مر أكثر من عام على خلخلة عرش الرئيس المخلوع ونظامه، منذ انطلاق شرارة الثورة فى أواخر يناير 2011م، إلى أن هوى النظام وخلع فى فبراير 2011م، تلى تلك الزلزلة العديد من الأحداث التى قربت الشعب من آماله، وساعدت على تحقيق أهدافه فمن خلع المخلوع إلى الاستفتاء على الإعلان الدستورى إلى حل البرلمان المزور إلى حل المجالس المحلية إلى محاكمات النظام السابق ورموزه إلى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، إلى التحضير لانتخابات رئاسة الجمهورية والتحضير لوضع دستور جديد كل تلك الخطوات التى تمت بإرادة الله وحده جعلت الشعب يمشى بخطى واثقة، نحو تكوين نظام حكم جديد يسير تحت مظلة قانونية يضعها الشعب ويشرف عليها بحرية وعدالة.
خطوات هدأت من روع هذا الشعب الصابر بعد حقب الظلم والجور، هدوء جاء لاقتناع جميع طوائف الشعب بما تم، وثقته بما سوف يتم فى الفترة المتبقية من المرحلة الانتقالية، والكل أصبح متفائلا بسبب هذه الخطى الثابتة نحو الأفضل.
ورغم كل هذا التقدم إلا أن هناك شرذمة لم ولن ترضى عن كل هذا لتعارض توجهاتهم مع توجهات غالبية الشعب، ولجنوح فكرهم عن فكر الشعب، ولتعارض نتائج الثورة الشعبية مع طموحاتهم وما سيؤول إليه مصيرهم.
شرذمة فلت وهربت عن روح ثورة الشعب وتوجهاته وراحت تنسب كل فضل لها وتأبى أن تعود لأعمالها مع باقى الشعب بل تحتكر لنفسها منجزات قام بها الجميع وخولت لنفسها امتيازات فاستخدمت المنابر الفضائية المسخرة لها فراحت توزع صكوك الرضا على من تشاء وتمنعها عمن تشاء، بل وصلت لحد لم نكن نتوقعه أبدا فوصل بها الحال إلى هذا الحد من التطاول السياسى والأخلاقى على بعض الشخصيات والرموز، التى برزت لتعالج مشكلات مزمنة فى المجتمع وراحت تنكر الإفراز الديمقراطى واختيار الشعب لمجلسه وتعطى الميدان الشرعية التى تنكرها للبرلمان، فى الوقت الذى لم تنبس ببنت شفة فى قضية منظمات المجتمع المدنى والجمعيات التى تعمل لصالح الغرب.
ديكتاتورية أفرزتها الأحداث وتزداد كلما ضاق الخناق على أصحابها، تذكرنا بديكتاتورية لجنة السياسات بالحزب المنحل، الذين كانوا يسيرون فى واد والناس كلهم يريدون المسير فى واد آخر، حكمونا بديكتاتورية أخذتنا نحو واد سحيق اندثرت معه الكثير من الآمال والأحلام، التى نسأل الله أن يحققها بجهد وصبر هذا الشعب.
الخوف الآن أن تكون ديكتاتورية الفلول الجدد هى أكبر معوقات النمو والتقدم لهذا الشعب، وهذا الوطن ديكتاتورية يعتمد أصحابها على هامش الحرية الواسع، وعلى قوى لا تريد الخير لهذا البلد، نتمنى أن يتخطى الشعب كل الحواجز والعوائق التى ستضعها هذه الشرذمة فى طريق نمونا وتقدمنا.
الحزب الوطنى المنحل