سعيد الشحات يكتب: 7ملاحظات على الأستاذ هيكل فى كتابه: «مبارك وزمانه»

الثلاثاء، 21 فبراير 2012 11:34 ص
سعيد الشحات يكتب: 7ملاحظات على الأستاذ هيكل فى كتابه: «مبارك وزمانه» الكاتب الكبير محمد حسنين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄ ألمح لتورط مبارك فى اغتيال الإمام المهدى بالسودان بـ«سلة مانجو».. وقال عن نفس القضية على قناة الجزيرة: «جريمة غامضة وما كانش مصريين مشتركين فيها»

◄ السادات يتشاور معه حول اختيار نائب «عسكرى» للرئيس فيرد هيكل: «أنت بمبارك عسكرت الرئاسة».. ثم يسأله السادات: «ما رأيك فى مبارك؟ فيرد الأستاذ: اسمه لم يخطر ببالى»!

◄ فى كتابه «مدافع آية الله»: وقّع مدير المخابرات المصرية على اتفاقية «السفارى» دون تحديد الاسم.. وفى «مبارك وزمانه» وقّع عليها أشرف مروان «رئيس الهيئة العربية للتصنيع»

فى كتابه «مبارك وزمانه.. من المنصة إلى الميدان»، الذى انتهت الزميلة «الشروق» من عرض حلقات منه يوم الأحد الماضى، يأخذنا أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل، إلى محطات تاريخية دارت وقائعها منذ سبعينيات القرن الماضى، قبل أن يتولى مبارك موقع نائب رئيس الجمهورية، باختيار من الرئيس الراحل أنور السادات، ويستدعى حشدا كبيرا من الوقائع معظمه طرف فيه، ويسعى كلما أمكن لتأكيد ما يذكره بالوثائق، ويضع كل ذلك فى قالب تحليلى لإثبات الجملة التى أوردها فى بداية الحلقات نقلا عن «الواشنطن بوست» يوم 7 أكتوبر 1981 عن الرجل الذى سيخلف السادات، وهى: «أنه حتى هؤلاء الذين يقال إنهم يعرفون مبارك هم فى الحقيقة لا يعرفون عنه شيئا».

يقدم «الأستاذ» فى كتابه، مبارك بأبعاد شخصية ونفسية، ليثبت منها أننا أمام رجل بلا تجربة سياسية حين بدأ العمل نائبا للرئيس، وأن طبيعة تكوينه تهزم أى محاولات للتعلم، وأن ثنائية «الموظف والمنفذ» تحكمت فيه منذ أن كان ضابطا طيارا، وحتى أصبح رئيسا، ويضعنا هيكل أمام طرق وبراهين لإثبات هذه الثنائية، بحكايات عن طريقة تعامل وأسلوب كلام مبارك مع غيره، وسرد وقائع سياسية غطت مصر نحو 40 عاما، وبعضها يستحق التوقف خاصة تلك الحكايات التى كان الأستاذ طرفا فيها، وروى جانبا منها سابقا، لكنه أعادها فى «مبارك وزمانه» بطريقة أخرى، بالاضافة إلى ملاحظات أخرى تستحق التوقف عندها.



> ملاحظة أولى: «الفريقان فوزى وصادق يردان»
- فى محاولة إثبات هيكل لمفهوم «مبارك الموظف والمنفذ»، يحدثنا فى الحلقة الثانية متعجبا كيف استطاع مبارك أن يظل محتفظا بموقعه رئيسا لأركان سلاح الطيران، مع أربع قيادات للسلاح بعد «نكسة 1967» صدقى محمود، ومدكور أبوالعز، ومصطفى الحناوى، وعلى بغدادى، ولم يستطع أحد منهم استكمال فترته الطبيعية، وكل واحد منهم أجرى تغييرات وتنقلات وبقى مبارك؟
هذا التعجب سنكتشف أنه ليس فى موضعه، لسببين، الأول- وحسب قول هيكل نفسه-: «سمعت الفريق محمد فوزى وزير الدفاع، يقدم مبارك عند جمال عبدالناصر عندما رشحه له رئيسا للأركان فى سلاح الطيران أثناء حرب الاستنزاف، وكانت شهادة الفريق محمد فوزى تزكيه لما رشح»، أما السبب الثانى فيأتى من إجابة الفريق محمد أحمد صادق وزير الحربية «التالى لفوزى» على سؤال لهيكل: «هل يقدر مبارك؟، فكان رد صادق لهيكل: «إنه الضابط الأكثر استعدادا فى سلاح الطيران الآن بعد كل ما توالى على قيادة السلاح من تقلبات، وأول مزايا مبارك أنه مطيع لرؤسائه ينفذ ما يطلبون، ولا يعترض على أمر لهم».

- المقطع السابق يحتوى على خطأ معرفى وهو أن الفريق أول محمد فوزى كان وزيرا للحربية، وليس كما ذكر الأستاذ «وزيرا للدفاع»، وهناك خطأ معرفى آخر فى الحلقة «14»، حين يتحدث عن اتهام خالد عبدالناصر فى قضية «شباب مصر الأحرار» والصحيح قضية «ثورة مصر».

السؤالان السابقان من «الأستاذ» والذى يطرح واحداً منه، ويطرح الثانى على الفريق صادق يشيران إلى أنه كان متشككا فى قدرات مبارك منذ أن بدأ رحلة الصعود كقائد لأركان سلاح الطيران، ثم قائدا للسلاح، فى حين أن تأمل السياق التاريخى يقود إلى عدم منطقية السؤالين، فمهمة الفريق فوزى فى بناء الجيش بعد نكسة 1967 بعد أن تولى وزارة الحربية قامت على احترافية الجيش قتاليّا، وإبعاده عن التورط فى السياسة عكس ما فعله عبدالحكيم عامر، وبهذا المعيار اختار فوزى قيادات جديدة للجيش من بينهم مبارك وخاض الجيش حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر بهذا التشكيل الجديد.

> ملاحظة ثانية: «تناقض سلة المانجو»
سؤال هيكل إلى الفريق محمد أحمد صادق: «هل يقدر؟» جاء فى سياق رواية الأستاذ عن «لقاء المصادفات العابرة» له مع مبارك، الذى التقاه لأول مرة بالصدفة فى مكتب الفريق صادق، ويذكر هيكل ما حدث فى اللقاء حيث روى لصادق، عن سماعه لحكاية تورط مبارك فى وضع متفجرات فى «سلة المانجو» تم إرسالها إلى زعيم المهدية الإمام الهادى المهدى وأدت لاغتياله، وذلك فى بعثة ترأسها السادات عام 1970 إلى الخرطوم للوقوف إلى جانب الرئيس السودانى جعفر النميرى فى مواجهة تمرد المهدية، وكان تعليق صادق لهيكل أنه «سمع مثلما سمعت ولا يعرف أكثر».

لكن المثير أن قصة سلة المانجو «تعرض لها» الأستاذ «فى حلقاته» مع هيكل على قناة «الجزيرة» عام 2010 وقال بالنص: «أنا شايف فى جرائد السودان كلام عليه، وفى إعادة تحقيق فيه لأنه حصل حاجة غريبة قوى، أن الإمام المهدى خرج من جزيرة آبا واتجه شرقا إلى كسلا لكن حصل له واحدة، مرة أخرى جريمة من هذه الجرائم الغامضة التى تحدث فى منطقتنا، لأنه وهو فى طريقه إلى كسلا سرا، ومعه مجموعة من أنصاره، قدمت له سلة فاكهة، أظن مانجا سودانى مش مصرى، يعنى كانت ملغمة وقتل وأظن حتى هذه اللحظة لم يعرف من قاتله، وإن كان فيه بعض إخوانا فى السودان شطحوا، شطح بهم الجموح لكنهم كلهم يعرفوا أنه ما كانش فى مصريين مشتركين فى هذا، لكن بقيت جريمة غامضة، أضيفت لجرائم غامضة أخرى، يعنى عندنا فى الشرق الأوسط أو فى العالم العربى مليان جرائم».

> ملاحظة ثالثة: «مبارك نائبا للسادات»
- فى قصة اختيار السادات لمبارك نائبا له، يكشف هيكل عن استشارة السادات له حول هذا الاختيار فى لقاء بينهما فى استراحة القناطر عام 1975، ولنقرأ النص حول ذلك بالتدقيق، ونؤجل التعليق لما بعد قراءته:

قال السادات: «الدور الآن على جيل أكتوبر، ولابد أن يكون منه ومن قادته اختيارى لنائب الرئيس الجديد»، وأضاف الرئيس السادات مرة أخرى دون أن ينتظر ردا: «جيل أكتوبر فيه خمس من القيادات أولهم وهو أحمد إسماعيل» توفى، والآن أمامى «الجمسى» «وكان مديراً للعمليات أثناء الحرب، وأصبح وزير الدفاع بعد أحمد إسماعيل»، ثم محمد على فهمى قائد الدفاع الجوى، ثم حسنى مبارك قائد الطيران، ثم قائد البحرية «هكذا أشار إليه دون اسم» ويقصد الفريق فؤاد ذكرى.

وأضاف: «لابد أن يكون اختيارى ضمن واحد منهم»، ورددت عليه بعفوية متسائلا: «ولماذا يحشر نفسه فى هذه الدائرة الصغيرة؟، - أقصد لماذا يتصور أن جيل أكتوبر هو فقط هؤلاء القادة العسكريون للمعركة؟».

يضيف هيكل: رد «السادات» بطريقة حين يريد إظهار الحسم: «أنت تعرف أن الرئيس فى هذا البلد لخمسين سنة قادمة لابد أن يكون عسكريا، وإذا كان كذلك فقادة الحرب لهم أسبقية على غيرهم»، وقلت والحوار تتسع دائرته: «إن أكتوبر كانت حرب كل الشعب، ثم إنك قلت لى الآن عن اعتزامك تكليف وزير الداخلية اللواء ممدوح سالم برئاسة الوزراء»، وأخشى باختياره أنك قد «بولست» «عن البوليس» الوزارة، ثم إنك بـ«مبارك» نائبا لك تكون قد «عسكرت» الرئاسة، وربما يصعب على الناس قبول الأمرين معا فى نفس الوقت.

ويتواصل الحوار بين الاثنين حتى يسأل هيكل الرئيس السادات:
ليكن لماذا لم تفكر فى الجمسى مثلا؟.
ورد «السادات» بسرعة:
لا، الجمسى لا يصلح للرئاسة، الجمسى فلاح وهو ليس من نحتاجه فى منصب نائب الرئيس الآن.
يضيف هيكل: «أدركت أن لديه مرشحا وسألته فيمن يفكر، ورد على الفور على السؤال بسؤال كما كان يفعل أحيانا: (ما رأيك فى) حسنى مبارك؟»، وقلت إن اسمه لم يخطر ببالى، وإنما خطر ببالى مع إصراره على عسكرى من جيل أكتوبر، أن يكون نائبه الجديد إما الجمسى أو محمد على فهمى، فإذا أراد غير هذين فقد يفكر فى واحد من قادة الجيوش، ورد: «لا، لا أحد من هؤلاء يصلح، مبارك أحسن منهم فى هذه الظروف».

> أعد قراءة النص السابق جيدا وانتبه لترتيبه لتكتشف خطأ كبيرا هو:
- أن هيكل قال للسادات: إنك بـ«مبارك» نائبا لك تكون قد «عسكرت الرئاسة»، وجاء هذا القول من هيكل قبل أن يكشف السادات اسم النائب الذى سيختاره.

- بعد أن يطلق هيكل تحذيره للسادات من اختيار مبارك، يسأله هيكل: فيمن تفكر؟، فيرد السادات بسؤال: «ما رأيك فى حسنى مبارك؟»، فيرد هيكل: «إن اسمه لم يخطر ببالى».

هل جاء خطأ هذا الترتيب كسهو فى ترتيب الصياغة الصحفية؟، أم أن هناك قصدا آخر قد يفسره البعض بأن «الأستاذ» كان يعلم نية السادات بتعيين مبارك نائبا قبل أن يفصح عنها صراحة؟، وإذا كان قصده معرفة ما ينتويه السادات، فإن الصياغة تفتقد إلى التنويه لذلك.

> أشرف مروان أم كمال حسن على؟
قصة تكوين «مجموعة السفارى» ودور مبارك فيها، وهى القصة التى جاءت فى الحلقة السادسة بعنوان: «فى باريس حكايات أخرى»، والمنشورة يوم الخميس «26 يناير»، حملت تناقضات فى وقائعها مع وقائع أخرى عن «السفارى» رواها «الأستاذ» فى كتابه «مدافع آية الله»، الذى يروى فيه قصة الثورة الإسلامية فى إيران عام 1979 التى اقتلعت نظام شاه إيران محمد رضا بهلوى.

كانت الطبعة الأولى من «مدافع آية الله» عام 1982، والطبعة التى قرأتها هى السادسة عام 2002، وفى فصل بعنوان: «شرطى المنطقة» يحتل الحديث عن مجموعة السفارى ثمانى صفحات «148 - 155»، وكان كشف هيكل لسر هذه المجموعة سبقا صحفيا أثار جدلا كبيرا وقتها، ووفقاً لما يذكره الأستاذ فإن «مجموعة السفارى»، تكونت فى منتصف السبعينيات، من خمس دول، هى: السعودية، والمغرب، وإيران، ومصر، وفرنسا صاحبة الفكرة، بعد أن تولى رئاستها فاليرى جيسكار ديستان «1974 - 1981»، وكانت وظيفتها الرئيسية، مواجهة «تهديد الاتحاد السوفيتى لدول القارة الأفريقية بتوسعه للنفوذ فيها».

فى كتابه «مبارك وزمانه» يتحدث هيكل عن رحلة كشفه لسر تكوين «مجموعة السفارى» ودور مبارك فيها، مشيرا إلى أربعة لقاءات، الأول مع فاليرى جيسكار ديستان الرئيس الفرنسى «1974 - 1981»، وأسفر عنه لقاء ثان مع مدير المخابرات الخارجية الفرنسية «الكونت الكسندر دى ميرانش»، ولقاء ثالث عام 1982 مع فرنسوا ميتران الرئيس الفرنسى «1981 - 1995»، وأسفر عنه لقاء رابع مع «دى ميرانش»، وهو اللقاء الثانى بين الأستاذ ومدير المخابرات الخارجية لفرنسا وكان على المعاش.

فى لقاء ديستان وهيكل بقصر الإليزيه «1977»، تحدث الرئيس الفرنسى عن أفريقيا وانشغاله بها، و«اعتقاده بأن تغلغلا شيوعيا يتسرب حثيثا إليها»، مضيفا لهيكل: «إن العرب يجب أن يتمثلوا خطورة الأوضاع فى أفريقيا، لأن التحدى الذى يواجهه العرب والغرب معهم تحد خطر»، أما اللقاء الثانى فجاء نتيجة لقول ديستان لهيكل، إنه سيطلب من الكونت الكسندر دى ميرانش «مدير المخابرات الخارجية الفرنسية» الاتصال بالفندق الذى يقيم فيه بباريس، وفى إحدى قاعات الفندق حدث اللقاء بينهما.

أما اللقاء الثالث لـ«الأستاذ»، فكان مع الرئيس فرنسوا ميتران «1981 - 1995»، وتم اللقاء فى يناير 1982، بعد الإفراج عنه مع عشرات السياسيين الذين اعتقلهم السادات فى حملة 5 سبتمبر 1981، وفى اللقاء توجه ميتران بسؤال لهيكل عن رأيه فى «الرئيس الجديد مبارك»، فأجاب هيكل: «يبدو أنه رجل معقول، يستطيع أن يتعلم من منصبه ويكبر فيه»، ورد ميتران: «على أى حال فإن بعض الناس عندنا يعرفونه جيداً»، وكان الكونت دى ميرانش «هو المقصود بقول ميتران»، وتم اللقاء الثانى معه بعد سنوات من اللقاء الأول.
كان سؤال الأستاذ لمسؤول المخابرات الفرنسية السابق، عما إذا كان يعرف رئيس مصر الجديد «مبارك»؟، فأجابه: «طبعا.. طبعا أعرفه، لقيته فى إطار مجموعة السفارى التى أذكر أننى حدثتك عنها قبل سنوات»، فى البداية كان أشرف مروان هو الذى يمثل الرئيس السادات فى المجموعة، وبعد سنتين غاب أشرف مروان، وحل محله «مبارك».. وكشف «دى ميرانش» لهيكل فى هذا اللقاء أنه تابع مبارك منذ أن ظهرت صورته أمامهم لأول مرة فى أجواء صفقة طائرات «الميراج» «106 طائرة»، التى عقدته ليبيا مع فرنسا سنة 1971 لصالح مصر لمساعداتها فى حرب أكتوبر 1973.

- تلك هى رواية الأستاذ هيكل عن «السفارى» فى عرض الزميلة «الشروق» لكتاب: «مبارك وزمانه»، وهناك روايته الأولى لهذه القصة فى كتابه «مدافع آية الله» وطبعته الأولى عام 1982، والمقارنة بين الروايتين تجدها فى الجدول التالى، والملاحظات عليها، وعددها أربع ملاحظات ليكون الإجمالى 7 ملاحظات.


هيكل فى «مدافع آية الله» 1982

يتحدث عن «دى ميرانش»: «فى بعض الأحيان كان ينتاب (دى ميرانش) قلق متزايد خشية سقوط الممرات البحرية لناقلات البترول فى الشرق الأوسط إلى أوربا فى أيدى الأعداء، فكان يزين مكتبه بعدد من الخرائط بها خطوط تزداد سمكا، لتظهر حجم الشحنات التى تقلها ناقلات البترول عبر القرن الأفريقى ورأس الرجاء الصالح».


يتحدث الأستاذ عن صفقة الميراج بين مصر وفرنسا على النحو التالى: «بدأت شبكة الاتصال الفرنسية فى الظهور، حين أخذت مصر تشترى السلاح من فرنسا بما فى ذلك الميراج 2000 بأموال سعودية».



يتحدث الأستاذ هيكل نصا: تمت كتابة اتفاق بين الحكومات الخمس والتوقيع عليه كما ينبغى.
الشيخ كمال أدهم مدير المخابرات السعودية بالنيابة عن السعودية.
الجنرال ناصرى رئيس السافاك عن إيران.
رئيس المخابرات المصرية نيابة عن مصر.
أحمد الدليمى رئيس المخابرات المغربية نيابة عن المغرب.
الكونت دى ميرانش نفسه بالتوقيع نيابة عن فرنسا.
يضيف هيكل: «وجدت نسخة من هذا الاتفاق فى أرشيف السافاك بعد قيام الثورة».


يتحدث هيكل عن علاقة إسرائيل بـ«السفارى» فى موضعين الأول:
«من الجوانب المدهشة لهذا النادى (السفارى) أن كل أعضائه كانوا يتظاهرون بإخفاء نشاطهم عن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية»، إلا أنهم فى واقع الأمر كانوا يقدمون تقارير موجزة لها عما يحدث، والأدهى من ذلك أن الجنرال ناصرى «اعترف فيما بعد أنه لم يكن يخبر الأمريكيين فحسب، بل كان يخبر الإسرائيليين».
أما الموضع الثانى:
النادى «السفارى» يمكنه أن يدعى لنفسه نصيبا فى مسؤولية قيام الرئيس السادات بالمبادرة التى بدأها بزيارة القدس عام 1977، وكانت أول رسالة باقتراح عقد اجتماع بين الطرفين أرسلها رابين عندما كان رئيسا لوزراء إسرائيل وحملها إلى الرئيس السادات أحمد الدليمى مندوب المغرب فى النادى.


هيكل فى «مبارك وزمانه» 2012


«قال لى الرئيس ديستان، إنه سوف يطلب (الكسندر) ويقصد الكونت» الكسندر دى ميرانش «أن يتصل بى فى الفندق الذى أقيم فيه، وعندما جاء إلى لقائى فى فندق الكربون الذى كنت أقيم فيه، إذا هو يدعونى إلى صالون حجزه فى نفس الفندق لكى نتحدث بعيدا عن الجالسين غيرنا فى صالون الإمبراطورية، حيث انتظرته، وظهر أن أحد مساعديه رتب - حيث حجز شاشة عرض ظهر عليها خريطة أفريقيا وخطوط طرق الملاحة البحرية حولها مع بيان لعدد وحمولة ناقلات البترول التى تتقاطر على مسالكها كل يوم، وجلسنا أمام الشاشة الكبيرة، وراح دى ميرانش يشرح والخرائط على الشاشة تتغير، وبعض الصور تظهر ومعها لمحات من وثائق وجداول وأرقام متوافقة مع سياق العرض».


يتحدث الأستاذ عن صفقة الميراج قائلا: «بينما كان لقاؤنا يقارب نهايته، أضاف دى ميرانش لمحة أخرى عن مبارك»، فقد قال: «إنه تابع مبارك منذ أن ظهرت صورته لأول مرة» أمامهم «فى أجواء صفقة طائرات» الميراج التى عقدتها ليبيا مع فرنسا سنة 1971، وهى صفقة كبيرة، حجمها 106 طائرات، وقال «دى ميرانش» كنا نعرف أن ليبيا تعقد هذه الصفقة لصالح مصر ولمساعدتها فى حرب أكتوبر 1973.


- يتحدث هيكل نصا: «كانت وثيقة إنشاء المعاهدة وتوقيعها فى اجتماع خاص عقد فى جدة، وقد نشرت أهم نصوصها فى الكتاب - يقصد كتاب مدافع آية الله - ومع النصوص أسماء من وقعوا عليها نيابة عن رؤسائهم، وكان نشر الأسماء قد أحدث ضجة كبرى ذلك الوقت، فقد كان الموقعون المفوضون خمسة»:
- «الكونت دى ميرانش» نفسه «مدير المخابرات الخارجية الفرنسية - عن الرئيس ديستان»
- كمال أدهم «مدير المخابرات السعودية - عن الملك فيصل».
- الجنرال أحمد الدليمى «مدير المخابرات المغربية - عن العاهل المغربى الملك الحسن».
- الجنرال «نعمة الله ناصرى» «مدير السافاك - المخابرات الإيرانية - نيابة عن الشاه محمد رضا بهلوى».
- الدكتور أشرف مروان «مدير مكتب الرئيس للمعلومات - عن الرئيس السادات».
هذا ما ذكره هيكل نقلا عن الوثيقة المنشورة فى «مدافع آية الله»، ويؤكده فى مقابلته الثانية مع «الكونت دى ميرانش» الذى قال لهيكل: «كان أشرف مروان هو الذى يمثل الرئيس السادات فى المجموعة، وبعد سنتين غاب أشرف مروان، وحل محله مبارك».


ينقل هيكل ما ذكره له «دى ميرانش»: «كنا نطلعهم على كل شئ – يقصد وكالة المخابرات الأمريكية -، وكانوا يقومون بإطلاع إسرائيل التى طلبت أن تشارك فى نشاطنا، لأن لها موارد مخابراتية لها قيمتها فى أفريقيا، ولكننا اعتذرنا عن طلبها حتى لا تشعر السعودية بالحرج، ولم يكن هناك حرج لدى المصريين ولا لدى المغاربة، فلديهم علاقات مباشرة مع إسرائيل».

ملاحظات

- فى حديثه عن تكوين مجموعة السفارى فى كتاب «مدافع آية الله»، لم يذكر الأستاذ أى مقابلات مع ديستان وميتران ودى ميرانش.

وفى إشارته عن دى ميرانش يقول: «كان يزين مكتبه بعدد من الخرائط بها خطوط تزداد سمكا لتظهر حجم الشحنات التى تقلها ناقلات البترول عبر القرن الأفريقى ورأس الرجاء الصالح».

- نستنتج من هذه الإشارة أن «الأستاذ» ذهب إلى مكتب ومقر مسؤول المخابرات الخارجية الفرنسية.

- أما فى كتابه: «مبارك وزمانه» فيقول إن دى ميرانش جاءه إلى الفندق: «عندما جاء إلى لقائى فى الفندق الذى أقيم فيه، إذا هو يدعونى إلى صالون حجزه فى نفس الفندق لكى نتحدث بعيدا عن الجالسين».

هل ليبيا هى التى اشترت صفقة الميراج لصالح مصر كما فى «مبارك وزمانه»؟، أم أن مصر اشترتها بأموال السعودية كما فى «مدافع آية الله»؟

- المقارنة بين الروايتين والفارق بينهما 30 عاما، تقودنا إلى تساؤلات ثم تناقضات، وأما التساؤلات، فتبدأ من أن رواية كتاب «مدافع آية الله» تكشف وطبقا لوثيقة «السافاك» أن مدير المخابرات المصرية هو الذى وقّع عليها نيابة عن بلاده، ولم يأت الكتاب باسم هذا المدير، ومع التذكير بأن الأربعة الآخرين الذين وقعوا على الوثيقة، كان توقيعهم بأسمائهم، سيقفز تساؤل عن سبب عدم وجود اسم المسؤول المصرى وهو: هل لأن توقيعه على الوثيقة تم بذكر المنصب دون ذكر الاسم؟، أم أنه وقّع باسمه لكن الأستاذ هيكل لم يذكره لضرورات ما وقت نشر الكتاب عام 1982؟.

وهذا سؤال أطرحه افتراضيا، وعلى العموم فإن الحيز الزمنى لبدايات قصة هذه المجموعة والتوقيع عليها، يوضح أن «كمال حسن على» هو الذى كان يشغل منصب مدير المخابرات المصرية وقتئذ «1975 - 1978»، أى أنه هو الذى وقّع على الوثيقة «هذا التوضيح من اجتهادنا»، لأن مجموعة السفارى وطبقا لما يذكره «الأستاذ» تكونت فى 1975.

- أما فى كتاب «مبارك وزمانه»، فأعيدك إلى قراءة ما سبق الذى يشير فيه هيكل إلى أن الوثيقة التى نشرها فى كتابه «مدافع آية الله»، وقّع عليها الدكتور أشرف مروان «مدير مكتب السادات للمعلومات»، وهذه المعلومة خطأ وقع فيه الأستاذ هيكل، لأن الوثيقة كما جاءت منه فى «مدافع آية الله»، وقّع عليها مدير المخابرات المصرية، وليس أشرف مروان الذى لم يكن وقتئذ مديرا لمكتب السادات كما ذكر الأستاذ، وإنما كان رئيسا للهيئة العربية للتصنيع حيث شغل هذا الموقع من عام 1974 حتى عام 1979.

نستنتج من ذكر «الأستاذ» لاسم أشرف مروان فى القضية أنه يعطينا تلميحات قوية حول علاقة تجارة السلاح وأشياء أخرى بينه وبين مبارك، والتى لم يذكرها الأستاذ صراحة، لكن إشارته لها لا يمكن إغفالها، ويمكن استنتاجها من الآتى:
أولا: فى الحلقة التى حملت عنوان «مسألة أشرف مروان»، التقى هيكل بـ«مروان» فى لندن، أثناء الزوبعة التى هبت باتهامه أنه كان جاسوسا لإسرائيل، وسأله هيكل عن حقيقة ما أشيع فى القاهرة عما إذا كان ممنوعا من المجىء للقاهرة، فرد عليه: «هو (مبارك) لا يستطيع أن يمنعنى»، ورد هيكل: «أشرف.. أليس هذا كلاما كبيرا»، فرد: «هو لا يستطيع.. أقولها لك إننى أستطيع تدميره»، وكرر العبارة بالإنجليزية، وزاد: «أستطيع تدميره وتدمير غيره وذكر اسم اللواء عمر سليمان».

ثانيا: فى حلقة «حسين سالم»، قال سالم لهيكل فى لقائهما بأسبانيا: «ليس عيبا أن الرجل (مبارك) اقترب بوظائفه فى لحظة من اللحظات من موضوع السلاح»، وأضاف: «لاحظ أن الرجل (مبارك) كان قريبا من موضوع السلاح للدول العربية، وأقول لك إنه ربما خطر له الاشتراك فى شىء ولن أزيد عن ذلك».

ثالثا: فى حديثه عن صفقة الميراج الليبية من فرنسا، كشف هيكل أن مبارك كان ضمن وفد الصفقة بجوازات سفر ليبية، وفى نفس الوقت كان قائدا لسلاح الطيران، وفيما بعد التقى هيكل فى باريس، بـ«عبدالسلام جلود» الرجل الثانى فى نظام القذافى قبل انقلاب الأخير عليه، وتحدث جلود عن أسرار أخرى حول الصفقة، لكن الأستاذ أحجم عن ذكرها، لعدم وجود مصدر ثان يؤكدها.

الوقائع على هذا النحو لا تقتصر على الإشارات القوية بتجارة السلاح بين مبارك ومروان، بل تخطت سطورا جديدة فى قضية موت أشرف مروان، وأهم سطر فيها هو، هل كان لمبارك دور فيه؟

لا يتحدث هيكل فى «مدافع آية الله» عن رغبة إسرائيل فى مشاركة «الحلف الجديد» فى نشاطه، ولا يأتى ذكر لهذه الرغبة طوال الصفحات التى تتحدث عن الحلف، فى حين أنه يؤكد على هذه الرغبة فى «مبارك وزمانه» طبقا لما أخبره به «دى ميرانش»، أثناء مقابلتهما فى عام 1982، وطبقا للقاعدة الصحفية، فإن طلب إسرائيل للانضمام هو خبر صحفى وبمثابة انفراد حصل عليه الأستاذ، فلماذا لم يضمه داخل سبقه الكبير بالكشف عن مجموعة السفارى الذى احتوى عليه «مدافع آية الله» المنشور فى 1982 أيضا؟





مشاركة




التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

د عبدالفتاح

ملاحظات لاتستحق عناء القراءة

غاوي شهرة علي حساب الاستاذ

عدد الردود 0

بواسطة:

د عبدالفتاح

الخريطة غير صحيحة

وضعت خلايب وشلاتين خارج مصر ياريت نتنبه لذلك

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

فعلا ملاحظات لاتستحق عناء القراءة

هايفة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى

هيكل المنافق

عدد الردود 0

بواسطة:

hany wahied

نقض بلا معنى

عدد الردود 0

بواسطة:

صلاح

الاستاذ وفن التزييف

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

الى كل الحاقدين

عدد الردود 0

بواسطة:

islam sapry

اه نعم وبعدين ياعنى ايه المطلوب؟

عدد الردود 0

بواسطة:

دكتور أسامة الصياد

هدم هيكل

عدد الردود 0

بواسطة:

كامل

هكذا هو الاستاذ

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة