خالد تليمة يكتب: تلاميذ الثورة

فى فبراير من عام 2009 كنت بصدد إعداد ملف صحفى لجريدة الأهالى، حيث كنت أعمل وقتها، عن يوم الطالب العالمى الذى يحل فى 21 فبراير من كل عام، وذهبت إلى جامعة القاهرة أنا وزميلتى شيماء صالح لنسأل الطلبة ماذا يعرفون عن هذا اليوم؟، وهل تتذكر إدارة الجامعة هذا اليوم الذى يحتفل به طلاب العالم تقديراً لشجاعة وبطولة الطالب المصرى وتضحياته، أذكر يومها أننا لم نجد سوى طالب واحد كان بجوار كلية الإعلام هو الذى قال لنا ما يعرفه عن هذا اليوم.




إذاً الجديد هو ما حدث هذا العام، فالحركة الطلابية التى شهدت خفوتاً ملحوظاً منذ صدور لائحة 1979 التى قيدت النشاط الطلابى، وجعلته تحت سيطرة الأساتذة من ناحية، والحرس الجامعى وأمن الدولة من ناحية أخرى، انتفضت من جديد، وعادت لتتصدر مشهد الحركة السياسية فى مصر، وعدنا نسمع هتافات الآلاف من الطلاب يهتفون ضد الاستبداد والديكتاتورية، ويطالبون بإسقاط حكم العسكر، ليس فقط فى مسيرات تخرج من الجامعات صوب مجلس الشعب تارة وصوب وزارة الدفاع، حيث مقر المجلس العسكرى تارة أخرى، بل وجدنا تلاميذ العديد من المدارس يخرجون، ويعلنون انضمامهم لإضراب حاول كثيرون تشويهه، ونعت الداعين له بأبشع الصفات والألفاظ والاتهامات، إلى جانب ما شاهدناه من مقاطع الفيديو التى تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى لطلاب الجامعات وهم يطالبون بالقصاص لحقوق الشهداء، ويهتفون أيضاً ضد استمرار حكم العسكر من داخل قاعات المحاضرات.




هؤلاء الطلاب وغيرهم يناضلون من أجل دولة مؤسسات حقيقية يخضع فيها الجميع للدستور والقانون، يناضلون من أجل استقرار حقيقى ودائم، وليس استقراراً مزيفاً مؤقتاً يحاول تحالف الإسلاميين والعسكر أن يصدره للمصريين، على أنه السبيل الوحيد لاستمرار حياتهم، وهنا يظهر لنا جلياً أن محاولات احتواء الثورة وإجهاضها تسير على قدم وساق لتكون النتيجة إعادة إنتاج النظام القديم بقشرة جديدة، أعتقد أن بوادرها بدأت فى الظهور مع كل اختبار يوضع فيه برلمان كنا نتمنى أن نفتخر به ونسميه بكل فخر برلمان الثورة.




الرسالة هنا لمن يظن أن نجم الثورة قد أفل ، ولمن اعتقد أنه يمكن لجيل أصبح يستيقظ من نومه على أخبار فقدان كل عزيز أن يضحى بثورته أو يفقد حلم التغيير الذى طالما يراوده مع كل فجر جديد، فالثوار يملكون طموحاً لا سقف له، ولا تستقيم معه رفاهية الإحباط.