الانتخابات الرئاسية اليمنية تنجح فى الشمال وتتعرقل بالجنوب.. أحمد صالح يصوت لنائب الرئيس وابن عمه يحيى ينادى المشير منصور بـ"الرئيس"..مد فترة التصويت فى الشمال ساعتين ومقتل عضو لجنة وامرأة فى الجنوب

الأربعاء، 22 فبراير 2012 04:53 م
الانتخابات الرئاسية اليمنية تنجح فى الشمال وتتعرقل بالجنوب.. أحمد صالح يصوت لنائب الرئيس وابن عمه يحيى ينادى المشير منصور بـ"الرئيس"..مد فترة التصويت فى الشمال ساعتين ومقتل عضو لجنة وامرأة فى الجنوب جانب من الانتخابات اليمنية
رسالة صنعاء مصطفى عنبر

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء


انتهت مساء أمس، الثلاثاء، عملية التصويت فى الانتخابات الرئاسية اليمنية حيث أعلنت اللجنة العليا للانتخابات برئاسة القاضى، محمد حسين الحكيمى، انتهاء عمليات الاقتراع فى مؤتمر صحفى عقدته اللجنة بأحد فنادق اليمن بالعاصمة صنعاء، وقد أبدى القاضى الحكيمى سعادته بنجاح خط سير الانتخابات فى شمال اليمن، كما أعرب عن أسفه من المناقصات التى شهدتها بعض محافظات الجنوب مثل عدن تحديدا والمكلا والضالع ولحج، حيث حدثت مقاطعة للانتخابات بتلك المناطق وعندما وجد المقاطعون أنفسهم لن يربحوا المقاطعة انتقلوا الى مرحلة المقاومة وبالفعل أحرقت بعض الصناديق واقتحمت بعض الدوائر.

أمام هذه الظروف توحد رأى القائمين على اللجنة الإشرافية فى محافظة عدن أن يحافظوا على ما قدم من اقتراع وفى الساعة الثانية بعد الظهر وجهوا تعليمات بسحب كل اللجان وتوجيهها إلى عدن، ولكن أثناء ذلك قتل ثلاثة من أفراد الجيش وأحد أعضاء اللجان الانتخابية وامرأة.

الجو العام فى الشمال وتحديدا العاصمة صنعاء كان يتمتع بهدوء شديد خاصة فى الساعات الأولى من صباح أمس، فالشوارع تكاد تكون خالية من المواطنين، معظم المحلات التجارية مغلقة، وكان الأكثر حضورا فى كل الطرق والحوارى اليمنية صور الدعاية الانتخابية لنائب الرئيس، المشير عبد ربه منصور هادى، المرشح التوافقى لتولى الرئاسة والذى تجرى حولة الانتخابات الرئاسية بمفرده دون منافسين، وذلك طبقا لما نصت عليه آليات مبادرة دول الخليج التى طرحت للتسوية السياسية فى اليمن وقضت أن يتولى منصور هادى الرئاسة لمدة سنتين يتم خلالها إعادة هيكلة الجيش بعد ستة أشهر من توليه السلطة ومن ثم المضى فى تحقيق مطالب الثورة وبناء يمن جديد ثم يتم إجراء انتخابات رئاسية أخرى ولكن تنافسية.

الغريب فى الأمر أن أحمد على صالح نجل الرئيس السابق على صالح ذهب للتصويت فى الانتخابات الرئاسية بدائرتة الانتخابية بأمانة العاصمة لينهى بصوته حكم والده، كما صوت أيضا فى تلك الانتخابات ابن شقيق الرئيس يحيى صالح الذى نادى المشير عبد ربه منصور هادى بـ"الرئيس".

"اليوم السابع" تجول فى عدد من لجان الدوائر الانتخابية فى صنعاء، ولوحظ تواجد أمنى مكثف داخل تلك اللجان من قبل قوات الحرس الجمهورى وألوية الجيش اليمنى، ففى بداية فتح اللجان الانتخابية كان الإقبال على التصويت ضعيفا إلى حد ما، ولكن بعد الساعة التاسعة صباح أمس بدأت أعداد الناخبين تتزايد بشكل ملحوظ وظل الوضع هكذا حتى فترة الظهر بعدها بدأ الاقبال يتراجع مرة أخرى ولكن هذه المرة لأسباب، فهناك عادة يمنية يومية تتم فى هذا الموعد تسمى"تخزين القات"، هذا القات هو نوع من أنواع المخدرات وعبارة عن أعشاب ورقية تشبة "الجرجير" ولكن أوراقة أعرض قليلا، ومباح بيعه فى كافة أرجاء اليمن، ويباع فى أكياس لدرجة أنك تجد 90% من اليمنيين"متجولين بعد الظهر بأكياس القات" بعد الظهر، والقات ليس له سوى طريقة استعمال واحدة حيث يؤكل ورقة واحدة تلو الأخرى ولكن لا يبلع فقط يبلع سائله أما الورقة تمضغ وتوضع فى أى جانب من الفم ثم يمضغ كمية كبيرة منه حتى تجد أحد الخدين منتفخا لدرجة أن الجاهل لهذا الأمر يعتقد أن هذا الشخص الذى يخزن يضع أسفل خدة كورة"بلياردو".

