استكملت محكمة جنايات شمال القاهرة، برئاسة المستشار أحمد رفعت، جلسة محاكمة كل من الرئيس السابق مبارك وابنيه علاء وجمال واللواء حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، و6 من مساعديه، وفور بدء الجلسة طلب عبد العزيز عامر صاحب طلب الرد التحدث للتعقيب على حديث النيابة واتهامه بالتزوير، إلا أن المستشار أحمد رفعت رفض حديثه، وطالبه بالجلوس إلا أن المدعى استمر فى الحديث، وهو الأمر الذى دفع المستشار لرفع الجلسة للمداولة قائلاً له: "هذا مظهركم".
وفور بدء الجلسة أكدت المحكمة أن المدعين بالحق المدنى جمعوا توقيعات من 15 مدعيا، منهم من طالب فيها اتخاذ اللازم ضد المحامى عبد العزيز عامر الذى تطاول عليهم، وجعل من نفسه مدعيا بالحق المدنى وهو ليس كذلك، وأشارت المحكمة أنه منذ بداية الجلسات بالرغم من خروج البعض عن النص ورغبة المحكمة فى عدم تشويه صورة المحاميين، لذلك لم ترغب فى استخدام حقها القانونى، فأمرت المحكمة بإخراج المحامى خارج القاعة، فقام الأمن بالالتفاف حوله، فى محاولة لإخراجه إلا أنه رفض ذلك.
فتقدم سامح عاشور نقيب المحامين وطلب تعديل الطلب إلا أن المحكمة رفضت الاستماع له حتى إخراج المحامى، وأكدت أنها لن تستكمل الجلسة إلا بعد إخراجه من القاعة، فتم رفع الجلسة لحين خروج المدعى بالحق المدنى.
لتعاود المحكمة استكمال الجلسة مرة أخرى، وعقب ذلك أكدت المحكمة أنها منذ تاريخها لا تفرق بين متهم وآخر، فسألت المحكمة المتهم الأول محمد حسنى مبارك الرئيس السابق هل لديك ما تقوله حول القضية أو أى تعقيب عن الجلسات؟ فأجاب مبارك على المحكمة: "لا يا سيادة القاضى سأكتفى بما سيقوله فريد الديب".
ليقف الديب بعد ذلك ويطلب من المحكمة تسجيل اعتراضه على التقرير الذى قدمته النيابة بخصوص نقل موكله مبارك إلى مستشفى السجن، مؤكدا أن المحكمة هى التى قررت فى أولى جلسات المحاكمة فى 3 أغسطس بإيداع موكله المركز الطبى العالمى، وكان على النائب العام رفض ذلك التقرير الذى جاء له من قبل لجنة الصحة بمجلس الشعب، مؤكدا أنه لا يجوز لأى جهة التدخل فى عمل المحكمة، وحتى لا تتدخل أعمال السلطة التشريعية فى أعمال السلطة القضائية، وهنا صفق له جميع المحامين الحاضرين عن المتهمين.
وما أن انتهى فريد الديب من حديثه، تحدث مبارك للمحكمة، وقال بيت شعر شهير: "بلادى وإن جارت علىّ عزيزة وأهلى إن ضنوا عليا كرام"، ليتقدم الديب بمذكرة للمحكمة كشف فيها أن بيان التحركات يؤكد أن حسين سالم المتهم الثانى فى القضية غادر البلاد قبل ثورة 25 يناير بأسبوع، مؤكدا أنه لم يهرب من البلاد بعد الثورة كما يتردد وجاء بنهاية المذكرة بيت الشعر الذى قاله مبارك.
وعقب ذلك بدأ حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق حديثه للمحكمة بتلاوة الآيات القرانية، أبرزها قوله سبحانه وتعالى: "يا أيها الذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".
وأكد العادلى، أن تحقيقات النيابة تناولت بعض الحقائق ولكنها أغفلت عن أشياء أخرى، وقال "أقسم بالله العظيم أن ما أقوله هو الحقيقة، وليس للتنصل من الجريمة التى اتهمت بها وهى قتل المتظاهرين"، واستشهد العادلى بقوله تعالى: "ويعلم ما تخفون"، وذكر أنه سيدلى بشهادته للتاريخ أمام الله فى هذه القضية الكبرى، واستهل العادلى حديثه بذكر تاريخ توليه وزارة الداخلية والظروف التى تولى فيها، وهى مذبحة الأقصر التى راح ضحيتها الكثير من المصريين والأجانب، واستعرض الأوضاع قبل الثورة وتاريخ القوى السياسية والظروف التى أدت لقيام الثورة.
فيما وصل منذ الصباح الباكر العشرات من أهالى وأسر شهداء ثورة 25 يناير، إلى أكاديمية الشرطة بالتجمع الأول مقر المحاكمة، حيث كانت قد شهدت الجلسات القليلة الماضية غياب كل من أهالى الشهداء ومؤيدى مبارك عقب انتهاء المحكمة من سماع مرافعة فريد الديب محامى دفاع الرئيس السابق، وردد المتظاهرون شعارات: "يا شهيد نام وارتاح.. إحنا نكمل الكفاح"، "يا نموت زيهم يا نجيب حقهم"، مطالبين بتوقيع أقضى عقوبة على المتهمين فى القضية وقاموا برفع صور الشهداء و"حبل للمشنقة ومعلق بها "دمية"، موضوع عليها صورة للرئيس السابق.
كما وصل 15 شخصا من مؤيدى الرئيس السابق محمد حسنى مبارك لأكاديمية الشرطة، حاملين فى أيديهم صورة المشير محمد حسين طنطاوى، مرددين هتافات: "لا للمساس بالمشير"، "فين أيامك يا ريس" "ارفع راسك فوق أنت حسنى"، ومن جانب انتشرت قوات الأمن أمام أكاديمية الشرطة أثناء نظر القضية،حيث انتشر عدد كبير من جنود الأمن المركزى والخيالة، وقامت بوضع الحواجز الحديدية، وذلك لتأمين الجلسة، ولمنع حدوث أى تجاوزات أثناء نظر القضية، ومنع حدوث أى اشتباكات بين مؤيدى مبارك، وأسرا الشهداء، كما تواجدت مدرعتان للقوات المسلحة، والتى ترفع إعلام مصر.
استمعت المحكمة إلى أقوال اللواء عدلى فايد مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، والذى قال فى تعقيبه: إن النيابة العامة أكدت أن لديه 73 ضابطاً يعملون تحت خدمته، لكن فى الحقيقة هم 1073 فرداً وموظفاً وإدارياً يقومون بأعمال السكرتارية وليسوا ضباطاً، بل مفتشين ومشرفين فى مديريات الأمن.
وأضاف فايد، أن هنالك قنوات فضائية مثل الجزيرة والعربية والحرة اعتمدت على بث مشاهد لتعدى قوات الشرطة على المتظاهرين من أجل بث الكراهية بين الشعب والشرطة وأذاعت نفس القنوات خبراً على غير الحقيقة بأن الشرطة قامت بفتح السجون واطلاق المساجين من أجل إثارة الفوضى وبث الرعب بين المواطنين.
وأوضح، أن الفيديوهات التى بثتها النيابة والمدعون لا يمتون للواقع بصلة، لكن الحقيقة أن قوات الشرطة هى من تم الاعتداء عليها، وقال إن هنالك مساعدين للوزير حضروا الاجتماع ومع ذلك لم يحالوا للمحاكمة ولو شهد أحد من مديرى الأمن ممن لم يحالوا للمحاكمة بأنه أعطائهم أوامر بالتعامل بالعنف ضد المتظاهرين، فإذا أنا متهم واستحق العقاب، وقدم محامو عدلى فايد 35 حافظة مستندات تضم دفوع ورد على النيابة العامة وغيرها.
فانتقلت المحكمة بعدها إلى سماع كلمة اللواء حسن عبد الرحمن مساعد أول وزير الداخلية الأسبق لقطاع مباحث أمن الدولة المنحل، والذى ذكر فى كلمته العديد من الآيات القرآنية والأحاديث القدسية، وذكر التقرير الذى أرسله لرئاسة الجمهورية حول الأوضاع فى تونس والخوف من انتاقالها لمصر، ومساعيه للإصلاح الاقتصادى والسياسى والأمنى، خصوصاً فى ظل الأزمات الراهنة فى باقى البلاد كتقسيم السودان وعدم الاستقرار فى سوريا واليمن، بالإضافة للمشاكل الداخلية كالنوبة والبدو والصراعات الطائفية بين المسلمين والأقباط، متهماً العامل الأجنبى بالاندساس وسط المظاهرات السلمية، مما أدى إلى أحداث الشغب متسائلاً عن قضية التمويل الأجنبى والتى يحاسب فيها 19 أمريكياً، قائلاً إن أمريكا وسفارتها هبت للدفاع عنهم حتى لا ينكشف مخططهم فى مصر، وتساءل أيضاً هل كان من المصادفة خروج سيارات السفارة الأمريكية التى لا تعمل إلا بكروت ممغنطة واشتراكها فى دهس المتظاهرين والقوات على حد سواء.
وناشد فايد المحكمة فى نهاية كلمته بالبحث عن القاتل الحقيقى، وذلك للقصاص لدماء الشهداء وطلب من المحكمة أن توحد الشعب المصرى لينزعوا فتيل الغضب ويتجهوا إلى بناء الوطن، خاتماً بقول الله تعالى "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا".
أما إسماعيل الشاعر فلم يتكلم، وأكد للمحكمة أنه سيكتفى بالمذكرات التى قدمها دفاعه، وأنهم قدموا 48 حافظة مستندات أما أسامة المراسى مدير أمن الجيزة، فقال كلمة واحدة وهو يبكى "لقد ظللنا عاماً نحاول أن نثبت أننا لم نخطئ وأننا لم نفعل ما نساهم به ومثله أكد المتهم الآخير عمر الفرماوى مدير أمن أكتوبر وقت الأحداث.
موضوعات متعلقة..
"العادلى" للمحكمة: شهادتى للتاريخ.. إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا
مبارك للمحكمة: بلادى وإن جارت علىَ عزيزة وأهلى وإن ضنوا عليا كرام
للمرة الثانية.. رفع جلسة مبارك والقاضى يأمر بإخراج المدعى المتطاول
النائب العام يقدم تقرير "صحة الشعب" بنقل مبارك مستشفى السجن
رفع جلسة محاكمة مبارك للمداولة بعد مشادة بين القاضى وأحد المدعين
العادلى وجمال مبارك يفجران مفاجآت جديدة فى محاكمة القرن اليوم
قطار محاكمات ساخنة.. جلسة تعقيب دفاع المتهمين فى "محاكمة القرن".. وأولى جلسات استئناف "دومة".. ومرافعة فى قضيه أرض العين السخنة.. ومحاكمة الضباط المتهمين بقتل المتظاهرين بالدرب الأحمر
فى محاكمة القرن "مبارك" للمحكمة: بلادى وإن جارت علىّ عزيزة وأهلى إن ضنوا على كرام.. والعادلى: أقسم بالله أن ما أقوله هو الحقيقة.. ويستشهد: "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا".. ويقدم تعازيه لأسر الشهداء
الأربعاء، 22 فبراير 2012 03:03 م
جانب من محاكمة مبارك
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
احمد
ارجو تصحيح الاية القرانية
عدد الردود 0
بواسطة:
ان تصيبوا وليس حتى لا تصيبو
الايه مكتوبه غلط
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام
تعديل اهم من قضيه المخلوع كله
عدد الردود 0
بواسطة:
مصري
"ارفع راسك فوق أنت حسنى"
"ارفع راسك فوق أنت حسنى"
عدد الردود 0
بواسطة:
مهندس عمـــــــر
ستظل شامخا باذن رب العالمين ولو كره الحاقدين
عدد الردود 0
بواسطة:
alaa antar
اللهم عدلك ورحمتك بنا
عدد الردود 0
بواسطة:
ahmad
النظام
الحل هو حبس الشعب المفترى 15 يوم على زمة التحقيق
عدد الردود 0
بواسطة:
جمال عبدالحميد
انشر تعليقى الله يخليك
عدد الردود 0
بواسطة:
اصـــــــــــالـــــــــــه
بحبك ياريسنا ارجعلنا بقه المخطط باين اوي
عدد الردود 0
بواسطة:
كماله عدد
الي الرئيس السابق