متى حدثت الثورات عادةً ما تظهر الرؤى المتفائلة والرؤى المتشائمة والمحذرة من المؤامرات فكعادتهم البشر شديدو القلق قليلو الثقة.
وفى شأن الربيع العربى، ومباشرةً فى صلب الموضوع، أحيانا أشعر فيما يحدث بين أقطار العرب بالثورات وبعد الثورات هو شكل من أشكال الإتيان على البقية الباقية من هذه المنطقة الحساسة فى العالم لصالح ما كنا دائماً نخشاه من تحقق الوطن الفُراتى إلى النيل.
وبتحليل جيوسياسى :
فلنبدأ بمصر وعلى غربها "ليبيا" جاهزة فى أى لحظة لأن تشتعل ناراً هائجة، حيث كميات السلاح الرهيبة خارج أيدى المجلس الانتقالى وحيث النزعات القبلية التى لا تحتاج إلى جهد كبير لإشعالها إلى حرب على طول وعرض الأراضى الليبية.
وجنوب مصر، حدث ولا حرج بتوقع اشتعال الصراع القريب ما بين الجنوب والشمال السودانى أضف عليها دارفور، وفى الشرق فلسطين لا تريد كلاما أكثر مما هى فيه.
نذهب أكثر شرقاً، وحسب الحلم الحاخامى يجب من التخلص أهل العراق وسوريا لتحقيق بناء الهيكل والوصول لهدف حكم العالم من بعدها.
العراق أصبح عجيناً بلا شك، وبخصوص سوريا فأظن أن سوريا لن تطول الحرية ولا الاستقرار الاستبدادى بل سُتترك حتى تتمزق ذاتيا من طول فترة الصراع، وبالدليل نجد الولايات المتحدة تشد من جانب وروسيا والصين من جانب آخر حتى تطول فترة الأزمة وتتمزق الأمة السورية وحتى يزيد عدد الجيش الحر أضف على ذلك وصول المجاهدين لكى تشتعل الأراضى السورية تحت أعين وأنظار القوى العالمية. ولا أدل على ذلك من قول كيسنجر بانفجار سوريا ذاتيا.
وبذلك فالطريق مفتوح فى مرمى البصر من الفرات إلى النيل، ولكن إذا كان الأمر بهذه السهولة والسلاسة، هل يوجد عقبات؟.
نعم، هناك عقبتان. الأولى هى: المجلس العسكرى فى مصر، حيث يتولى شأن مصر قادة الجيش، كبار السن، ذوو الخبرة على الحروب فأغلبهم حاربوا على الأقل حربين كاملتين، ذوو قدرة جيدة على المناورة وتفادى كمية الفخاخ التى نصبت لهم من ساعة وصولهم لحكم مصر، ولكن هل ستستمر قدرتهم على المناورة طويلاً؟..لا أعلم.
العقبة الثانية: إيران إذا ما تمكنت من التوصل للقدرة النووية فساعتها تستطيع مصر أو غيرها أن تميل إلى طهران مما قد يردع إسرائيل بعض الشئ.
ولكننى لا أظن أن تترك إسرائيل إيران أن تصل إلى السلاح النووى بل ستحاول القضاء عليها قبل الوصول لهذه الغاية الخطيرة.
وبخصوص تونس فستظل النموذج المثالى الذى يدفع بقية شعوب المنطقة للثورة أو للتدافع الثورى ورفع سقوف الأحلام لكى يصلوا إلى ما تحقق واقعيا فى النموذج التونسى.
رامى مجدى يكتب: الربيع العربى: الاحتضار الجيوسياسى
الجمعة، 24 فبراير 2012 07:44 ص
صورة أرشيفية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة