علا بركات تكتب: أولويات المجالس النيابية

الإثنين، 27 فبراير 2012 05:13 م
علا بركات تكتب: أولويات المجالس النيابية صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم نكن نحلم - ولا هم - بما حدث
ثورة أطاحت بكل شىء وغيرت الكراسى ومن يجلسون فوقها.. تقريبا.
أطاحت بهؤلاء الذين ظنوا أنهم مالكو كل الأمور.
وجاءت بهؤلاء الذين بعد أن أمضوا نصف أعمارهم فى الظل خرجوا لتفتح لهم أبواب المجالس النيابية بكل ترحاب.

ظننا ومن انتخبوهم أن فى ذلك الحل لسنوات من الفساد والإفساد، وأن لديهم العصا السحرية التى سوف يغيرون بها حال الوطن والمواطن.

وماذا وجدنا حتى الآن؟
اختلافا وتناقضا فى أولويات حل المشاكل لدرجة قاتلة ومع إذاعة جلسات مجلس الشعب بصورة يومية، تقريبا أصبح لدينا قناعة بأن هؤلاء لا يمثلون معظم الشعب المصرى.. لأن المشاكل التى يتحدثون عنها ليست من أولويات هذا الشعب.
ولا حتى الطريقة التى يديرون بها الجلسات والتى تذكرنا برياض الأطفال، حيث كل شخص يريد أن يتحدث قبل وأثناء وبعد حديث الآخرين.

وكان من أولوياتهم إغلاق المواقع الإباحيه فى الإنترنت وكأن فى ذلك حلا لكل مشاكل الشباب العاطل الذى يئس من إيجاد عمل مناسب يتيح له فرص الزواج والاستقرار.

جئت من جيل يعتبر مجرد الحديث عن هذه المواقع عيبا.. من جيل يعتبر التقاليد أكبر من أى شىء.. لم يكن بإمكاننا مجرد تخيل وجود مثل هذه المواقع ولهذا لا نعتبر أن حجبها سيكون سيئا
لكن الزمن تغير شيئا فشيئا والتكنولوجيا بتقدمها المستمر جعلت المستحيل ممكننا.. فقبل وجود الإنترنت كان هناك مجلات وكتب ثم شرائط فيديو ثم قنوات الدش الأجنبية والعربية ثم أفلام عربية وكليبات فاضحة، ثم مقاطع أفلام قصيرة على الموبايلات، كلها تتحدث وتصف وتصور الإباحية .. وقبلها كانت هناك بيوت مخصصة ومرخصة ومعروفة لكل هذا.
كيف ستحارب كل هذا إذن ؟ لو حجبت مواقع الإنترنت سيتبقى كل ما سبق فكيف ستحجب كل هذا؟

السعودية تدفع مليارات الريالات سنويا لحجب المواقع الإباحية عن الإنترنت وتحجب معها كل المواقع الطيبة والترفيهية البريئة أيضا والسعودية لديها الإمكانيات المادية التى تتيح لها فعل ذلك أما مصر بإمكانياتها المحدودة والمنحة الأمريكية التى نريد حاليا الاستغناء عنها فلن يمكن التفريط فى مليارات الجنيهات لفعل ذلك.

والعقل يقول بدلا من صرف المليارات لحجب تلك المواقع فلنصرفها لتوفير فرص عمل للشباب ليتمكن من الزواج وعفة نفسه عنها، يمكن أن نقيم مصانع تستوعب كما من العمالة التى تعانى البطالة أو نقيم مدنا جديدة نبنى بها مساكن بأسعار رمزية .

نمد شبكات كهرباء ومياه وصرف صحى وغاز إلى أماكن نائية تجعل الشباب يقبل على تعميرها .. نضع تلك الأموال فى تصحيح مسار اقتصاد مصر.

الشيطان يجرى من ابن آدم مجرى الدم. وكل ممنوع مرغوب.. وبدلا من أن تعطينى سمكة علمنى كيف أصطاد.. إذا جمعنا كل هذه الأقاويل معا سوف نستنتج أننا لا يمكن أن نمنع شبابا يائسا من توفير أبسط متطلبات الزواج من أن يستحوذ هذا الموضوع على كل تفكيره.

كل شىء فى الدنيا يمكن رؤيته من زوايا مختلفة .. حتى الموت.. فبينما البعض قد يراه نهاية مرحلة .. يراه البعض الآخر بداية مرحلة ويراه غيرهم مجرد انتقال بين مرحلتين.. هكذا الإنترنت .. إنه سلاح ذو حدين فهو مصدر معلومات غزيرة ومتنوعة ووسيلة للثقافة والتواصل والتعليم وهو أيضا وسيلة للفساد الأخلاقى... يعتمد الأمر على طريقة استخدامنا له.. وبدلا من فرض رؤية شخص ما على الباقين فلنتح للباقين اختيار رؤيتهم له بعد توضيح وتذليل العقبات التى يمكن أن تواجههم معه.

اختاروا الحلول الواقعية طويلة الأمد بدلا من الحلول العنترية قصيرة الأجل إلا إذا كان الهدف من حجب مواقع الإنترنت هو قتل أى فرصة لاستمرار الثورة والتواصل السريع بين الثوار كما فعل البعض مع منظمات حقوق الإنسان التى غيرت تفكير بعض الشباب وعلمتهم حقوقهم السياسية فأصبحوا خطرا على من يريد حكم مصر وكان لزاما عليهم إسكاتهم حتى وإن كان الثمن جمع بدل المعونة الأمريكية من جيوب الفقراء بينما اللصوص مازالوا يعالجون على نفقة الدولة ويقيمون فى القصور.

لم تقم الثورة نتيجة نشاط جمعيات حقوق الإنسان فى مصر، بل قامت نتيجة عدم وجود حقوق للمصريين لم تقم الثورة نتيجة وجود مواقع إباحية فى الإنترنت بل نتيجة لفقد الشباب الأمل فى الزواج والحياة الطبيعية.
أولوياتكم تختلف عن أولوياتنا، أنتم تريدوننا أن نحيا فى كبت أكبر من ذلك الذى عشناه أيام النظام السابق بينما نحن نريد فقط أن نحيا.






مشاركة




التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد صقر

الكلام من أجل ادعاء الفهم!!!

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة