شهدت منطقة جامعة القاهرة، مساء الأحد، فصلا جديدا من فصول الانفلات الأمنى، الذى تعانى منه البلاد مؤخرا، حيث اعتدى عدد من البلطجية على طلاب المدينة الجامعية بجامعة القاهرة بالأسلحة البيضاء، وزجاجات المياه الغازية، الأمر الذى أسفر عن إصابة أكثر من 7 طلاب بجروح قطعية بالوجه والرأس.
بدأت الأحداث المؤسفة عندما اعتدى عدد من البلطجية تحت تأثير المخدرات على 3 طلاب بكلية طب الأسنان، خلال عودتهم إلى مقر مدينة الطلبة، دون سبب، وفقا لما رواه الطلاب، وقاموا بطعن أحد الطلاب، ويدعى "وائل السيد" بمطواة فى ظهره، وذلك عقب تدخله لمناصرة زملائه الذين تعرضوا للاعتداءات بالأسلحة البيضاء من قبل البلطجية، وأصابوهم بجروح قطعية فى الوجه.
وتمكن الطلاب بعد ذلك من الهرب إلى داخل المدينة، وحاولوا استدعاء أمن المدينة لإنقاذهم من اعتداء البلطجية، ولكنهم فوجئوا بعدم تواجد أى من أفراد الأمن أو الأطباء داخل العيادة الطبية بالمدينة لإسعافهم.
وفور معرفة طلاب المدينة لما حدث لزملائهم قرروا الانتقام لهم، وقاموا بقطع الطريق أمام البوابة الرئيسية للمدينة لمدة ساعة كاملة، قبل أن يتعرضوا لهجوم ثانٍ من عدد كبير من البلطجية بالأسلحة البيضاء وزجاجات المياه الغازية الفارغة، الأمر الذى أدى إلى إصابة أكثر من 7 طلاب بجروح قطعية بالوجه والرأس، وتم إسعافهم داخل العيادة الطبية بالمدينة، قبل وصول عربات الإسعاف لنقلهم إلى مستشفى الطلبة.
وقد فر الطلاب وعدد من رجال الشرطة إلى داخل المدينة ليحتموا بداخلها، كما أغلق أفراد الأمن بالمدينة البوابة الرئيسية بناء على أوامر من اللواء طارق تيرانة المدير العام للمدن الجامعية، والذى حاول هو وعدد من أعضاء اتحاد طلاب المدينة تهدئة الطلاب ودعوتهم للاجتماع داخل مسجد المدينة لاتخاذ قرار موحد ضد ما يحدث.
عاود الطلاب الغاضبون إغلاق حارتين بالطريق المؤدى إلى كوبرى ثروت أمام بوابة المدينة، وسمحوا بمرور السيارات من حارة واحدة فقط، وقاموا بتفتيش سيارات الأجرة، ليتأكدوا من عدم اشتراك سائقى الميكروباص فى الاعتداء على الطلبة، خاصة بعدما أكد عدد من الطلاب اشتراك عدد من سائقى الميكروباص فى موقف الحوامدية المجاور للمدينة الجامعية فى الاعتداء على الطلبة.
وكعادة الأفلام المصرية حضرت قوات الشرطة متأخرة بعد نهاية الاشتباكات، على الرغم من تأكيد الطلاب واللواء طارق تيرانة إجراءهم اتصالات هاتفية لمطالبتهم بالحضور سريعا، خوفا من تجدد الاشتباكات، حيث حضر اللواء كامل ياسين نائب مدير الأمن بصحبة عدد من رجال المباحث، والذين حاولوا معرفة ما حدث ونقل مطالب الطلاب الغاضبين إلى قيادات الأمن، ووعدوهم بتنفيذها قبل أن يحضر اللواء عابدين يوسف مدير أمن الجيزة، والذى عقد لقاء مفتوحا مع الطلاب للاستماع لمطالبهم أمام مسجد المدينة، بحضور الدكتور هشام أبو النصر أمين حزب النور بالجيزة، وطالبهم بضرورة فتح الطريق ووعدهم بتنفيذ مطالبهم بتخصيص دوريتين من الشرطة العسكرية أمام بوابة المدينة، وسرعة القبض على المتهمين بالاعتداء على الطلاب وإزالة موقف السيارات المجاور للمدينة، ومحاسبة الضباط الذين اتهمهم الطلاب بالتقاعس عن أداء عملهم وهو الأمر الذى استجاب له الطلاب، وقاموا بفتح الطريق، بعدما استمر إغلاقه 6 ساعات كاملة لتنتهى أحدث مسرحيات الانفلات الأمنى، تاركة وراءها السؤال الأهم وهو متى ينتهى الانفلات الأمنى؟!.
"اليوم السابع" يرصد تفاصيل اعتداء البلطجية على طلاب المدينة الجامعية بـ"القاهرة"..إصابة 7 طلاب بجروح قطعية بالوجه والرأس.. ومدير أمن الجيزة ينجح فى إقناع الطلاب بفتح الطريق بعد استمرار قطعه لستة ساعات
الإثنين، 27 فبراير 2012 02:49 ص