ذكرت صحيفة "مونتريال جازيت" الكندية أن الولايات المتحدة تسعى لإيجاد حل سريع لأزمة المنظمات التى وضعت العلاقات بين البلدين فى منعطف خطير، لم تمر به من قبل منذ أكثر من ثلاثة عقود، وأوضحت الصحيفة أن التوتر الحالى فى العلاقات المصرية الأمريكية يشكل تهديدا مهما وضغطا كبيرا للشراكة الأمنية بين البلدين والتى تمثل ضرورة قصوى لواشنطن.
وأضافت الصحيفة فى تقرير لها نشرته اليوم حول الأزمة المصرية الأمريكية، أن إدارة الرئيس الأمريكى "باراك أوباما" كانت تتطلع لإنهاء هذه الأزمة من خلال عقد اتفاق يمكن من خلاله الإفراج عن المحتجزين الأمريكيين فى تلك القضية، وبالتالى إعادة العلاقات بين البلدين إلى مسارها الطبيعى.
إلا أن قرار المحكمة بتأجيل القضية إلى نهاية أبريل القادم قد يفتح الباب أمام فصل جديد من النزاع بين البلدين، رغم أن الفرصة مازالت قائمة لإنهاء التوتر الحالى.
وأشار التقرير إلى التصريح الذى أدلت به المتحدثة الرسمية باسم الخارجية الأمريكية، فيكتوريا نولاند، والتى أكدت خلاله رغبة بلادها فى حل الأزمة، معربة فى الوقت نفسه عن القلق الأمريكى من حيال تداعيات تلك القضية إذ لم تتمكن البلدين من إيجاد حل سريع لتلك القضية.
وأضاف التقرير أنه فى حالة استمرار القضية فى مسارها الحالى، فإن التوتر بين البلدين قد يطول لمدى زمنى أكبر، وهو ما قد يؤثر بالسلب على العلاقات المصرية الأمريكية، خاصة وأن مصر تعد أهم حلفاء الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الأوسط خاصة وأنها الدولة الوحيدة التى عقدت اتفاقية سلام مع إسرائيل.
ورأت الصحيفة كذلك أن توقيت الأزمة غاية فى الصعوبة، خاصة وأنها تتزامن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية فى مصر والمقررة فى نهاية يونيو القادم، بالإضافة إلى قيام الكونجرس الأمريكى بمراجعة مسألة المساعدات الأمريكية المقدمة إلى مصر، هو ما يهدد العلاقات بين البلدين بالتوقف الكامل خلال الأيام القادمة.
وهنا أبرزت الصحيفة الكندية التصريحات التى أدلى بها "روبرت ساتلوف" المدير التنفيدى لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، والتى أكد خلالها أن هناك فرصة كبيرة للتوتر بين القاهرة وواشنطن حول مسألة المعونات خلال المرحلة القادمة، مؤكدا أنه من الواضح تماما للجميع أن السلطات المصرية سوف تواصل إجراءاتها القضائية التى اتخذتها تجاه نشطاء المجتمع المدنى، وبالتالى فإن فرص حل الأزمة تتضاءل.
وأضافت الصحيفة الكندية أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون سوف تدلى بشهادتها اليوم الثلاثاء أمام مجلس الشيوخ الأمريكى.
وأكد مايكل دون مدير مركز رفيق الحريرى أنه يبدو أن السلطات المصرية لا تريد أن تحل أزمة المنظمات، كما أنها كذلك لا ترغب فى تصعيدها إلى مدى أبعد من ذلك، إلا أنه لا تبدو أية حلول فى الأفق حتى أنه قد بدأ يتشكك فى قدرة المجلس العسكرى الحاكم فى مصر على حل تلك الأزمة.
وقد انتقدت منظمات المجتمع المدنى المداهمات الأخيرة التى قامت بها الحكومة المصرية والتى استهدفت عددا من المنظمات الداعمة للديمقراطية ونشطائها، معتبرة أن تلك المداهمات تعد جزءا من القمع الذى تمارسه السلطات المصرية ضد المجتمع المدنى فى مصر منذ سقوط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك.
وقد رفض دون النظر إلى تلك المداهمات باعتبارها حربا على منظمات الجتمع المدنى العاملة فى مصر وإنما هى حملة تستهدف المجتمع المدنى فى مصر.
وتوقع دون كذلك أن إدارة أوباما سوف تعترف بأن مصر تسير بخطى ثابتة نحو الديمقراطية وذلك لضمان استمرار المعونات الأمريكية المقدمة لمصر، معتبرا أن ذلك سوف يتم لخدمة أهداف أمنية.
وتوقع التقرير فى نهايته أن تستمر الضغوط الأمريكية على مصر خلال المرحلة المقبلة لإيجاد حل مناسب لأزمة المنظمات الحالية رغم التوتر الحالى فى العلاقات بين البلدين على خلفية تلك الأزمة.
صحيفة كندية: الولايات المتحدة تسعى لحل أزمتها مع مصر للحفاظ على شراكتهما الأمنية
الثلاثاء، 28 فبراير 2012 01:29 م
الرئيس الأمريكى باراك أوباما
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة