى ستشكّل مُحفزاً هاماً لقطاع صناعة الأفلام الخليجية.
وتُعتبر السوق مبادرة بالغة الأهمية، ترمى إلى التطوير والارتقاء بمستوى مهارات كتابة النصوص السينمائية لدى السينمائيين والكتاب فى المنطقة، وإتاحة المجال لهم للتعاون مع المخرجين والمنتجين، ومساعدتهم فى تحويل نصوصهم السينمائية إلى أفلام.
وستزوّد سوق السيناريوهات الشاملة هذه ثلاثةَ أيام من جلسات تطوير للنصوص الجاهزة والناضجة، والتوجيه للنصوص التى بحاجة إلى تعديل يقدّمها سينمائيون ومخرجون إقليميون حائزون على الجوائز، وسيتبعها إقامة جلسات خاصة يعرض فيها كتاب السيناريو المعروفون والناشئون أعمالهم ونصوصهم على المخرجين والمنتجين ضمن الوسط السينمائى لإتاحة الفرصة أمامهم لعقد علاقات شراكة وإنتاج لهذه النصوص. وتُعتبر السوق، بالتوجيه الذى تقدّمه، وفرص التعاون والتنسيق التى توفّرها، وسعيها لعقد علاقات ما بين كتاب النصوص والمخرجين البارزين، مبادرةً ملائمةً ومناسبةً للغاية فى تقديمها للدفع والتحفيز اللذين تحتاجهما صناعة الأفلام المزدهرة فى منطقة الخليج العربى.
وستعمل مبادرة السوق الجديدة، جنباً إلى جنب مع برنامج "إنجاز" للفيلم القصير الذى أطلقه مهرجان الخليج السينمائى العام الماضى، لتقديم الدعم المادى بقيمة 250 ألف دولار لإنتاج الأفلام، ما سيجعل من السوق برنامج دعم شامل يهدف إلى مساعدة كتاب السيناريو، والمخرجين البارزين، والمواهب الناشئة والمعروفة من المنطقة.
ويتولى خلال النسخة الأولى من هذا البرنامج، كل من محمد خان، المخرج والمؤلف المصرى الشهير، وميشيل كمون، المخرج والمؤلف والمنتج السينمائى اللبنانى الحائز على الجوائز، وفريد رمضان، الكاتب والمؤلف البحرينى المعروف، مهامَ التوجيه والتدريب.
وفى ذات السياق، قال مسعود أمر الله آل على، مدير المهرجان، إن تأسيس سوقاً للسيناريو للأفلام الخليجية القصيرة هو فكرة مبتكرة ومهمة فى نطاق هذه المنطقة الجغرافية؛ فلم يَسبق من قبل أن تم التعاطى مع السيناريو فى إطار سوق متكاملة، فهناك نصوص جيدة تعذّر تحويلها إلى أفلام لأن بعض كتابها افتقروا إلى العلاقات والمعارف الهامة والضرورية مع المخرجين والمنتجين، الذين بدورهم اشتكوا من ندرة النصوص السينمائية الممتازة.
وأضاف آل على: "يعتبر النص السينمائى حجر الأساس الذى يقوم عليه أى فيلم، وكلما كان ذلك الأساس متيناً وقوياً، كان الفيلم أفضل وأعلى جودة.
وتمثّل سياسة برنامج السوق ذات التوجهات الثلاثة بالعمل بشكل مباشر مع كتّاب النصوص، ومنحهم الفرصة بالتعامل مع مخرجين ومنتجين مناسبين، وإتاحة المجال لهم بإقامة علاقات ضمن الوسط السينمائى، خطوةً سليمةً ومناسبةً تدعم الاهتمام المتزايد بقطاع صناعة السينما فى المنطقة، والإنتاجية العالية التى يمتاز بها. ومن خلال تضافر كافة الجهود ضمن القطاع، سنساهم بالارتقاء بجودة صناعة الأفلام فى المنطقة التى تزخر بالإمكانات والمواهب المهمة، والأفكار المميزة التى تحتاج أن تبصر النور".
وسيكون باب المشاركة فى النسخة الأولى من سوق النصوص مفتوحاً حتى 15 مارس المقبل. ويُشار إلى أن المشاركة مجانية ومفتوحة للسينمائيين ومؤلفى النصوص السينمائية والكتاب من منطقة دول مجلس التعاون الخليجى، والعراق، واليمن أو من تعود أصولهم إلى هذه الدول.
ويجب أن تحتوى كافة المشاركات على كاتب نصوص، ويجوز تقديم النصوص باللغتين العربية أو الإنكليزية، بحدّ أعلى من نصين لكل فريق/ شخص. للمزيد من المعلومات والتفاصيل حول القواعد والقوانين.
وسيتمّ اختيار 10 إلى 15 مشروعاً من النصوص المشاركة، حيث ستتم دعوة الفرق، التى تصل إلى المرحلة النهائية، للمشاركة فى جلسات توجيه وتدريب تمتد لـ3 أيام يلقيها خبراء واختصاصيو القطاع خلال أيام مهرجان الخليج السينمائى 2012.
وسيتم عرض أفضل النصوص السينمائية لاحقاً على المخرجين والمنتجين المشاركين فى المهرجان، حيث سينضم المشاركون فى البرنامج إلى حلقات مخصصة هادفة لعقد علاقات ضمن القطاع السينمائى، والمشاركة فى أنشطة وفعاليات المهرجان الأخرى. وستُمنح الفرق المختارة فى المرحلة النهائية تذاكر سفر وإقامة للمشاركة فى مهرجان الخليج السينمائى لهذا العام.
من جهتها، قالت شيفانى بانديا، المدير التنفيذى للمهرجان: "تنصب جهودنا كلها على المستقبل، فنسعى لإرساء الأسس لقاعدة مستدامة من المشاريع السينمائية، إضافة إلى المواهب والمهارات المناسبة التى ستسرّع وتعزز من عملية الإنتاج السينمائى".
ولقد اجتذب مهرجان الخليج السينمائى 2011 أكثر من 1400 مشاركة، من 98 دولة، فى إطار مسابقاته الثلاث. وتصدَّرت الإمارات العربية المتّحدة من حيث عدد المشاركات على صعيد المنطقة، تلتها العراق ثم المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان وإيران ومصر والكويت وقطر والبحرين واليمن. وقد مثّل كل من لبنان وسوريا والأردن وفلسطين والمغرب والجزائر عدد ملحوظ من المشاركات.
وينظّم المهرجان أيضاً عدداً من البرامج المتنوعة خارج إطار المسابقات الرسمية، بما فى ذلك: برنامج لعروض سينما الأطفال، وجلسات تعليمية يديرها خبراء وأساتذة السينما، وأمسيات نقاشية حول القطاع، وغيرها من الفعاليات والأنشطة الخاصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة