لا يختلف اثنان على الذكاء السياسى للإخوان المسلمين، ودليل ذلك نسب نجاحهم البرلمانية، ولكن هل يعنى حصول حزب ما على نصف المقاعد البرلمانية فوز مرشحه الرئاسى بالضرورة؟
أتصور بأنه لا علاقة واضحة بين حصول الإخوان المسلمين على نصف المقاعد ونجاح شخص بعينه، فقواعد اللعبة الديمقراطية تقول إن الحزب صاحب أكبر تمثيل تحت القبة هو نفسه صاحب حق تشكيل الحكومة- وليس اختيار الرئيس- فى الأنظمة البرلمانية، وإن كان هذا هو ما يسعى إليه الإخوان (تشكيل الحكومة) إلا أنه لم يتحقق حتى الآن، ولن يتحقق إلا فى حالة تحول مصر سياسياً من النظام الرئاسى إلى البرلمانى.
فماذا يمكن أن يفعل الإخوان فى ظل الصراع المحموم على كرسى الرئاسة بين مرشحين لا يرضى أى منهم عن النظام الرئاسى– ذى الصلاحيات العريضة– بديلاً؟ ما الحل إذاً؟
الحل يكمن فى نجاح شخص ما يؤمن بالنظام البرلمانى، من يؤمن بهذا النظام لن يرشح نفسه لأنه منصب بلا فاعلية فليرشح الإخوان أحدهم ويدعموه ... لا يمكن ذلك لأنهم أعلنوا مرارا وتكرارا أنهم لن يقدموا مرشحا للرئاسة.
إذا عليهم الدفع بشخص لا يطمع فى صلاحيات المنصب الواسعة ولا يغريه بريق الكرسى الوثير ... هذا هو الحل.
الإخوان يريدون رئيسا لا يريد رئاسة لذلك هم يحاولون استنساخ مصطلح الرئيس التوافقى التونسى لعلهم ينجحون فى الإتيان برئيس يرضى بدخول المباريات السياسية من مقاعد المتفرجين، فبعد أن التقت رؤاهم مع مصالح السلطة الحاكمة وحزب الوفد راحوا يخطبون ود منصور حسن باعتباره زاهدا فى المنصب فرفض الرجل رفضا قاطعا، وتحولت دفة سفينة التوافق على ظهرها الحرية والعدالة و الوفد وجهة نبيل العربى الذى يحمل المؤهلات المطلوبة أيضا، ولكن يبدو أن الرجل اكتفى بما حصل عليه.
ويبقى الدور الآن على عمرو موسى طبقا لترتيب السيد البدوى رئيس الوفد ولكنه حتما سيرفض هو الآخر.
فقيادات الإخوان تواجه العديد من المشكلات فى اختيار الرئيس التوافقى..
أولها: موافقة الجيش وشباب الجماعة وأكبر عدد من رؤساء الأحزاب المتنافسة على شخص واحد.
ثانيها: موافقة هذا الشخص على هذا المنصب بهذه الصلاحيات.
ثالثها: هناك مرشحون يمثلون قوة لا يمكن لعاقل أن يستهين بها قد تحدث شعبيتهم انقلابا فى موازين القوة.
رابعها: الضجيج الذى تحدثه الأحزاب الخاسرة حول أى تحرك إخوانى.
إذا الرهان على حسن الاختيار ولكن دعونا نتخيل ما يمكن أن يحدث لو أساء الإخوان اختيارهم؟
سوف تستمر مصر دولة رئاسية يشكل حكومتها رئيسها.
وينحصر دور الإخوان سياسيا ممثلين فى حزب الحرية والعدالة باعتبارهم أصحاب النصيب الأكبر من المقاعد البرلمانية فى المساهمة – مع بقية الأحزاب - فى ( اختيار الجمعية التأسيسية للدستور والتشريع ومراقبة أداء الحكومة والرئيس).
وقتها يمكن أن تشهد مصر مناخا سياسيا صحيا لا تلوثه بكتيريا سيطرة الحرب الحاكم على مقاليد كل الأمور.
مرشد الإخوان
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة