سحر الصيدلى تكتب: حبيبتى دمشق

حبيبتى دمشق
بالله عليك أخبرينى ماذا حدث لك !

يا ريحانة العالم ويا زنبقة الورود.. فأنت رمز الأمن والأمان والحب والحنان.. سماؤك لحافنا وأرضك مقرنا وحبك متأصل فى كياننا... وياسمينك عطرنا وأقحوانك زينتنا وهيامك يسيطر على نفوسنا لأنك كل كرامتنا.. عودى إلينا وأنت بسمة العاشقين وعروسة لكل المتمنين وزينتك العزة والشموخ بين العالمين... لقد سألت عنك القمر وكل المحبين.. ردوا على أجمعين قائلين.. سقمك هلاكنا وبكاؤك كسر قلوبنا وآلامك زادت سهادنا.. والأموى يصدح بالسحر عودى إلينا ابعدى عنا الظالمين... لقد شممت ياسمينك الحزين العابق بنفوس كل البشر.. ألا تدرين أيتها الحبيبة... جرحك يؤلمنى وبعادك يقتلنى ويجعل قطرات حبرى لا تروى آلامك وكلماتى لن تعبر عن مكنون قلبى فأنا مغرمة بترابك وعاشقة لتاريخك وسنسحق كل من يحاول إيذائك أو النيل منك لأنك أنت التاريخ وأنت العراقة والأصالة منذ الزمن القديم.

تمزقت روحى خلف جدران الشوق إليك المعطر بأرواح شهدائك ومعهم (قاسيون) يئن ويصرخ ويبكى على أرواح المغدورين.. والطرقات تغيرت معالمها وباتت مضرجة باللون الأحمر الحزين
مخطئ جدا من يظن أننى عنك من اللاهين وأننى ارتوى بغير حبك.. فأنت عمرى وحبى وكل العالمين أحضن اسمك وعلمك بين أضلعى وأهيم بهم بكل الطرقات شوقا وشموخا لأنهم أنا وأنت وكل الناس أجمعين... اعذرينى لأن دموعى تأبى أن تجف أو تتوقف عن الأنين وأنا أرى دمارك وهلاكك وشهداءك فهل أقول كفى كفى.. هل هناك من مزيد... لا تلومونى إن لم أكتب عنك من حين فقد سكنت حروفى وخرست أقلامى وتشتت عقلى وأنا أرى أعداءك تاركين قلبك ينزف من الوريد وهم يتراقصون ويتمايلون على جراح أبنائك ونحن لهم غير قادرين.

من دمى من شرايينى سأكتب اسمك يا وطنى على كل الدروب وعلى جميع القبور وفى كل الطرقات والساحات، وأعلن أن ليلك لن يطول وألمك سيزول بعد أن طعنوك وعن النوم والأمان أبعدوك فهم أعداء النجاح والأمن والاستقرار... وأعتذر من شجرة الياسمين لأنها ذبلت ومن شجرة الزيتون لأنها قطعت ومن شجرة النارنج لأنها حزنت وأبت الثمر شجرة التين وكلنا يعترينا الوجع والألم والأنين.. ولكن ليعلم الجميع أنك ستظلين شامخة جبل لا تهزه الريح وسيشرق يومك عن أمل جديد ويزهر ياسمينك وتصبح أيامك كلها عيد... لأن أبناءك تحبك وتهواك وستبعد عنك الطامعين.