تحت عنوان "سينما جنوب الصحراء" أقيمت الندوة الرئيسية لمهرجان الأقصر الدولى للسينما الأفريقية صباح أمس السبت، خامس أيام المهرجان بمكتبة مصر العامة.
أدار الندوة الناقد شريف عوض وتحدث فيها كل من "سلفستر اموسو" مخرج وممثل من بنين و"هانز كريستيان مانكى" من ناميبيا ممثل مؤسسة "افرى افينيير" و"بيتر رارفك" مدير مهرجان دربن بجنوب أفريقيا و"بيتى اليرسون" باحثة فى السينما الأفريقية.
وافتتح الحديث بيتر رارفك مدير مهرجان دربن الذى قال، إن المهرجان الذى يديره هو مهرجان دولى ولكنه مهتم بشكل خاص بالسينما الأفريقية وكانت عقبة فى وقت ما لأن السينما الأفريقية فى وقت سابق لم تكن جاهزة بحركة سينمائية واضحة وقوية، لذا عمد إلى إقامة مجموعات من الفعاليات الخاصة بالتدريب وتنمية المهارات السينمائية لتنشيط التعاون السينمائى بين الدول الأفريقية ومن تلك الفعاليات كان معسكر الموهوبين الذى يجمع 50 طالبا من طلاب السينما لصقل وتنمية موهبتهم وأيضا أطلق المهرجان منذ 3 دورات سوقا للإنتاج والدعم السينمائى ووجه الدعوة إلى صناع الأفلام للمشاركة فى هذا السوق.
ثم تحدث هانزمانكى ممثل مؤسسة "افرى افينيير" عن نشاطات المؤسسة التى تدعم الفنون بشتى أنواعها، والتى تحاول أيضا الاهتمام بالأنشطة السينمائية فى ناميبيا، كما رصد بعض العقبات التى تواجه السينما فى ناميبيا ومنها عدم وجود سوق مناسب فكثير من الأفلام الأفريقية لا تستطيع الصمود أمام الأفلام الهوليودية الرديئة التجارية التى تحتل دورالعرض، وأرجع ذلك إلى التأثير الباقى للاستعمار فى أفريقيا بشكل عام، حيث لا تزال العقول الأفريقية واقعة تحت تأثير بعض التوجهات القديمة، لذا تحاول مؤسسته تنشيط الفعاليات الفنية وعروض الأفلام.
ثم تحدثت بيتى اليرسون التى تعيش وتعمل فى واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية عن مجهوداتها فى مجال السينما الأفريقية وسينما المرأة تحديدا، والتى تبلورت فى إنشاء موقع خاص بلقاءات متنوعة مع صناع الأفلام فى محاولة لإنشاء أرشيف خاص لهؤلاء المبدعين.
كما تحدث سلفستر أموسو والذى تمنى أن يحاول مبدعو القارة السمراء تقديم طرح جديد وحقيقى لأفريقيا فى أفلامهم، وضرب مثلا بأن كثيرا من المهاجرين عندما يروا بعض الأفلام عن بلدانهم هم وأطفالهم تزداد لديهم الرغبة فى عدم العودة لبلادهم الأصلية مرة أخرى، لذا يتمنى أن يتابع طرحا جديدا للسينما الأفريقية، كما طالب سلفستر إدارة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية بأن لا تقع فى الفخ الذى تقع فيه كثير من المهرجانات المشابهة لمهرجان الأقصر وهو أن لا يتوقف المهرجان عند كونه فقط عرضا لأفلام بين مجموعة من المتخصصين، بل يجب على المهرجان أن يجد السبيل لنشر ثقافة الفيلم الأفريقى على نطاق واسع.
ثم انتقلت الندوة إلى الصعوبات والمعوقات التى تقف أمام الفيلم الأفريقى بشكل عام فتمحور الحديث من الجميع سواء المتحدثين أو الجمهور بأن العقبة الرئيسية تتمثل فى الإنتاج والدعم، وضرب سلفستر مثلا بالصعوبات التى واجهها عند صناعة فيلمه الأول، حيث انتظر طويلا وحاول مع العديد من الجهات الإنتاجية التى لم تبد أى حماس، وبعد خروج الفيلم وتحقيقه لنجاح كبير كانت الخطوة الثانية فى الفيلم الثانى أكثر سهولة من سابقتها.
وحاول هانز مانكى طرح حلول جديدة ومبتكرة من وجهة نظره، وقال إنه من الممكن خلق أسواق جديدة غير سوق دور العرض بأن تعرض الأفلام عبر الإنترنت، وعلى سبيل الإنتاج قال إنه من الممكن أن يحاول صناع الأفلام إيجاد سبل جديدة عبر مواقع التواصل الاجتماعى لإيجاد الدعم المناسب، فمواقع التواصل الاجتماعى تقدم فرصة اجتماع مجموعات كبيرة من الأشخاص فى صفحات واحدة مما يخلق فرصة لاستخدام هؤلاء الأشخاص المحبين للسينما فى دعم الأفلام بالمال، وإذا لم يتوفر الإنترنت فيمكن جمع تبرعات عبر الموبايل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة