* على عبد الرحمن: هناك حالة تشبع من التوك شو السياسى.. وعلى الإعلام أن يعود لوظيفته ويقدم نوعيات مختلفة
* محمد خضر: الحدث السياسى يفرض نفسه والناس عاوز تطمئن على مستقبلها
* محمد بكير: لن يحدث أى تغيير إلا بعد انتخابات الرئاسة
منذ أن اندلعت ثورة 25 يناير المجيدة وتحول اهتمام المشاهدين إلى السياسة إلا أنه بعد مرور أكثر من عام على الثورة، مازالت القنوات الفضائية- ومعها التليفزيون المصرى- منغمسة فى السياسة وانحصرت فى تقديم المادة السياسية، حتى البرامج الاجتماعية والثقافية تحولت إلى السياسة، وغابت تماما عن الشاشة برامج المنوعات والبرامج الثقافية والاجتماعية والأطفال والمرأة، مما أدى إلى تكرار الضيوف والمادة المعروضة إلى حد يدعو إلى الملل، وبعد أن كانت السياسة محط اهتمام عموم المشاهدين، تحولت إلى كابوس يؤرق المشاهد المصرى واختفت عن الشاشة وجوه مذيعات المنوعات مثل إنجى على ومريم أمين وسالى شاهين. «اليوم السابع» توجهت إلى بعض الإعلاميين ورؤساء القنوات لتطرح عليهم هذا السؤال: متى نتخلص من كابوس السياسة؟
الإعلامى على عبدالرحمن، رئيس قطاع النيل للقنوات المتخصصة، يرى أن مرحلة ما بعد الثورة تأثرت بالأحداث السياسية، وجرت القنوات الرسمية والخاصة خلف التوك شو السياسى، وهذه النوعية كانت مطلوبة فى البداية عقب اندلاع الثورة لتعريف المواطنين بمجريات الأمور وإشباع فضولهم لمعرفة ما يجرى فى كواليس النظام السابق، ولكن وصلنا إلى مرحلة تشبع كبيرة من برامج السياسة وجاءت على حساب النوعيات الأخرى, ويضيف عبدالرحمن: «الإعلام له وظيفة واضحة وهى تقديم حزم برامجية متنوعة من البرامج الثقافية والاجتماعية والمنوعات، وبعد حالة التشبع التى حدثت حاليا للمشاهد فلابد من أن يعود الإعلام إلى وظيفته الأولى بتقديم التنوع فى نوعية البرامج».
وفى القنوات المتخصصة بدأنا نلتفت إلى هذا الأمر وبدأت قناة لايف فى إعادة عرض برامج المنوعات مثل «الدايرة»، و«ليالى لايف»، و«سواريه»، كما نعيد الاهتمام بالبرامج الثقافية من خلال التحضير لمجموعة برامج على القناة الثقافية، كما ننتظر عمل ممارسة للتعاقد مع إحدى الوكالات الإعلانية لإنتاج برامج منوعات جديدة.
الدكتور محمد خضر، مدير برامج دريم، أكد أن الحدث السياسى هو الذى يفرض نفسه، فالسياسة هى التى تهم الناس حاليا ومستقبل البلد اقتصاديا وسياسيا، بخلاف أن بعض الأحداث السياسية حاليا أصبحت مرتبطة بوجود ضحايا وجرحى الأمر الذى لا يليق معه عرض برامج منوعاتية، ويضيف خضر «فى الغالب بعد انتخابات الرئاسة إذا سارت الأوضاع فى مسارها الصحيح ستعود الأوضاع إلى طبيعتها، وتعود النوعيات المختلفة من البرامج، القنوات تبحث اهتمامات المشاهد، والناس مهتمة بالسياسة والشؤون الاقتصادية، حتى الفنانين أصبحت معظم نشاطاتهم مرتبطة بالسياسة، وأصبحوا يعبرون عن آرائهم واتجهاتهم السياسية وهذا لم يكن متاحا من قبل، واللافت أن الكثير من الفنانين الذين تورطوا فى تصريحات ضد الثورة أصبحوا يرفضون الظهور فى البرامج التى كانوا هم المادة الأساسية لها.
ويشير خضر إلى أن قنوات دريم لم تضف أى جرعة سياسية إضافية سوى البرامج المعتادة، إلا أن القنوات بصدد الإعداد لبرنامج منوعات كبير من المقرر إذاعته بعد انتخابات الرئاسة.
ويقول المنتج الفنى محمد بكير إن عودة برامج المنوعات إلى سابق عهدها أو معدلها الطبيعى للعرض على شاشات التليفزيون لن تتحدد أو تحدث إلا بانتخابات رئيس الجمهورية القادم وذلك كخطوة أولى من وجهة نظره، فهى الخطوة التى ينتظرها الجميع والتى من المفروض أن تساعد على استقرار البلاد وبالتالى العمل بشكل آمن وهادئ، ومن الطبيعى جدا أن تكون البرامج السياسية هى التى تحتل مساحة الشاشات الفضائية وبالتحديد المصرية لأن الواقع يفرض ذلك حتى البرامج التى لا تعتبر سياسية بحتة تتطرق إلى السياسة بحكم مايحدث على أرض الواقع وانتخابات رئاسة الجمهورية هى التى ستحسم الخريطة التليفزيونية فيما بعد، وهى المسألة التى يتأثر بها قطاع الدراما وإنتاج المسلسلات فرغم أن هناك بعض الأعمال يتم تصويرها حاليا إلا أن هناك أعمالا أخرى مابين التنفيذ والتأجيل بسبب حالة عدم الاستقرار التى تشهدها البلاد بين الحين والآخر.
عصام الأمير رئيس التليفزيون المصرى اعترف بأن الجرعة السياسية على التليفزيون المصرى باتت كبيرة جدا ولكن الأحداث هى التى تفرض هذا التناول والموضوعات ويضيف الأمير: على الرغم من هذا أعتقد أن هناك تقصيرا فى البرامج الثقافية لكن إذا عرضناها سيقول المشاهدون «الدنيا فى وادى» والتليفزيون المصرى فى واد آخر فالمشكلة أننا لا نستطيع أن نرضى جميع الأطراف إلا أننى أعتقد أن الأمور ستهدأ بعد انتخاب رئيس جمهورية، كما أننا لابد أن نحافظ على محتوى القنوات بتخصصاتها. وهناك مشكلة أخرى تواجهنى وهى أن الفضائية المصرية توجه للداخل وليس للخارج رغم أنها أسست للخارج وأتمنى أن تذهب لأستراليا وأمريكا وأوروبا ولمتابعة المصريين فى الخليج إذا حدثت لهم أى مشكلات.
وعن غياب برامج الأطفال عن شاشة التليفزيون قال الأمير «العمل فى مجال الأطفال صعب للغاية حتى القنوات الأجنبية الكبيرة المتخصصة فى الأطفال تعتمد أكثر على المادة الدرامية».
ويقول المخرج الفنى لقنوات cbc ميدو شعبان إن مزاج الناس هو الذى يحدد شكل المعروض أو محتوى البرامج التى تقدم، وفى الفترة التى تعيشها مصر حاليا لا يمكن التنبؤ أو التوقع بأى شىء لأن جميع الأحداث خارج التوقعات، ولا يمكنك حتى أن تجزم أو تتنبأ بعودة برامج المنوعات بمجرد انتخاب رئيس الجمهورية لأن مسألة استقرار الشارع غير مرتبطة بحدث معين، وحتى هذه اللحظة لم تتضح تماما مسألة عرض البرامج المنوعة فى الوقت الحالى ومزاج الناس فى النهاية هو الذى يحدد المحتوى والمعروض على شاشة التليفزيون.
بعد انحصار برامج المنوعات.. متى تتخلص الفضائيات من كابوس السياسة؟
الثلاثاء، 28 فبراير 2012 03:11 م
على عبد الرحمن رئيس قطاع النيل للقنوات المتخصصة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة