تابعت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية الاستعدادات فى روسيا للانتخابات الرئاسية، وقالت إن رئيس الوزراء الحالى فلاديمير بوتين سينتخب على الأرجح رئيساً خلال الشهر المقبل، لكنه سيواجه مجتمعا فى بلاده اختلف إلى حد كبير للغاية تحت قيادته، بينما ظل كما هو لم يتغير.
وترى الصحيفة أن بوتين الذى نشأ وسط الكتلة الفقيرة فى الاتحاد السوفيتى، أمضى أكثر من عقد من الزمان فى عالم بيزنطى من الخدام والساعين إليه، والآن، وفى العام الذى يصل فيه إلى عمر الستين، سيواجه التحدى الأكبر على الإطلاق، وهو السيطرة على مجتمع تغير بشدة تحت قيادته بينما لا يزال هو لم يتغير.
وترى الصحيفة أن بوتين يبدو الآن واثقا من نصر مقنع فى الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية المقررة فى الرابع من مارس المقبل، بما يجعل جولة الإعادة غير ضرورية، والتهديد الظاهر لحكمه قد تراجع تحت السطح، لكنه سيتبعه خلال السنوات الستة القادمة التى سيكون فيها رئيسا لفترة ثالثة، حيث سيكون مضطرا إلى الاستجابة لجماهير بدأت تطالب بحصة أكبر فى حكم روسيا، وفى حين أن شعبيته التى كانت يوما ما هائلة تتراجع تدريجيا، فإن بوتين سيتعين عليه أن يجد وسائل أخرى لضمان شرعيته.
وتنقل الصحيفة عن أوليج كريشتانا وفسكايا، عضو حزب روسيا الموحدة الذى ينتمى غليه بوتين والتى تساعده فى حملته الانتخابية قولها إن الأخير سيخاطر باندلاع اضطرابات فى السنوات المقبلة ما لم يعد كزعيم أكثر ديمقراطية، فانعكاسات بوتين سلطوية، وإذا ما اختار مسلكا ليبراليا، فإن ذلك سيكون اختيار عقله وليس قلبه وسيكون تحت ضغوط لأنه خائف، وفى النهاية سيكون هذا قراره وحده، ونحن ننتظر هذا القرار.
وتتابع الصحيفة قائلة إن الحشود الضخمة التى تجمعت لتأييد بوتين أمس لا تحجب حقيقة أن الشخص الذى ظل ثمان سنوات رئيس لروسيا وأربعة أخرى رئيسا لحكومتها يبدأ أخر مشواره كزعيم للبلاد، وكان أحد المقربين من بوتين قد نصحه فى مقال مؤخرا بعدم البقاء بعد السنوات الستة المقبلة، وقال إنه فى رأى الكثيرين، هذه ليست فترة طويلة فقط، بل طويلة للغاية، وكان قد تم تعديل الدستور فى عام 2008 ليزيد مدة الفترة الرئاسية من أربعة إلى ست سنوات.
نيويورك تايمز: بوتين يواجه مجتمعاً روسياً تغير بشكل كبير
الجمعة، 24 فبراير 2012 12:11 م