صدرت مؤخرًا، عن دائرة الثقافة والإعلام فى الشارقة مسرحية "رقصة الديك" للكاتب شريف صالح. والمسرحية فازت العام الماضى بجائزة الشارقة للإبداع فى مجال المسرح، وهى تنتمى إلى ما يسمى "المونودراما" أو مسرح الشخص الواحد.
وتتناول "رقصة الديك" من خلال مونولوج طويل قصة جنرال كبير يعيش حربًا وهمية مع الصراصير فى بيته، وقال الكاتب شريف صالح إنه استلهم ملامح هذا الديكتاتور من ديكتاتوريات عربية وعالمية، حيث تنتهى المواجهة العبثية ما بين الديكتاتور والصراصير على نحو هزلى مرير بهزيمة الديكتاتور.
ورفض "صالح" الزعم بأن "رقصة الديك" كانت أشبه بنبوءة بتلك الثورات قائلا: إن الإبداع على مر العصور هو بمثابة كشف وتعرية لكافة أشكال التسلط والدعوة إلى التغيير والتمرد والمواجهة.. وأتعجب لكل من يزعم أنه تنبأ بهذه الثورة أو تلك، ويكفينى شرفا أن يتزامن كتابة النص مع تلك اللحظة التاريخية العربية وأن يعبر بطريقة ما عن المزاج العام لجيل جديد من الشباب العربى.
ومن أجواء مونودراما "رقصة الديك": "صوت الجنرال: هذا ليس أكثر من كابوس طويل.. غداً سأرى الشمس، رائحة الياسمين وزقزقة العصافير.. فى السابعة صباحاً سيوقظنى رئيس الديوان برفق: "سيدى الرئيس.. سيدى الرئيس" إذن أنا الرئيس.. أنا الرئيس (الإضاءة تومض وتنطفئ بينما الجنرال يتأرجح فى الكرسى الهزاز) ما أعيشه ليس سوى كابوس مزعج ثقيل.. هذه الأفكار الشريرة بؤر شيطانية فى الدماغ بفعل السكر والإرهاق. (فى حالة هذيانية ينهض، يقلد حركات الصراصير وهى ترقص بمصاحبة الموسيقى) أنا الرئيس يا كلاب.. يا خونة.. أين عشيقة القصر؟ أين جنرالى القوى الأمين؟ (حالة سكر وإعياء شديد، يتداعى وهو فى كامل أناقته العسكرية، يبدأ فى الالتفاف حول جسده، ينهار.. عيناه زائغتان شاخصتان.. نظرته بطيئة وشاردة.. يدور فى حلقة مفرغة وقد فقد توازنه.. عشرات الصراصير تحاصره، تنقض عليه فى رقصة تعبيرية.. يستسلم لها أخيراً فتحمله على أكتافها كأنها تشيعه إلى مثواه الأخير بمصاحبة مارش عسكرى جنائزى. الإضاءة تومض، تنطفئ.. الصراصير تدور به فى جوانب المخبئ.. من أعلى تتدلى مجموعة مختلطة من صوره وصور الرئيس، سماعات التلفون والراديو والصحف وعصى المارشالية.. الصراصير تغادر المكان بالجثمان".
يذكر أن شريف صالح صدرت له ثلاث مجموعات قصصية هى: "إصبع يمشى وحده"، "مثلث العشق" الفائزة بجائزة ساويرس، و"شخص صالح للقتل"، وله تحت الطبع مجموعة "بيضة على الشاطئ" الفائزة بجائزة دبى الثقافية. كما صدرت له دراسة بعنوان "نجيب محفوظ وتحولات الحكاية" عن سلسلة كتابات نقدية فى الهيئة العامة لقصور الثقافة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة