قال الشاعر أيمن مسعود إن كتاب مبارك فى عيون الشعراء هو كتاب صدر عام 1996 عقب أحداث أديس أبابا، دون فيه الكثير من شعراء مصر المتواجدين بقوة على الساحة الآن مجموعة من القصائد كلها فى حب مبارك.
وأضاف خلال الندوة التى أقيمت مساء أمس الجمعة، فى مكتبة أبجدية أن المشكلة ليست فى حب مبارك وإنما فى التلون السياسى بعد الثورة، فمعظم هؤلاء الشعراء الذين كانوا لا يستطيعون التفوه بحرف ضد النظام أصبحوا الآن مناضلين سياسيين وهذا يعد نفاقا وتلونا وتحايلا على الوضع الراهن.
وأكد مسعود خلال الندوة التى تناولت علاقة النخبة المثقفة بالسلطة ودورهم فى صناعة الديكتاتور من خلال النفاق السياسى للحاكم، أنه لم يتوصل إلى الكتاب إلا عن طريق الصدفة عند صور الأزبكية، حيث وجد فى الكتاب الذى حمل عنوان "مبارك فى عيون الشعراء" الذى صدر عن الهيئة المصرية للكتاب فى عام 96 فى أعقاب حادث أديس أبابا.
وأوضح أيمن أن وضع الكتاب فى ذلك الوقت وما يحدث الآن يحمل العديد من المفارقات، فمثلا الشاعر فاروق شوشة كان له قصيدة فى هذا الكتاب بعنوان "مصر فى جبينك" هذا كان أيام النظام السابق ولكن بعد الثورة ظهر الشاعر الكبير على إحدى القنوات مؤكدا على أن حكم مبارك هو الأسوأ منذ عهد مينا موحد القطرين.
وأضاف مسعود أن هناك أيضا الشاعر أحمد تيمور والذى كانت له قصيدة فى هذا الكتاب أيضا غازل بها النظام السابق وبعد الثورة وبالتحديد فى دار الأوبرا عندما جاء عصام شرف إلى الأمسية التى نظمها أحمد تيمور، قال له "أنت تعيد مرة أخرى الكرامة للثقافة بعد ما أهينت لمدة 30 عاما"، وهذا هو التلون السياسى كما قال أيمن. أيضا هناك الكثير من فطاحل شعراء العامية والفصحة من نافقوا النظام السابق وساعدوا على صناعة الديكتاتور، من الشعراء الذى يحمل هذا الكتاب قصائدهم ومنهم "فاروق شوشة، سمير سرحان، سلمان غريب، شفيق سالوم، محمد أبو دومة".
وأشار أيمن إلى أن الكتاب مقسم إلى قسمين شعر العامية والفصحة أما شعر الفصحة فهو عبارة عن 3 أعمدة فى 12 أما شعر العامية فهو عمودين فى 13، وأضاف أيمن أن هذه الحلقة لم ولن تكون الأخيرة بل هناك الكثير من الحلقات التى سوف يكشفون من خلالها كل من خدم على النظام السابق فى شتى المجالات الصحافة والفن وغيرها وساعد على صناعة الطاغية والدكتاتور وتحديد والعمل على توضيح وتحديد دور وعلاقة النخبة المثقفة بالسلطة .
وعلى جانب آخر، جاء فى هذا الكتاب قصيدة للشاعر فؤاد بدوى والتى حملت قصيدته عنوان "بعد رصاصات أديس أبابا"، حيث قال فيها "يحدث أن نختلف معك، نختلف كما يختلف الماء مع الماء، كما يختلف الريح مع الريح، كما تختلف الشمس مع الشمس، ولكن بكل قوايا أدين العدوان عليك"، حيث أوضح الشاعر فؤاد بدوى أنه يختلف مع الحاكم ولكنه لا يقبل أن تطاله يد الغدر، وإن كان يختلف معه فهذا شأن وهذا شأن فهو فى النهاية يمثل مصر درة الوطن العربى، ولا يجوز أن تهان مصر، فعندما يهان من يحكم مصر فقد أهينت الدولة المصرية، وهذا ما عبر عنه بدوى فى قصيدته على أنه غير راضٍ عن نظام الحكم فى مصر ولكن لا يقبل أن يهان من يحكم مصر.