وجهت المديرة العامة لليونسكو "أرينا بوكوفا" رسالة للعالم، بمناسبة اليوم الدولى للغة الأم، وجرى الاحتفال به، اليوم، الواحد والعشرين من فبراير، كما يحدث كل عام، وقالت بوكوفا فى رسالتها: من سمع باللغة القلقوتية من قبل؟ إنها إحدى اللغات التى تم إدراجها فى أطلس اليونسكو للغات العالم المهددة لعام 2011، فإن هذه اللغة تستخدم فقط من قبل نحو 4 آلاف شخص فى قرية على الحدود شمال غرب الباكستان، ومن المحتمل أن تنقرض نصف اللغات المهددة، التى يصل مجموعها إلى ما يقارب 6 آلاف لغة فى العالم، بحلول نهاية القرن الجارى، مع الأخذ فى الاعتبار أن 96 بالمائة من هذه اللغات تستخدم فقط من قبل 4 بالمائة من سكان العالم، وأضافت بأن "اللغات تمثلنا نحن البشر، وحماية اللغات هى بمثابة حماية لأنفسنا".
وأضافت "بوكوفا"، أن التنوع اللغوى والثقافى يكتسب أهمية استراتيجية لدى مختلف شعوب العالم بفضل تعزيزه وحدة المجتمعات وتماسكها.
وأشارت إلى أن المؤتمر العام لليونسكو قد أعلن عن اليوم العالمى للغة الأم فى نوفمبر 1999 للاعتراف بأهمية التعدد اللغوى، والذى يهدف إلى تنمية الوعى للتقاليد اللغوية والثقافية القائمة على التسامح والتفاهم والحوار، فالتعدد اللغوى حليفنا فى السعى إلى ضمان التعليم الجيد للجميع، وتيسير الاستيعاب، ومكافحة أشكال التمييز، ولا يمكن إقامة حوار حقيقى إلا باحترام اللغات، كما يمثل التنوع اللغوى تراثنا المشترك، وهو تراث يتسم بالهشاشة.
وتابعت: هناك وعى متزايد بأن اللغات تلعب دورا أساسيا فى التنمية، وضمان التنوع الثقافى والحوار بين الثقافات، وتعزيز التعاون، وبناء مجتمعات معرفة شاملة، والحفاظ على التراث الثقافى وتوفير التعليم الجيد للجميع.
وقالت "بوكوفا"، إن موضوع الاحتفال لهذا العام مكرس للتعليم الجامع من خلال تعدد اللغات فالتعليم باللغات التى يفهمها الأطفال أمر حتمى لتمكين التمتع بحقهم فى التعليم الجيد، والتعليم باللغة الأم واللغات المتعددة هو المفتاح للحد من التمييز، وتعزيز الاندماج وتحسين نتائج التعليم للجميع.
ومن المعروف أن اليونسكو تعمل بشكل دائم على حماية التنوع الثقافى وعلى تشجيع المساواة، وعلى التنمية والاندماج الاجتماعى، فقد أقامت عددا من المشاريع لمساعدة سكان جزيرة "جيجو" للحفاظ على لغتهم وبقائها، وذلك فى جمهورية كوريا، بعدما جرى إدراج لغتهم، الجيجو، إلى مجموعة اللغات المهددة بالانقراض، فى أطلس اللغات المهددة عام 2010 لليونسكو.
وعلى جزر سليمان تساعد اليونسكو، على وضع موسوعة حول البيئة باللغة المحلية، الماروفو، وبالتالى فإنها تساهم فى الحفاظ على هذه اللغة الرئيسية التى ينطق بها السكان الأصليون لهذا الأرخبيل.
وفى نيكاراغوا، تعمل نظم اليونسكو للمعارف المحلية ومعارف السكان الأصليين (لينكس) مع سكان الماينينا الأصليين الذين يعيشون فى محمية المحيط الحيوى بوساواس، لتشجيع استخدام لغة الماينيا لمعرفة ثقافتها بعد أن نشرت اليونسكو بدعم من النرويج، مجلدين بلغة الماينينا اعتمادا على المعارف الطبيعية للسكان الأصليين لهذه المنطقة، واليوم، يعمل فريق من الماينينا مع وزارة التربية والتعليم لإنتاج كتيبات بدائية للمعلمين ومصنفات للطلاب الذين يجرى اختبارهم فى الفصول الدراسية فى المناطق الريفية عبر محمية المحيط الحيوى بوساواس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة