بأسى شديد، عبر الناقد الدكتور صلاح فضل، رئيس الجمعية المصرية للنقد الأدبى، عن حزنه لرحيل الكاتب والمفكر الكبير الراحل ثروت عكاشة (1921 – 2012)، وزير الثقافة، ونائب رئيس الوزراء الأسبق، عن عمر يناهز الواحد وتسعين عامًا، حيث وفاته المنية بعد وجوده بمستشفى الصفا بالمهندسين، مؤكدًا أن ما فعله "عكاشة" يضاهى ما قدمه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر لمستقبل مصر.
وقال صلاح فضل، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، إن ثروت عكاشة قامة شامخة من أكبر رجالات مصر الذين ظن الكثيرون أنهم تصدروا مشهد الثقافة المصرية بعد الثورة، نتيجة لمشاركته مع قادتها من الضباط الأحرار، ولكنه لم يلبث أن برهن للجميع على أن الرجال هم الذين يصنعون المناصب بقدر أفقهم الثقافى ومشروعاتهم العظيمة، وقدراتهم على أن يكونوا تعبيرًا عن الروح الحضارية الأصيلة لشعوبهم.
وأشار "فضل" إلى أن ثروت عكاشة هو الذى أسس أكاديمية الفنون، وهو الذى أنشأ معظم الفرق والمتاحف والمعارض والمشروعات العظمى فى النصف الثانى من القرن العشرين، هو الذى جعل السد العالى لا يصبح نكبة على الثقافة المصرية، فحرك ضمير العالم كله واليونسكو لإنقاذ معابد "فيلة" بجهد يهاضى فى عظمته ما بناه عبد الناصر لمستقبل مصر، وعندما خفتت حوله أضواء السلطة والقيادة استطاع بنفسه الطويل الدءوب وبجهده العبقرى فى سلسلة "الأذن تسمع والعين تبصر" أن يؤرخ للفنون العالمية بأكملها فى مجلدات تزهو بدقتها وعمقها، وكان قبل ذلك قد نقل جبران خليل جبران إلى العربية فأعاده إلى أمته، وأهداه مرة أخرى إلى تاريخها، وكانت عظمة مؤلفاته اللاحقة شهادته على أنه منذ البداية كان مبدعا خلاقا ومثقفًا عظيما، وحده هو الذى كان يمكن أن يعدّ رمزًا حقيقًا للثقافة المصرية وامتدادًا أصيلاً لعمالقتها الخالدين نحن لم نخسره برحيله، لأن ما تركه من أعمال عظمى يعمر وجدان هذا الوطن، ويثرى تاريخه ويؤنس روحه.
موضوعات متعلقة:
رحيل ثروت عكاشة وزير الثقافة ونائب رئيس الوزراء الأسبق
"أبو غازى": مصر لن تنسى ما فعله ثروت عكاشة لأبنائها
وزير الثقافة ينعى رحيل الكاتب والمفكر ثروت عكاشة
"الكُتَّاب" ينعى رحيل "ثروت عكاشة"
