حل الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أمس الثلاثاء، ضيفاً على برنامج أهل البلد بقناة 25 يناير، حيث التقى على مدار الساعة والنصف بالإعلامى عاصم بكرى وتطرقا للعديد من القضايا والموضوعات المهمة التى من شأنها توضيح صورة الدكتور العوا وآرائه كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية.
واستهل الدكتور العوا حديثه موضحاً أن قرار خوض الانتخابات الرئاسية جاء بعدما ناداه العديد من أبنائه باتخاذ هذه الخطوة لتلبية نداء الوطن وخدمته، وألمح فى هذا الإطار أن الترشح للرئاسة جاء استكمالاً لمهمته التوعوية التى قام بها على مدار السنوات الماضية من خلال العمل الفكرى الذى يؤدى بدوره للعمل السياسى من خلال جمعية مصر للثقافة والحوار وإلقاء العديد من الندوات فى المدارس والجامعات.
ثم انتقل الدكتور العوا لأحد النقاط الشائكة وهى التفرقة بين المرشح ذى التيار الإسلامى وذو الخلفية الإسلامية، موضحاً أن تلك التفرقة غير دقيقة، لأن الإسلام يتسع للجميع ولا يحتاج لتيار يمثله لأنه تيار يسرى فى جسد الأمة، تستعيد به مكانتها التاريخية، فإذا ما حجمنا الإسلام فى حركة سياسية نكون قد حصرنا الإسلام فى حجم هذه الحركة وأنا لا أوافق على هذا.
وأشار الدكتور العوا أنه يفتخر بكونه مفكراً إسلامياً وسطياً بعيداً عن التشدد والتطرف، حيث أن الإسلام هو دين تبشير وتيسير وليس العكس.
وأجاب العوا على سؤال عن عدم انتمائه إلى أى من التيارات الإسلامية المنظمة، قائلا: ظننت دائما أن خدمة الإسلام من الموقع الفكرى أكثر فائدة من الموقع التنظيمى، لقد احتاج الموقع الفكرى الإسلامى دائما إلى من يقدمون أنفسهم فداء لفكرة الإسلام وعلمنى هذا عدد كبير من شيوخى منهم حسن العشماوى والشيخ مصطفى شلبى، ولكن هذا لا يمنع كونى لدى علاقات جيدة مع العديد من الجهات التنظيمية تطورت لصداقات على مر الزمان، كما أنى أعمل لدى بعض هذه التنظيمات مستشاراً فى بعض الأحيان.
ورداً على علاقته بالإخوان المسلمين، علق الدكتور العوا مبتسماً : "أقول دائما لقد ولدت على باب شعبة الإخوان"، وكان بين أبى وحسن البنا صلة طويلة استمرت حتى استشهاد البنا، الإخوان بالنسبة لى جزء من التكوين العام، لكن أنا كما قلت لك "كل مشايخى نصحونى أن أستمر فى طلب العلم"، ومنهم من قال لى: أتريد أن تخدم الإسلام والإخوان؟ فقلت: نعم. فقال لى: تعلم جيدا كى تتمكن من نفعهم، كما أضاف أن الإخوان المسلمين رقم بالغ الأهمية فى الانتخابات الرئاسية ولكنهم ليس الفصيل الوحيد على الساحة أما بالنسبة لتأييدهم لمرشح بعينه فهو شىء خاص بهم ولا يمكن لأحد أن يلومهم أو يعارضهم فى قرارهم أياً كان.
وقد تطرق الحوار إلى علاقات مصر الخارجية ورؤية الدكتور العوا لعلاقات مصر الخارجية الحالية، حيث قال إن مصر فقدت مكانتها الخارجية بشكل كبير فى عهد مبارك، حيث كانت هناك تبعية واضحة لإسرائيل وأمريكا بل إن أمريكا عبرت عن ذلك عند تنحى مبارك، حيث أعلنوا أنهم فقدوا كنزاً استراتيجياً فقد اعتادوا أن تنفذ مطالبهم فى مصر قبل أن يتم حتى إعلانها فى الإذاعة الأمريكية ولعل أحد أهم أسباب التبعية الأمريكية هى المعونات الأمريكية والتى تمثل نقطة ضعف لا يمكن إغفالها.
كما أضاف أن أصل العلاقات الخارجية هى مصلحة الوطن، وهو ما لا يجب التفاوض عليه سواء مع أمريكا أو إسرائيل أو أى من الدول المجاورة، مؤكداً أن مصر لا يمكن الاستغناء عنها عالمياً ولا يمكن أن تنغلق إقليمياً ولن تموت فستظل دائماً هادية ورائدة وقوية ومرابطة.
وفى هذا الإطار، تحدث الدكتور العوا عن اتفاقية كامب ديفيد منوهاً أنها عقد بيننا وبين الإسرائيليين وقد أمرنا الله تعالى أن نوفى ونلتزم بالعقود، إلا فى حالة الالتواء من الطرف الآخر فى هذه الحالة سنلجأ للتفاوض وإذا فشلنا فى التفاوض بالطرق السلمية فلكل حادث حديث، ولكنه أكد على أن مصر ليست بالدولة الضعيفة، أما بالنسبة للشروط التى تعتبر شروطا مجحفة فى اتفاقية كامب ديفيد وغيرها مثل الشرط الذى منعنا من الوقوف بجانب إخواننا الفلسطينيين فى حرب ٢٠٠٩، فيجب أن يعاد النظر فيها، وعلى الجانب الآخر فهناك شروط تخرقها إسرائيل وكانت مصر تغض الطرف عن هذه الاختراقات، ولكن لن يحدث ذلك فى العهد الجديد.
ولام الدكتور العوا على المجلس العسكرى الفترة الطويلة بين فتح باب الترشح وإغلاقه.
ثم انتقل للتعليق على اللجنة المؤسسة للدستور، مشيراً إلى أنها يجب أن تضم جميع التيارات مثل العلماء والقانونين والرياضيين والفنانين وممثلى المهن والحرف لكى تمثل كافة فئات وأطياف الشعب المصرى، كما ألمح أن من حق البرلمان أن يختار أعضاء اللجنة دون إجبار أو اعتراض.
وقد تعرض الدكتور العوا لملامح برنامجه الانتخابى والذى سيركز على إعادة اكتشاف الإنسان المصرى وإقامة دولة القانون إضافة إلى التركيز على المحور الاقتصادى من حيث التركيز على المشاريع متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، ثم المشروعات الكبرى التى تحتاج إليها مصر للنهوض باقتصادها، علماً بأن مصر لديها فرصة كبيرة لمشاريع ضخمة جداً تعبر بالاقتصاد المصرى من كبوته الحالية، مؤكداً أن الرئيس القادم سيضع الاستراتيجية الجديدة للاقتصاد المصرى، ولكن لن يجنى ثمارها سريعاً لأنه عليه أن يضع الخطوط العريضة لخطة وطن كامل.
وحول الرئيس الجديد ومقولته إنه سيصبح خادماً للشعب إذا تم انتخابه قال العوا: "المصريون يحبون أن يكون لهم رئيس يحقق المصالح ويدرأ المفاسد ويناقش باسم الوطن ويقودهم بقوة إذا احتاج الوطن القيادة"، لا نريد رئيسا متكبراً، لا نريد رئيساً لم يركب الأوتوبيس أبدا، نريد رئيسا مننا، نريد خادماً عزيزاً كريماً يعرف الوطن ويخدمه".
واختتم الحوار بالتحدث عن مصدر تمويل حملته الانتخابية، مشيراً إلى أن كل ما هو فائض عن احتياجات أسرته ومكتبه يخصص لحملته الرئاسية، إضافة إلى بعض التبرعات المصرية من بعض المصريين الطيبين، وأكد بشدة أنه لن يقبل ولم يقبل بالتمويل الأجنبى ولا يرى أنه من الصواب تمويل الحملات الرئاسية من أصول أجنبية، كما أنه ليس مع وضع حد أدنى أو أقصى للحملات الانتخابية لأن الناس قادرة على أن تحكم على المرشح بشكل صائب دون التأثر بالحملات الانتخابية.
العوا: ولدت على باب شعبة الإخوان.. والتفرقة بين المرشحين الإسلاميين غير دقيقة لأن الإسلام يتسع للجميع.. أخشى وصول التمويل الأجنبى لحملات الرئاسة.. كامب ديفيد عقد مع إسرائيل والله أمرنا بالوفاء بالعقود
الأربعاء، 22 فبراير 2012 06:37 م