وتوجه السفير الألمانى لدى اليمن، هولجر جرين، لعدد من الدوائر الانتخابية لتفقد عملية التصويت وقد أبدى سعادته بحجم الاقبال والمشاركة فى الانتخابات قائلا:" لم أتوقع أن الاقبال سيكون بهذا الشكل الرائع خاصة أن بعض وسائل الإعلام قالت إن الاقبال سيكون ضعيفا".

وأشار جرين لـ" اليوم السابع" إلى أن هناك انتقادات للعملية الانتخابية برمتها فيما يتعلق بوجود مرشح واحد فقط للانتخابات الرئاسية، لكنه يعتقد أن الغالبية العظمى من اليمنيين فهموا أن هذه الانتخابات ليست أكثر من عملية انتقالية لبداية جديدة.

مؤكدا على أن الانتخابات الرئاسية لو كانت تنافسية فى الوقت الحالى لكانت حدثت مشاكل لا تستطيع اليمن تحملها.

وقد شهدت اللجان الانتخابية بأمانة العاصمة إقبالا كثيفا من قبل المرأة اليمنية التى حرصت على الإدلاء بصوتها لنائب الرئيس على اعتبار أن اليمن بعد نجاح تلك الانتخابات سيشهد نقلة نوعية فى تاريخه الانتخابى والرئاسى، معلقات آمالهن على الرئيس الجديد فى تحسين أوضاع اليمن خاصة اقتصاديا بالإضافة وانتشال اليمن من الثرى الذى غطاه فى عهد على عبد الله صالح.

المزاج العام فى ساحة التغيير بصنعاء كان إلى حد كبير لايمانع تلك الانتخابات، لكن كانت هناك تباينات فى الرأى والبعض امتنع عن التصويت، حيث قالت عفراء على الحبورى 22 سنة "نحن لم نصوت لهادى لأنه إلى الآن لم يثبت لنا أنه سيلتزم بتحقيق أهداف الثورة التى خرجنا من أجلها وضحى أبناء الشعب من أجل تحقيقها، ولكننا فى نفس الوقت لم نقف ضد الانتخابات ولا ضد العملية التوافقية ليقيننا بأنه أفضل حل استطاع أن تصل إليه الأطراف السياسية فى اليمن لنقل السلطة سلمياً فى ظل الظروف الحالية التى أوصلنا إليها صالح".

وتابعت:"بالرغم من يقين الشعب بأن العملية لا انتخابية ولا ديمقراطية إلا أن رغبته ويقينه بضرورة التغيير أخرجته ليقول لا لصالح وليس نعم لهادى.

وفى هذا اليوم لم ينتصر هادى فى الانتخابات وإنما انتصرت إرادة الشعب وانهزم على صالح.ونحن كشباب ثورة نطالب هادى بأن يقف موقفاً تاريخياً يسجل ببيان تاريخى فى وسائل الإعلام يعلن فيه اعترافه بالثورة والتزامه بتحقيق أهداف الثورة ومطالبها والتى على رأسها إقامة الدولة المدنية الحديثة التى لن تقوم إلا بإعادة هيكلة الجيش أولا وتحييده عن الصراع السياسى العائلى.حتى لا يبقى كما هو الآن عائقاً أمام التغيير المنشود ببناء يمن جديد يتجاوز صالح وتركات الماضى.وعلى هادى أن يلتزم بتحقيق العدالة الانتقالية وفق أهدافها ومعاييرها الدولية ولكن مع مراعاة خصوصية الحالة اليمنية".

وأضافت عفراء"نحن كشباب ثورة نحترم آراء الجميع من المصوتين والمقاطعين لكن كل منهم يخدم القضية اليمنية ولكن بطريقته الأولى يرى بأن التصويت أفضل لأنه سيخرج صالح عبر الانتخابات والطرف الآخر يرى أنه سيظل ينتهج النهج الثورى فى الساحات ليمثل خط رجعة لجميع الأطراف فى حالة عدم قيام هادى بالتزامه أمام الثورة".

من جهة أخرى، قال حمزة الكمالى 23 سنة أحد الشباب من ساحة التغيير بصنعاء إن شباب الثورة بتباين موقفهم من المشاركة إلا أنهم لم يكونوا حجر عثرة أمام العملية الانتخابية التى هى أحد وسائل رحيل صالح والتى نهجت النهج السلمى الذى ابتدعه شباب الثورة لينهوا ثقافة العنف التى سيطرت على المشهد اليمنى سنوات.

ولكن بحسب قول الكمالى فإنهم لن يعترفوا بهادى كرئيس فعلاً إلا إذا اعترف بأهداف الثورة وسعى فعلا لتحقيقها، وأكد أن شباب الثورة باقون فى الساحة حتى يتم إرساء أعمدة الدولة المدنية والتى لن تقوم إلا بهيكلة الجيش على أساس وطنى يكفل لليمن الأمن والاستقرار.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة