رغم نجاح الغالبية النيابية الكويتية فى أول امتحان لها، وتمكنها من نزع فتيل أزمة الاستجواب الذى كان من المقرر أن يقدمه النائب عبيد الوسمى، وتفكيك أول لغم فى طريق التعاون والتفاهم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، بعد أن شكل صدمة وزعزع كتلة المعارضة، كشفت " أزمة الاستجواب " الذى تأجل إلى موعد لاحق لم يحدد بعد عن هشاشة تكتل الـ 35 الذى بدا أمس ضعيفا ومخترقا وبلا برنامج حقيقى ولا قواعد راسخة.
وقد استطاعت الغالبية إقناع الوسمى بإرجاء استجوابه إلى أجل غير مسمى وسط تأكيدات على أن خطوته تندرج فى إطار التكسب الانتخابى واستهدفت الضغط على النيابة العامة وجاءت استباقا للإفراج عن عدد من المحتجزين على ذمة قضية اقتحام مبنى تليفزيون "الوطن" وبهدف الإيحاء للمواطنين بأن التلويح بالاستجواب كان السبب المباشر فى الإفراج عنهم، وهو ما حدث فعلا بعدما أفرجت النيابة العامة عن أربعة من المتهمين فى القضية بكفالة ألف دينار لكل منهم.
وكان الوسمى وصل إلى مبنى المجلس صباح أمس حيث توجه إلى مكتبه لوضع اللمسات الأخيرة على مسودة الاستجواب الذى تضمن 3 محاور هى : الانتقائية فى تطبيق القانون وتعريض مصالح الدولة العليا للخطر، والإساءة إلى سمعة الكويت فى المحافل الدولية، وعدم تقديم الحكومة برنامج عملها .
وعقد تكتل الـ 35 اجتماعات عدة لتدارس الوضع، بعد أن رأت فى استجواب الوسمى المفاجئ تهديدا مباشرا لوحدتها وتماسكها وبابا للأقلية النيابية لتفتيت الكتلة وشرذمتها، وقررت بالإجماع رفض الاستجواب والطلب من النواب الذين أيدوا الوسمى فى استجوابه الضغط عليه لثنيه عن المضى فى تقديمه.
وقالت مصادر إن النواب الذين اجتمعوا مع الوسمى قبل أن يعلن تراجعه عن الاستجواب حثوه على عدم الخروج عن الإجماع النيابى، لاسيما وأنه عضو فى كتلة الأغلبية النيابية، وحذروه من خطورة مثل القرارات المنفردة وطالبوه بالرجوع إلى الكتلة ومشاورتها قبل اتخاذ أى قرار، وإلا فإنه لن يلقى الدعم من أعضائها، وأشارت إلى أن الوسمى أقر للنواب أنه استعجل فى إعلانه لاستجواب رئيس الحكومة، وبرر لهم استعجاله بوقوعه تحت ضغوط ووعود قطعها على نفسه لناخبيه، وأن قضية المحتجزين من أبناء قبيلته ستطول إذا ما سارت وفق القنوات القانونية وأن الإدانة ستطالهم.
وأعلن النائب د. فيصل المسلم انه التقى أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد، حيث أبلغه خطورة الازدواجية فى تطبيق القانون والاتهامات الجائرة بحق الشباب، وقال لقد بينت حقيقة بعض القضايا ومن بينها قضية الشباب المعتقلين وموقف الشباب فيها، وشرحت بشكل مفصل التباين والازدواجية فى تطبيق القانون ما بين هؤلاء الشباب إلى آخرين، وبين مؤسسات ومؤسسات أخرى، مؤكدا أن التجاوب من الأمير كان كبيرا ومقدرا،
وحرصه على تطبيق القانون، ومشيرا إلى أنه بين أنه ليس المطلوب كسر القانون، بل أن تقوم الأجهزة الحكومية بواجبها المناط بها، وبعد ساعة صدر قرار بالإعفاء عن أربعة من المواطنين القصّر وأقل من السن القانونية، وأنه نتيجة لبعض الإجراءات، نأمل أن تستكمل اليوم ويخرج البقية.
ومن ناحية أخرى يغادر رئيس الوزراء الكويتى الشيخ جابر المبارك يوم الخميس المقبل البلاد متوجها إلى المملكة العربية السعودية لأداء مناسك العمرة، ثم يتوجه إلى العاصمة البريطانية لندن لإجراء بعض الفحوصات الطبية الدورية.
المعارضة الكويتية تنجح فى تأجيل أول استجواب لرئيس الوزراء
الثلاثاء، 21 فبراير 2012 10:18 ص