على أوتار الوحدة القاتلة جلس ببقايا سنوات مضت بملامح فتات أحلام ظلت معلقة على جدران الزمن، معاناة الفقد ترتطم بجدران قلب أصابه الإرهاق مل الانتظار من عودة ابنه، يعانق ذكرياته الهاربة بذاكرة شاردة فى مساء موشح، يعانق بقايا حنين بنظرات حائرة بدموع غائرة، صور على الجدران لطيور مهاجرة حلم ينمو فى أحشاء الغربة الواهمة من أجل حياة هانئة، خلف أسوار الحياة أشياء جميلة تتساقط فى خريف العمر يجاورها الكآبة تولد من رحم الخوف بأنفاسها السامة يحاول الخروج من دائرة الحزن.. يرجع بذاكرة الزمن إلى الخلف يداعب ابنه فى الصغر، صدى كلماته ترن فى أذنه.. يحاول أن يحضنه يجده سرابا.. يتمتم بصوت مرتعش بنهر من الدموع أشتاق لرؤيته ما زال ينتظر.. يرن الهاتف يعتذر الابن عن النزول لظروف العمل القهرية.. كما اعتاد أن يسمع منه، تنتابه حالة من الاستياء ويتذكر نفس الشىء فى غربته عندما كان يعتذر لأبيه عن النزول فى إجازته السنوية مرات عديدة وفقده دون أن يراه.
يترك الهاتف وصوت ابنه ما زال مستمرا.. يزداد نداء الآهات بداخله يشعر بقشعريرة فى جسده المنهك يسقط من يده المرتعشة البوم الصور.
عقارب الساعة تتوقف عن العمل.. يخفق القلب بشدة يفقد بداخله كلمات الصبر التى كان يقاوم بها صدأ البعد.. ينادى لا يسمعه أحد فى أرضه القاحلة.. روح بلا جسد.. لا يتنفس إلا الوجع تسقط من يده كل ذكريات العمر الجميلة تلفظه المعانة من رحم الألم بعد لحظات كتب على الورق بأنامل مرتعشة.. خرجت الروح ولم تعد.
عصام كرم الطوخى يكتب: صدى الأيام فى الأرض القاحلة
الثلاثاء، 21 فبراير 2012 02:03 م