عصام عمر عبد السميع يكتب: رسالة إلى المخلوع‎

الجمعة، 24 فبراير 2012 11:40 ص
عصام عمر عبد السميع يكتب: رسالة إلى المخلوع‎ مبارك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
" بلادى وإن جارت على عزيزة وأهلى وإن ضنوا على كرام " هكذا يدافع الرئيس المخلوع عن نفسه بأبيات من الشعر، لم يستطع ولم يجرؤ لسانه أن يقولها بنفسه بل جعل لسان غيره ينطقها، ولو قالها بنفسه لكان لها وقع آخر على النفوس مثلما استدر العطف فى أوائل الثورة، وتعنته وتكبره أن يعترف بالخطأ تجاه أهله الذى يتكلم عنهم فى بيت الشعر الذى حرفه، وأكاد أجزم أنه لا يعرف أصول هذا البيت ولا من قائله وللمعرفة فإن قائل هذه الأبيات هو قتادة أبو عزيز بن إدريس والذى يمتد نسبه إلى سيدنا على ابن أبى طالب كرم الله وجهه، وتكملة الأبيات:
بلادى وإن هانت على عزيزة ولو أننى أعرى بها وأجوع
ولى كف ضرغام أصول ببطشها وأشرى بها بين الورى وأبيع
تظل ملوك الأرض تلثم ظهرها وفى بطنها للمجدبين ربيع
أأجعلها تحت الثرى ثم أبتغى خلاصا لها ؟ أنى إذن لوضيع
وما أنا إلا المسك فى كل بلدة أضوع وأما عندكم فأضيع
وطالما أن الرئيس الذى خلعُ عرف طريقه إلى الشعر فليسمع منى ما قاله أبو الطيب المتنبى :
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم ومن لك بالحر الذى يحفظ اليدا
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا

يا فخامة الرئيس السابق لقد خلعك الشعب بعدما أذقته من ويلات العذابات ومرارة العيش ما لم يذقه منذ الاحتلال لم يمت أبناء هذا الوطن العزيز فى عهدك فى حربهم مع الأعداء ولا دفاعا عن ترابه، لكنهم ماتوا دفاعا عن رغيف خبز يسد جوعهم وأنبوبة بوتاجاز وفى الطرق وفى القطارات وفى البحار أكلتهم الأسماك وأكلتهم أجسادهم الأمراض والسرطانات والفيروسات الكبدية، وأنت كنت فى قصرك المهيب ترتدى أفخم وأغلى الثياب وتتنعم أنت وأسرتك فى أموالنا نموت ونجوع ولم يحرك لك ساكنا والآن تقول إننا قد جرنا عليك بل أنت اللئيم الذى أكرمك الشعب فتمردت عليه، ولم تصن ولم تحافظ على قسمك أمام الله بأن تحافظ عليه، وعلى مقدراته ولا حتى على القانون الذى جعلت مؤسساتك تتحايل عليه وتخرقه وتستخدمه ضد الفقراء والمعدمين ولا يطول أهلك ولا أصحابك الذين ملئت حساباتهم بالملايين والمليارات، فى حين مات المسنون أمام مكاتب البريد بحثا عن جنيهات، كى يحضروا بها دواء يعالجون به الأمراض التى تسببت أنت وحاشيتك فى نشرها، نحن هذا الشعب الكرام الذين صبرنا وطال صبرنا وانتظرنا أن ترجع إلى الحق فرجعت إلى الداخلية ليصبوا العذاب صبا علينا صبرنا وطال صبرنا فرجعت إلى قاموس عنادك وكبرك لم ترجع إلى الحق وكتاب الله الذى قال سبحانه عز من قائل " ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار " صدق الله العظيم.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة