فيسك منتقداً هيج: الحرب الباردة قد بدأت بالفعل فى سوريا وليس إيران

السبت، 25 فبراير 2012 03:11 م
فيسك منتقداً هيج: الحرب الباردة قد بدأت بالفعل فى سوريا وليس إيران وزير الخارجية البريطانى ويليام هيج
كتب بيشوى رمزى رياض

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتقد الكاتب روبرت فيسك التصريحات التى أدلى بها وزير الخارجية البريطانى "ويليام هيج"، والتى أكد خلالها أن حربا باردة سوف تشتعل فى منطقة الشرق الأوسط إذا ما امتلكت إيران السلاح النووى، خاصة أن ذلك سوف يفتح الباب أمام باقى دول المنطقة للتسلح من أجل مواجهة الخطر الإيرانى القادم. وأكد الكاتب أن الحرب الباردة قد بدأت بالفعل فى سوريا.

وأوضح فيسك، فى مقاله بصحيفة "الإندبندنت" البريطانية، أن المسئول البريطانى قد تجاهل تماما أن هناك دولة أخرى، تدعى "إسرائيل"، تمتلك ترسانة نوورية، وكذلك عددا كبيرا من الصواريخ التى يمكنها أن تطلقها فى أى وقت. وهنا تساءل الكاتب البريطانى الشهير عن السبب الذى دفع "هيج لتجاهل الحقيقة التى يدركها هو جيدا، موضحا أن الفكرة التى أراد المسئول البريطانى أن يروجها هى أن امتلاكا للسلاح النووى سيفتح الباب أمام الدول العربية للتسلح، فى حين أنه تجاهل فى الوقت نفسه أن ترسانة إسرائيل النووية هى الدافع الأول لإيران لتمتلك سلاحا نوويا.

وأضاف فيسك أن بريطانيا التى تنفق المليارات فى سبيل تسليح الدول العربية بمنطقة الخليج، تحسبا للخطة الإيرانية "غير الموجودة" لاحتلالهم – على حد وصفه – لا يحق لها أن تحذر أحدا من خطورة التسلح فى منطقة الشرق الأوسط.

من ناحية أخرى أكد الكاتب البريطانى أن هيج سعى إلى تشويه التاريخ بشكل غاية فى السوء، عندما حذر من أهداف ايران النووية، معتبرا إياها الأسوأ فى تاريخ الانتشار النووى منذ أن تم اختراع السلاح النووى، مؤكدا أن المرحلة الأسوأ فى هذا الإطار تتمثل فى الفترة التى امتلكت خلالها كل من الهند وباكستان السلاح النووى.

وأضاف فيسك أنه من الجيد أن يعلن وزير الخارجية البريطانى أن بلاده ترفض أى هجوم على إيران فى الوقت الحالى، مؤكدا أنه من الممكن أن يتم هذا الهجوم لاحقا.

وهو ما يعنى أنه ينبغى الانتظار حتى يسقط نظام بشار الأسد فى سوريا باعتباره النظام الوحيد بمنطقة الشرق الأوسط الذى يتحالف مع إيران، إلا أنه بالرغم من ذلك فإن المسئول البريطانى يصر على عدم مهاجمة سوريا رغم ما تشهده من انتهاكات إنسانية سواء من جانب قوات الأسد أو حتى من جانب المعارضة السورية.

وأكد فيسك أن بريطانيا قررت عدم التدخل فى سوريا لأن الحرب الباردة التى قد تشهدها منطقة الشرق الأوسط خلال المرحلة المقبلة والتى روج لها هيج فى خطابه قد بدأت بالفعل ولكن فى سوريا وليس إيران، خاصة وأن الروس قد قرروا أن يدعموا نظام الأسد فى سوريا، منتقدين الموقف الذى تبنته القوى الغربية تجاه الأزمة فى سوريا، متسائلا عن رد الفعل الذى قد يتبناه "بوتين" فى حالة سقوط الأسد، وكذلك ما إذا كانت الحكومة السورية الجديدة قد تتبع النموذج الديموقراطى الغربى أم لا.

وفى نهاية مقاله أكد روبرت فيسك أن السوريين لا يمكن أن ينسوا المذابح التى ارتكبها رفعت الأسد فى مدينة حماة السورية منذ ثلاثين عاما والتى أودت بحياة أكثر من عشرة آلاف سورى من المسلمين السنة هناك، إلا أن الرجل الذى يلقب بـ " قاتل حماة" الآن يعيش فى بريطانيا متمتعا بالحماية هناك بالقرب من مكتب "هيج" نفسه.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة