عرضت لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب مبادرتها لحل الأزمة فى سوريا على وزير الخارجية محمد عمرو، فى لقاء بمقر وزارة الخارجية للاتفاق على بنود وآليات تنفيذ تلك المبادرة التى تهدف إلى الخروج من النفق المظلم للوضع فى سوريا.
وكشف الدكتور محمد السعيد إدريس، رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس الشعب، أنه يجرى الإعداد حاليا لمبادرة مصرية جديدة بشأن سوريا، وقال إدريس عقب استقبال وزير الخارجية محمد عمرو اليوم، إن لجنة الشئون العربية بالتنسيق مع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ستقومان بصياغة هذه المبادرة التى سيتم التفاهم بشأنها مع وزارة الخارجية المصرية، بحيث يبدأ التحرك بشانها فورا.
وأشار إلى أن هذه المبادرة الواعية فى تصورنا يجب أن تتضمن حوارا مصريا برؤية مصرية مع كل من الأطراف المعنية بهذه الأزمة، وبخاصة روسيا والصين وإيران وتركيا والخروج مع هذه الدول من خلال الحوار بأجندة لإنقاذ سوريا، تقوم على وقف العنف والإعداد لمرحلة الانتقال السلمى للسلطة.
وردا على أسئلة المحررين الدبلوماسيين حول بديل الرفض لهذه المبادرة قال إدريس إنه "العسكرة"، مؤكدا أنه إذا فشلت هذه المبادرة فلن يكون بوسع أى طرف أن يدافع عن عدم تسليح الثورة ودخول قوات والتحول إلى حرب داخل سوريا يضيع فيها كل شىء.
وأوضح أن هناك أطرافا تدرك تماما أن التغيير "غير المنضبط" فى سوريا سيكون نكبة كبيرة للغاية على مصالح هذه الأطراف، موضحا أن إيران على سبيل المثال هى أكثر الأطراف المعنية بهذا، وتدرك أن سقوط سوريا تحت هيمنة أمريكية إسرائيلية معناه تمكين إسرائيل من حزب الله فى لبنان وتمكينها من عناصر المقاومة فى الضفة الغربية وفى غزة.. ومعنى ذلك أيضا أن تصفى إسرائيل المقاومة بالنسبة لها.
وأكد أن هذا كله "ضرب سوريا ثم ضرب حزب الله ثم ضرب حركة حماس" يعنى ان إسرائيل باتت مهيأة لضرب إيران، مضيفا أن ضرب إيران متوقف بسبب أن هناك ضربات إيرانية سوف تحدث، وأن هناك ضربات من سوريا التى توجد لديها كمية هائلة من الصواريخ الروسية، كما أن هناك صواريخ لدى حزب الله، وربما لدى حماس أيضا قادرة على أن تجعل ثمن اعتداء إسرائيل على إيران باهظا.. فإذا تم التخلص من هذا الثمن الباهظ فإننا نعتقد أن إسرائيل مهيأة لدعم أمريكى وربما من الناتو لتصفية ما يرونه بؤرة إيرانية والتى ظهرت منذ عام 1979 وهددت المصالح الأمريكية، وجعلت من الولايات المتحدة شيطانا.
وعن المبادرة المصرية وما إذا كان تم الانتهاء منها قال إدريس، نقوم حاليا بصياغة مبادرة مصرية، مشيرا إلى أنه بالنسبة لروسيا فإن الناتو قد خدعها مثلما قال بيرما كوف، إن روسيا تعرضت للخداع فى ليبيا ووافقت على عدم استخدام حق الفيتو ضد القرار بشأن ليبيا ووافقت لكنها فوجئت بدخول قوات الناتو على الأرض ودمرت وأسقطت القذافى، مشيرا إلى أنها كان نكبة لروسيا التى لم تعد شريكا فى الكعكة فى ليبيا، وتكرار هذا السيناريو فى سوريا معناه أن روسيا تخسر مناطق استعادة نفوذها فى الشرق الأوسط مرة أخرى.
وأضاف أن استعادة النفوذ الروسى فى الشرق الأوسط هى استعادة روسيا كشريك دولى وتنفيذ الرؤية الروسية لإقامة نظام عالمى متعدد الأقطاب فروسيا تريد أن تكون قطبا مشاركا وكذلك الصين والهند.
وأضاف أنه إذا ما خسرت روسيا سوريا فسوف تخسر إيران، وأنه إذا كان هناك تفاهم حول تداول سلمى للسلطة داخل سوريا فى شراكة بين مصر وروسيا والصين وإيران وتركيا ثم دخول أطراف عربية، فنعتقد أنه يمكن وقف نزيف الدم داخل سوريا.
"الشئون العربية" بالبرلمان تبحث مبادرتها لسوريا مع وزير الخارجية
الثلاثاء، 28 فبراير 2012 10:00 م