أغنية شعبان عبد الرحيم "بحب عمرو موسى وبكره إسرائيل" افتكرتها أثناء حوار عمرو فى إحدى البرامج الفضائية.. عارفين ليه؟ لأن مراتى شايفة إنه أصلح مرشح للرئاسة على الساحة، والقادر على قيادة الدولة فى هذه المرحلة الخطيرة التى تمر بها بلدنا. كمان بتقول إنه يملك خبرات سابقة، واحتكاك دولى جعلته واثق فى قدرته على تحمل المسئولية لكنى قلتلها.. إنى لسه بفكر ولما أشوف باقى المرشحين حقرر أنتخب مين؟ لكن بعد إعلانه فى الحوار إنشاء أول وزارة لأصحاب الاحتياجات الخاصة فى برنامجه الانتخابى لحل مشاكل المعاقين الذين تجاوز عددهم سبعة ملايين.. قلت لنفسى ده راجل محترم وإنسان بجد لأنه لم ينس أضعف خلق الله على وجه الأرض، بعد تجاهل وإهمال عدد سنين.
شوف يا صاحبى لما أقولك إحنا وصلنا لدرجة بشعة من القسوة مع بعضنا البعض وأشد قسوة مع المعاقين. الدليل إن الكل بعد الثورة بيتكلم عن الشباب وحقوقهم والأقليات ومظالمهم والمرأة وتمكينها. أما المعاقون فمنسيون حتى فى إمكانية السير فى الطريق العام لعدم وجود ممرات خاصة فى أرصفة الشوارع، وطبعاً عبور الكبارى بيعتبر حلم ومعجزة. السبب إن شوارعنا صممت للسيارات فقط، وإن حاول شخص يسير على عكازين عبور الشارع- لأنه معندوش كرسى كهربائى أو حتى بعجلات–لا أحد يرحمه، وموضوع السيارات المجهزة اللى صعبوه بحجة إن المعاق بيبعها عارفين ليه؟ لأنه محتاج دفع مقدم شقة أو إقامة مشروع صغير يسترزق منه.
الحكاية بسيطة إذا اعتبرنا أن السيارة المجهزة للمعاق طرفاً صناعياً يساعده على الحركة، وتسيير أمور حياته اليومية، وليست ترفاً يستمتع به، ولكن أصحاب القلوب القاسية لا تقُدر أو ترحم، فهى كالحجارة أو أشد قسوة. عارفين البلاد المحترمة بتعمل إيه؟ بتعتبر رعاية المعاق والاهتمام به عمل طبيعى وإنسانى. الدليل أنى شاهدت أثناء سفرياتى الكثيرة أن المواصلات العامة، مجهزة بروافع حتى يستطيع المعاق أن يصعد عليها بكرسى كهربائى متحرك، وبمنتهى السهولة واليسر يجد مكاناً متوافراً له دون أن يحس بأى إزعاج أو إرهاق، ودون أن يشعر بأنه عبء على أحد ولا يلتفت أحد من الراكبين له، لأنه شىء طبيعى وعادى إن يحصل المعاق على مكان ومكانه فى المجتمع. الكل يساعد بتلقائية وحب.. لا توجد لافتة تقول المقاعد الأمامية لكبار السن وأصحاب الاحتياجات الخاصة.. لا يوجد قانون يلزم البشر أن يحترموا ويساعدوا المعاقين، إنما التراحم والتفاهم والتقدير.
القصة وما فيها إن الفرص عندنا تتناقص أمام الأصحاء، فما بالك بالمعاق الذى يحس بالعجز. المشكلة إننا بغير قصد نساعد على اضمحلال عزيمة وقوى المعاق أو ما تبقى منها لأننا فى كل مرة نجد من يتكلم نيابة عنهم. آه لو تعلمون كم تقتل نظراتكم وشفقتكم المعاق لأنها توحى بأنه ليس كأى إنسان عادى له كيانه وقدراته وشخصيته المستقلة وله أدواره التى تنتظره فى هذه الحياة..
انظروا إلى العالم.. قلبوا صفحات التاريخ لتجدوا نماذج رائعة للمعاقين خدمت وقدمت فأبدعت وأفادت..
شوف يا صاحبى، لما أقولك لا تركز على جوانب الضعف والقصور فى التعامل مع المعاق، وإنشاء وزارة لهم، حتبقى البداية الحقيقية للتصالح معهم وتدريبهم وإكسابهم مهارات تدعم استقلالهم، فى ضوء إمكاناتهم ولمسة اعتذار على تجاهلهم. تذكروا أن المعاق لبنة فى بناء المجتمع.. لا يريد أن يعيش عالة على الآخرين ينتظر إحسانهم، لكنه يحلم بأن يكون منتجاً نافعاً لنفسه ولمجتمعه. ارحموا المعاق يرحمكم من فى السماء.