
وذكرت الوكالة فى تقريرها الذى أعده مراسلها فى إسرائيل "دوجلاس هاميلتون" أن بناء الجدار الذى سيتم الانتهاء من بنائه فى عام 2013، يهدف لحماية حدودها مع شبه جزيرة سيناء من التسلل، وذلك بعد قيام الثورة المصرية وشيوع الفوضى فى سيناء.

وأكد التقرير أن الجدار مؤهل لوضع أجهزة رصد الألغام والتحركات وأجهزة استشعار الحرارة والتى تعزز من قوة الحماية للأسوار الحدودية الإسرائيلية فى أماكن أخرى فى سور الحدود مع سيناء، غير أن بدوا يقتفون الأثر يعملون مع الجيش الإسرائيلى كى يرصدوا يوميا أى آثار فى الرمال تشير لأى تسلل ليلا.

ونقل معد التقرير عن العقيد أران عوفر الذى يقود المشروع الذى يتكلف 1.3 مليار شيكل أى ما يعادل 380 مليون دولار أن السور جزء من مفهوم أمنى يهدف إلى منع المتسللين والأنشطة الإرهابية فى البلاد.

وأوضح التقرير أن إسرائيل الدولة الوحيدة المحاطة بأسوار، حيث حدودها الشمالية مع لبنان وسوريا وحدودها الشرقية مع الأردن وفى الداخل بالجدار العازل، وهو عبارة عن أسوار مرتفعة جدا من الخرسانة تطوق الضفة الغربية المحتلة، والآن مع مصر غربا.

وأشار التقرير إلى أن سيناء طلت هادئة نسبيا طوال 30 عاما لكن زيادة سريعة فى تدفق المهاجرين من أفريقيا منذ منتصف العقد الأول للألفية الجديدة أبرزت مدى سهولة عبور الحدود، الأمر الذى يقلق إسرائيل حيث يستغل متسللون هذه الثغرات الأمنية.

ورصد التقرير الهجمات الأخيرة التى تعرضت لها تل أبيب جراء الانفلات الأمنى فى سيناء، والتى كان آخرها هجوم إيلات الذى وقع فى 18 أغسطس من العام الماضى، حيث قتل مسلحون عبروا الحدود غير المسورة ومعهم أسلحة آلية وقذائف صاروخية ثمانية إسرائيليين فى الطريق 12، وقتل ثلاثة مهاجمين وخمسة من الجنود المصريين فى المعركة التى نشبت بعد ذلك مع الجيش الإسرائيلى، مما أشعل احتجاجات غاضبة أمام السفارة الإسرائيلية فى القاهرة.

وقال قائد كبير بالجيش الإسرائيلى طلب عدم نشر اسمه إن التعاون مع مصر جيد إذ يتحدث ضباط الاتصال يوميا ويلتقى القادة شخصيا كل أسبوعين أو ما إلى ذلك، لكن إسرائيل تتمنى أنه مع استقرار الأوضاع فى مصر فسوف تهتم أكثر بالوضع الأمنى فى سيناء.

وأضاف القائد الإسرائيلى إن 90% من الأفارقة الذين يتسللون لإسرائيل مهاجرون لأسباب مادية ويسعون لحياة أفضل، موضحا أن الكثير من المهاجرين متعلمون ومن سكان المدن ولديهم مهارات بل وكفاءات مهنية، كما أن المهربين من البدو سائقون مهرة ويمكنهم التفوق على الجيش المصرى فى السرعة فى أغلب الأماكن وهم واسعو المعرفة بالتضاريس".

وأكدت إحصائية أن أكثر من 55 ألف مهاجر دخلوا إسرائيل عبر سيناء منذ عام 2006، وهذا التدفق فى تسارع ، وفى عام 2006 كان هناك 2777 متسللا، وفى الربع الماضى فقط بلغ المتوسط نحو 2500 شهريا.

وأكد التقرير أن شركات متخصصة تنظم فى هذا النوع من النشاط رحلاتهم وتبدأ فى العادة برحلة جوية من اريتريا للقاهرة، حيث يعبرون قناة السويس ليصلوا إلى شبه جزيرة سيناء ويتمون الرحلة النهائية إلى الحدود عبر مسارات صحراوية ليلا. وتستغرق هذه الرحلة نحو يومين ونصف اليوم.

ويجذب ما يطلق عليه اقتصاد الظل آلاف المهاجرين الذين يعانون من مشكلات قانونية. وتبنت إسرائيل مؤخرا جزاءات صارمة لردع المهاجرين والتى سمحت برفع فترة الاحتجاز لما يصل إلى ثلاث سنوات حتى لا تكون البلاد طريقا سهلا إلى أوروبا.