كيف تنهض مصر، سؤال على ألسنة كل المصريين؟.. الإجابة تنبع من حقيقة أن العقل القديم الذى حكم لم نر منه إلا خرابا ولكنه وياللعجب مازال يحكم.. إنه عقل غير مبادر إلا فى أشكال التآمر لتأمين احتكار الحكم الذى دام ستين عاما سابقة، بدأت البشائر تظهر ببدعة الرئيس التوافقى الذى سيختارونه بعناية دون غيره سيتمحور حول مصلحة أسياده الذين رتبوا له، وإذا أرادوا سيستخف بمصالح المصريين وكرامتهم حماية لمصالحهم.
يسأل البعض اندهاشا لماذا تستمر الثورة وقد أصبح لدينا برلمانا وخريطة طريق لتسليم السلطة؟ تكمن المعضلة فى لجوء بعضنا للإجابات الجاهزة لأنها تريح العقل والنفس، ننظر لأوضاعنا كشعب فنندهش لأنها تسير فى تدهور وننظر لإدارة مصر فيصدمنا ارتباكها وتعثرها، يندهش البعض من اشتعال روح الثورة والنزول المتتالى إلى الميادين، ويتجاهل أن لا شىء يتغير بدون ذلك، يتمسك هذا البعض، طلبا للاستقرار، بنفس العقلية القديمة التى مازالت ترعى الانفلات الأمنى المنتج لكل زعزعة لهذا الاستقرار المنشود.. قامت الثورة تطالب بالتغيير فاختنقنا بوكلاء النظام الذين لا يقبلون تغييرا إلا عنوة، ويستميتون من أجل الحفاظ على استقرار نظام فاسد يحمل العقل الجديد بما يطلقه من رياح التغيير كل تهديد لاستقرار النظام الفاسد وغاياته المقدسة.. هل تسقط تلك العقلية القديمة المنتفعة طواعية؟ هيهات، إنها تتشبث كالأخطبوط، قامت الثورة من أجل ديمقراطية كاملة لا تقبل احتكارا للحكم يدمر المبدأ وهو حكم الشعب لنفسه، على نقيض ذلك تؤمن تلك العقلية القديمة بحق المؤسسة العسكرية فى أن تكون فوق باقى المؤسسات، لقد توافق الجميع فى مؤسسة الحكم على استمرار احتكاره بمساعدة العقلية القديمة التى تحكم وتتحكم تقريبا فى كل موقع حتى الآن، يرتكز حفظ المصالح والأسرار على استمرار هذا الاحتكار وهو لن يستمر إذا حدث وأفلت منصب الرئيس ليسقط فى يد أحد دعاة التغيير والتطهير.. يعتقد أصحاب مؤسسة احتكار الحكم أن إرادتهم فوق إرادة الشعب، ويجب أن يظلوا كذلك وليقنع الشعب بديمقراطية تتاح له ولو منقوصة ولتبقى العقلية القديمة التى تتفهم عقيدتهم ومصالحهم وأسرارهم وتمنع ملاحقة خطاياهم متحكمة بخناق مصر ولو على حساب نهضتها.. لن تكون لمصر والمصريين نهضة إلا بديمقراطية تكسر احتكار الحكم ليعود الاختيار الحر للشعب وحده بدون وصاية ولتذهب تلك العقلية القديمة إلى الجحيم.
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
قدري زكي
أنت جبت من الأخر