د. عبد المنعم عمارة

أزمة مصر وأمريكا.. براءة أم إدانة؟

الأحد، 26 فبراير 2012 09:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كأننا ناقصين مشاكل حتى نختلق مشكلة جديدة فى ظروف غير مناسبة، وفى مناخ غير ملائم! ومشكلة مع مين، مع الست أمريكا، قائدة العالم ومحركته، والتى لو أشارت بإصبعها اليمين جاء العالم يمنياً، ولو أشارت بإصبعها الشمال تحرك العالم شمالاً.
أرجوك لا تفهمنى خطأ، ولا تقرأ هذه المقدمة لتخرج وتقول أنا مشجع أمريكانى.. هذا ليس صحيحا.
آه أنا أحب الشعب الأمريكى، ولكننى لا أحب سياساتها الاستعمارية، آه أنا درست فترة فى جامعة جورج تاون، أعظم جامعات أمريكا، ولكنها لم تؤثر فى موقفى الثابت ضد السياسة الأمريكية.
آه أنا رسالتى فى الماجستير عنوانها: «الإستراتيجية الأمريكية فى الشرق الأوسط»، وهى تشرح كيف دخلت أمريكا الشرق الأوسط، وكيف خلعت بريطانيا من المنطقة وأخذت هى مكانها، وهى دراسة عرفت فيها الأساليب الأمريكية للسيطرة على الشرق الأوسط، والتى لم أحبها.. قابلت الرئيس كارتر، وبريجنسكى، مستشار الأمن القومى فى أمريكا، وكثيرًا من رجال الصحافة والفكر، مثل رئيسة تحرير جريدة يو إس إيه توداى «u.s.a today» أى «أمريكا اليوم»، ومع كل ذلك فأنا أحب السفر لأوروبا أكثر من أمريكا.
كل هذا جعلنى أفهم كيف يفكر الأمريكان، خاصة بعد أن قرأت الدراسة التى نشروها تحت عنوان «القرن الأمريكى الجديد» «New American century»، وملخصها هو خوفهم من سقوط الحضارة الأمريكية، كما سقطت كل الحضارات التى سبقتها، اليونانية والمصرية والرومانية.
عزيزى القارئ
اسمح لى أن أعود بك إلى مشكلة افتعلناها فجأة، وهى أزمة المنظمات الأمريكية التى كانت تعمل فى مصر منذ عام 2005، والتى عملت لمدة عام كامل تحت سمع وبصر الحكومة، دون أن يقول لها أحد قبل الثورة ولا بعدها «تلت التلاتة كام».
د. حسن نافعة فى ثلاثة مقالات رائعة عن المجتمع المدنى لخص الأزمة قائلا: هل المصريون افتعلوا هذه الأزمة لضعف موقفهم السياسى داخل مصر «يقصد المجلس العسكرى الذى لم يسمه»، وبسبب أخطائهم طوال الفترة الانتقالية، وبسبب الهجوم القاسى عليهم، والضغوط الشعبية التى تبذل لتركهم السلطة، وتابع قائلا: القضية أخذت حجمًا أكبر من اللازم ففيها كثير من خلط الأوراق بين الحركات السياسية المعارضة + منظمات المجتمع المصرى + المعونة الأمريكية.
بينما يقول الأستاذ وليد راشد فى جريدة «الشروق»: «فى النهاية هى مباراة سياسية بحتة لا تمت لا بدعم أمريكا للديمقراطية، ولا باعتبار المجلس العسكرى منظمات المجتمع المدنى فى مصر انتهاكا لسيادة الدولة».
ويقول الكاتب الصحفى عماد الدين حسين: من حق المصريين خصوصاً البسطاء منهم أن يسألوا حكومتهم سؤالاً بديهياً إذا حدث أن الحكومة تركت الأمريكيين دون أن تبرئهم المحكمة، فهل سنكون أمام سيناريو مأساوى، وحتى عندما نعطيهم صك البراءة، ستكون الحكومة مطالبة بأن تقنعنا لماذا صعّدت القضية بهذا الشكل.
حضرات القراء
هذا عن الجانب المصرى، ولكن ماذا يقول الجانب الأمريكى؟
المعونة فى نظرهم تعنى الصداقة مع مصر، ومادامت مصر لا تريد أن تكون حليفة لنا، فإسرائيل إذن هى الحليفة الوحيدة لنا فى منطقة الشرق الأوسط، لأنها ستصبح الحليف الحقيقى لأمريكا.
هم أيضًا يرون أن المنحة هدية رمزية للصداقة، للتفرقة بين العدو والحبيب، وهم يقولون إنهم لا يتخيلون أن حفنة دولارات لدعم أجهزة كمبيوتر أو عقد دورات تدريبية تمثل خطراً على الأمن القومى المصرى، يصل إلى درجة أن تفكر أمريكا فى تقسيم مصر.
والآن عزيزى القارئى ما رأيك: هل ترى أن هذه الأزمة جاءت فى وقتها وأنه كان لابد من إثارتها حتى فى هذه الظروف الصعبة التى تمر بها مصر؟، وهل الموضوع فيه إهانة للكرامة المصرية وللعزة الوطنية؟، أم توافق على رأى الكاتب وليد راشد الذى لخص الأزمة قائلاً: «هى أزمة بين طرفين يمثلان فيها بشكل مبالغ كممثل مبتدئ لإثبات جدارته، وكلاهما مفضوح»؟،أم على رأى الكاتب الكبير هيكل حيث قال: الخلاف مع أمريكا لابد من حله، وحله بتصميم ووضوح وجسارة فى النوايا والتصرفات.
والآن قد تسأل عن رأيى عما إذا كانت هذه أزمة ملهاش لازمة، أم أنها أزمة جاءت فى وقتها.
لا يا عزيزى القارئ قل رأيك أولا، فأنا لا أعرف حتى الآن نهاية هذا الفيلم العربى، هل هو زواج البطل بالبطلة أم لا.. الله أعلم.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور محمد

مع اني مش بصدقك بس كلامك مقنع

ودي وجهة نظري من البدايه

عدد الردود 0

بواسطة:

مهندس/احمد

لم يأت فى وقته المناسب

عدد الردود 0

بواسطة:

باسم موريس

فينك يا دكتور من زمان

عدد الردود 0

بواسطة:

مجدى بدر

دايما احباب

عدد الردود 0

بواسطة:

د.حازم صلاح

أزمة ملهاش لازمة

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة