قرر الإعلامى محمد سعيد محفوظ، أن يخرج عن المألوف فى برنامجه السياسى (وماذا بعد؟) على قناة أون لايف، واستضاف أول أمس مواطناً صعيدياً، ليجلسه على مقعد المحلل فى أخطر وأعقد القضايا فى مصر والعالم.. قائلاً فى بداية الحلقة: "استمعنا كثيراً للمحللين والخبراء والمسئولين.. تعب البعض من تكرار وجوه وأسماء، صارت فى أحيان كثيرة تعيد ما تقول عشرات المرات فى اليوم الواحد.. لكن لماذا لا نجرب؟ ألم تنطلق حناجر الأميين بأبلغ الهتافات فى هذه الثورة؟ ألم تغير شعارات البسطاء وجه مصر؟ ألم يقف العامل والفلاح كتفاً بكتف مع الطبيب وأستاذ الجامعة؟ ألم يتحدث الجميع بلغة واحدة، وثقافة واحدة، وفهم واحد؟ إذن فالجميع صار خبيراً ومحللاً ومسئولاً.. لماذا نستمع الآن لفئة ونهمل أخرى؟" وأضاف محمد سعيد: اليوم قررنا أن نخرج على المألوف، ونكسر القاعدة.. ونفتح باب هذا الأستوديو لمواطن من صعيد مصر، كما فتحناه لرجل السياسة وأستاذ الجماعة والأديب والمفكر.
وبالفعل، فوجئ المشاهدون فى فقرة الصحافة المعتادة بالبرنامج، بالمواطن الصعيدى سعد محمود، بزيه الصعيدى المميز، وجلبابه الفضفاض، وعمامته اللافتة، ووجهه المصرى الأصيل.. يدلى برأيه فى كل شىء، فخوراً بشهادة "نحو الأمية"، كما سماها، والتى قرر الحصول عليها بعد الثورة، وتسلمها فقط الشهر الماضى.
رفض "سعد" بشدة ما يثار عن تدخلات الولايات المتحدة فى مظاهرات ميدان التحرير، أو الثورة بشكل عام، وقال إن مصر لا ترضى أن يتدخل أحد فى شئونها، وقال للمنظمات الأمريكية: "ولا عايز لقمتك، ولا حسمع كلمتك" على حد تعبيره.
وطالب بأن يكون الحكم على الرئيس المخلوع حسنى مبارك وفق القانون وضمير القاضى، لكنه قال: "نفسى أشوف مبارك متعلق من رجليه"!، مبرراً ذلك بأنه "همش الصعيد وتسبب فى إفقاره"، وقال: "لو حصل مبارك على حكم بالبراءة من التهم الموجهة إليه، سأموت فى التحرير، لأننى لست أقل من أحمد حرارة ومينا دانيال"، واعتبر أن تأجيل محاكمات رموز نظام مبارك ستشعل الثورة من جديد.
ورفض أن يتم معاملة مبارك معاملة خاصة فى السجن، أو أن يودع فى مستشفى المركز الطبى العالمى، وقال إنه الآن متهم مثل أى متهم، ولا يجب أن يعامل على أنه رئيس جمهورية، ووصف وضع "مبارك" فى مستشفى المركز الطبى العالمى بأنه "تهريج من وزارة الداخلية".
وقال إن مصر لن يتم تقسيمها، وأن الصعيد لا يرغب فى أن ينفصل بدولة، كما يردد الغرب، ورفض ما سماه مخطط تقسيم مصر إلى أربعة دويلات، وخاطب الولايات المتحدة قائلاً: يا أمريكا.. "اركنى على جنب وبلاش تتدخلى فى حياتنا السخصية".
واعتبر أن أحداث بورسعيد مدبرة، ورفض اتهام أهلها بالتورط فيها، وحمّل الدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء المسئولية الكاملة عن الحادث، ومن بعده يتحمل وزير الداخلية مسئولية ما سماه الانفلات الأمنى فى المباراة.
وقال إن الشعب المصرى لا يعنيه من سيضع الدستور، لكنه سينظر إلى الدستور، ويرى إذا كان سيقبله ويرضيه أو يرفضه، وقال: "لو عجبنا التستور يبقى على راسنا من فوق".. وأضاف: "أقول للإخوان والريبراريين، اعملوا الصح واحنا معاكو"، لكنه عبّر عن غضبه من مجلس الشعب الحالى، ووصفه بـ "المكلمة"، واعتبر أن وجوده إلى الآن لم يحقق أى فائدة له أو للمواطنين.
"عم سعد" الحاصل على "محو الأمية".. للإعلامى محمد سعيد محفوظ:
"نفسى مبارك يتعلق من رجليه.. وإسرائيل مالهاش عندينا غير المركوب"!
الجمعة، 24 فبراير 2012 05:02 م