قال الكاتب السياسى محمد ثروت، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية بجريدة اليوم السابع، إن روسيا منزعجة من ثورات الربيع العربى برغم تأكيد وزير خارجيتها "سيرجى لافروف" على احترام بلاده حق التعبير والثورات العربية، إلا أنه قال إن روسيا لا تزال "موجوعة" على ما حدث فى ليبيا، وإنها تشعر بأنها تعرضت لـ"طعنة كبيرة" من الغرب والولايات المتحدة؛ بسبب القضاء على الحليف الليبى القوى، وإسقاط النظام الليبى الأكثر شراءً للسلاح الروسى فى المنطقة، وفق قوله.
وأضاف مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، خلال حواره مع الإعلامى محمد سعيد محفوظ فى برنامج "وماذا بعد؟" على قناة "أون لايف"، بعد عودته من المشاركة فى منتدى "تحولات العالم العربى ومصالح روسيا" والذى عقد فى موسكو، إن روسيا أخطأت فى التعامل الرسمى مع الأزمة السورية، والسماح باستمرار سفك مزيد من الدماء، وأبدى دهشته على ما سماه مساندة روسيا ثورات التحرر العربية فى الخمسينيات والستينيات، والوقوف ضدها فى الألفية الجديدة.
وأشار الكاتب السياسى، إلى أن روسيا تتعلل بعدم التدخل لوضع حد لما يحدث فى سوريا بأنها ترفض التدخل فى سيادة الدول وشؤونها الداخلية، رغم أنها من أكثر الدول التى تتدخل فى شؤون الدول المجاورة لها، واعتبر أن روسيا تخشى من ثورات الربيع العربى أن تنتقل إلى موسكو، وأنها تريد إرسال رسالة للغرب ملخصها أن "الدب الروسى موجود ومازال مؤثراً".
وأشار إلى أن روسيا لم تقدم أى جديد للمنطقة، وأنها وعدت من قبل بعمل مؤتمر للسلام، ولم تفعل، وكذلك لم تقدم أى جديد للقضية الفلسطينية، وقال إن العالم كان ينتظر منها رداً أكثر صرامة ضد سوريا لوقف النزيف الدموى.
وأضاف ثروت، أن روسيا تعتبر أن الغرب خدعها فى القضية الليبية، وإنها تخشى تكرار ذلك بالسماح بالتدخل العسكرى فى سوريا، وإفقادها حليفاً مهما فى الشرق الأوسط.
وقال: إن الولايات المتحدة ترفض سياسيات بوتين التى اعتبرها "ثروت" بأنها ضد طموحات أمريكا وتوسعاتها فى الشرق الأوسط، وأكد أن بشار الأسد، الرئيس السورى، "حليف قوى" لروسيا، ودلل على ذلك بوجود الأسطول الحربى الروسى على الحدود السورية.
وأكد ثروت، أن روسيا رفضت التعاون مع الأمم المتحدة ومع الجامعة العربية، واعتبر أن الموقف الروسى من قضية سوريا لايمكن الوثوق به.
واعتبر ثروت، أن روسيا تخشى ما سماه تحالف الإسلاميين، لتشكيل قومية فى مصر وتونس وليبيا والمغرب بشكل يهدد مصالحها فى مساندة الشيشان، على حد تعبيره، إلا أنه استبعد إمكانية تحالف الإسلاميين فى دول ثورات الربيع العربى، وقال إن الإسلاميين بها محصوريون بين همومهم ومشاكلهم الداخلية، وتوقع أن يكون اهتمامهم بالقضية الفلسطينية محدوداً.
واعتبر أن كل من إيران وتركيا رابحان بشكل كبير من ثورات الربيع العربى، وأن إسرائيل هى الخاسر الأول والوحيد من هذه الثورات.
ورفض ثروت، ما تعللت به روسيا من أن التدخل العسكرى أو سقوط النظام فى سوريا سيحيل البلاد إلى فوضى، ويصل بالأقليات للحكم، وقال إن من يحكم سوريا الآن هم أقلية علوية، وأن هناك تهميشاً للسنة بشكل كبير، وأشار إلى أن روسيا تعتقد أن البديل الوحيد لرحيل بشار الأسد هو الفوضى.
وتوقع ألا تغير كل من الصين وروسيا موقفهما تجاه القضية السورية، وقال إن ما يحكم البلدين فى تعاملهم مع الأزمة هو "المصالح المشتركة"، وأن روسيا تريد الحصول على أكبر قدر من الكعكة والحصول على نفوذ فى لبنان والعراق، واعتبر الصراع على سوريا بأنها "صراع مصالح".
وقال ثروت، إن روسيا تريد أن تكسب مزيداً من الوقت لعقد صفقة مع الغرب للحصول على ما كانت تحصل عليه من النظام السورى، معتبراً أن تركيا كذلك تريد التخلص من الأسد فى أسرع وقت، وقال إنها تراودها الأحلام إلى الآن فى تكوين امبراطورية كبرى، وأن تتمتع بنفوذ اقتصادى كبير.
محمد ثروت": روسيا منزعجة من ثورات الربيع العربى
الجمعة، 24 فبراير 2012 02:03 م
الإعلامى محمد سعيد محفوظ
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة