ليس من المعقول أن ترى الجهات المعنية بالدولة أمام أعينها ذلك الحصار الظالم الذى فرضته قلة مارقة، على محافظة بورسعيد البالغ تعدادها 750 ألف نسمة فتصمت عليه، وتظل واقفة مكتوفة الأيدى حيال هذه الأزمة المفتعلة دون أن تجد لها حلا ترفع عن طريقه هذا الحصار الذى يئن اليوم تحت وطأته شعب المدينة الباسلة المكلوم!.
لقد أحسن بعض النشاء والسياسيين والفنانين صنعا حين همّوا بكسر ذاك الحصار المدبر، وذلك حين قبلوا تجشم الطريق الصعبة وركوب المخاطر الجسام فى سبيل إنقاذ أرواح بشرية قد أنهكها الجوع من ضآلة الطعام وأضعفها المرض من قلة الدواء وكادت بسببهما أن تفقد الحياة!.
الحاصل أن سادة وكبراء الرياضة الجالسين خلف تخوم برج الجزيرة قد أخذوا على عاتقهم مهمة الثأر لدماء الشهداء وقد شاركهم الرأى فى ذلك بعض الرياضيين غير المهنيين والمحسوبون على الإعلام الرياضى فجعلوا يضرمون الفتنة عبر الفضائيات بين القاهرة وبورسعيد لتملق الجماهير المسخنة بالجراح وذلك بالتحريض تارة وبالاستعداء على أبناء ومصالح المدينة الباسلة تارة أخرى، وهم لا يدركون بذلك أنهم يجرون الدولة إلى عواقب وخيمة، فهم لا يملكون بالقطع عقلا يؤسس فكرا يستطيعون أن يصيبوا به الحكم الصحيح على الأشياء والأحداث والأشخاص، بل إنهم يجهلون قيما وحقائق وانطباعات الأشياء ذاتها!.
فلا ندرى كيف تكونت فى عقيدتهم فكرة التحريض على عزل مدينة بحجم بورسعيد ترتبط بها مصالح قرابة مائتى ألف موظف قاهرى يعملون فى الميناء وشرق التفريعة وشركات الغاز!، وقد باتوا الآن مهددين بالطرد من وظائفهم على إثر ذلك الحصار؟ بل كيف تبدت لهم أصلا فكرة التحريض والأحداث برمتها لا تزال قيد التحقيق وعلى من يحرضون؟
وبدون شك فإن هذا التفكير غير منطقى حتى إن بدت هناك قلة مارقة من البورسعيديين متورطة فى هذا الجرم الشنيع!، وحتى لو حدث ذلك، فيجب ألا يكون مدعاة لإنزال عقاب جمعى يضّر بأبرياء من أجل استدامة صورة البطولة فى الأذهان!.
لست أدرى.. هل يخلق بنا أن نعاقب شعبا بأسره كافح العدوان الثلاثى عام 1956 وزاد عن البوابة الشرقية لمصر وكنا ننعته بالأمس بالبطولة والمجد! فنجىء اليوم ونتهمه بقتل أنفس بريئة، وهو فى الحقيقة من هذه التهمة براء! ومهما يكن من أمر! فإن هذه الجريمة الشنعاء قد تمت وسط ظروف أمنية غامضة، وعلى خلفية سياسية لم يكن له يد فيها ولكن هناك من كان يريد لها أن تحدث على أرضه حتى تلتصق به تهمة القتل فينصرف الناس عن جرائم القاهرة إلى ما هو حاصل فى بورسعيد!.
ومن المؤكد أن هذه التداعيات قد نجم عنها مثالب عديدة حين قُطعت الطريق جيئة وذهابا بين القاهرة وبورسعيد! حتى غدت الأخيرة وكأنها مدينة أشباح قد أضواها الصمت وسرى فى أوصال مرافقها الكساد والركود وأحال حياة أهلها إلى شىء يشبه العدم مما قد ينذر بمخاطر جمة تبدو فى الأفق القريب ولكنها تحتاج إلى أصحاب الكياسة والفطانة لدرء الفتنة، ورفع العزلة والحصار عن بورسعيد حتى تثوب الأمور إلى طريقها الصحيحة!.
رمضان محمود عبد الوهاب يكتب: بورسعيد تقف فى مواجهة الحصار
الثلاثاء، 21 فبراير 2012 01:57 م
أحداث بورسعيد
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
ابواحمد المصرى
بورسعيد بريئه
عدد الردود 0
بواسطة:
عبد العزيز فهمى
مين اللى قالك
عدد الردود 0
بواسطة:
بيبو
العقاب من جنس العمل
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
هههههههههههههههههه
عدد الردود 0
بواسطة:
PortSaidy
تعليق رقم 3 !!
عدد الردود 0
بواسطة:
حامد
بلاش نفاق
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن مصرى
حرام الفتنه
حكموا عقولكم
عدد الردود 0
بواسطة:
هشام
اتقي الله
عدد الردود 0
بواسطة:
كريم البورسعيدى
مافيش حاجة اسمها حصار بس فية حصار نفسى
عدد الردود 0
بواسطة:
حسام الدين
يارب
ربنا يسلم مصر من كل شر