
الجارديان
نظام الأسد يشن حرب لا هوادة فيها على أفراد الطواقم الطبية
تنشر الصحيفة الحلقة الأولى من تحقيق مطول عن مدينة حمص السورية تحت عنوان "مدينة التعذيب"، يكشف فيه الكاتب جوناثان ليتل عن استهداف قوات الأمن التابعة لنظام بشار الأسد للأفراد العاملين فى المستشفيات، ويصف هول هذا التعذيب بالقول، إن المشفى هو أسوأ مكان يمكن أن تصل إليه فى تلك المدينة.
ويقول ليتل إنه فى سوريا التى يحكمها بشار الأسد، ليس ممنوعا فقط الحديث والتظاهر والاحتجاج، لكن ممنوع أيضا تقديم العلاج الطبى أو أن يتلقى المرء العلاج لنفسه.
ومنذ بدء الانتفاضة السورية، يشن النظام حرب لا رحمة فيها على أى شخص أو مؤسسة قادرة على تقديم المساعدة الطبية لضحايا القمع. ونقلت الصحيفة عن أحد الصيادلة فى منطقة باب عمرو فى حمص قوله إن كون المرء طبيباً أو صيدلياً يجعله فى خطر شديد، حيث يتم سجن أفراد الطواقم الطبية مثلما حدث مع الممرض من منطقة القصير، والذى تم اعتقاله بعد أن أرشد الكاتب إلى مركزه المخبأ الذى يقدم فيه الرعاية الطبية. وهناك من يقتلون مثل عبد الرحيم أمير، وكان الطبيب الوحيد فى هذا المركو والذى تم قتله بدماء باردة فى نوفمبر من جانب قوات الجيش، حيث عمل على مداوة المدنيين الجرحى خلال هجوم للجيش.
كما أن بعض أفراد الطواقم الطبية يتعرضون للتعذيب والضرب بالهروات وتعصيب العينيين والصعق بالكهرباء، وتعليقهم كالمعدمين مع ملامسة أطراف أصابعهم للأرض لمدة أربع أو خمس ساعات، وهى ممارسة تشتهر باسم الشبح الرمادى". وتنقل الصحيفة عن أحد من تعرض للتعذيب قوله إنه كان محظوظا، فلم يتم تكسير عظامه.

الإندبندنت
روبرت فيسك: الثورة جلبت لتونس الخوف أكثر من الحرية
تحدث الكاتب روبرت فيسك عن الأوضاع فى تونس بعد ما يزيد عن عام من الإطاحة بالرئيس الديكتاتور زين العابدين بن على، وقال تحت عنوان "الربيع المسموم: الثورة جلبت لتونس الخوف أكثر من الحرية" إن الآمال التى أثارتها الثورة قد انتهت باستمرار الرقابة وتنامى التعصب والبطالة فى تونس.
ويتابع فيسك قائلا إنه على الرغم من أن بعض الكتاب التونسيين يحمدون الله على الحرية، خاصة هؤلاء الذين عانوا من ديكتاتورية زين العابدين، إلا أن أحد الصحفيين من أصدقاء الكاتب البريطانى قاله له: "لا تقل لى شيئا عن الكتاب الليبراليين.. فهل تعلم أن 92% من الكتب المنشورة الآن فى تونس إسلامية، وخارج العاصمة لا تبيع المكتبات سوى الكراسات المدرسية وتلك الكتب، ألا ترى أننا ينبغى أننا يجب أن نقلق". فرد عليه فيسك قائلا إن محظوط، فلا يوجد حكام عسكريون مثل المشير طنطاوى أو عنف مثل ما تعانيه سوريا والبحرين، ومن ثم فإن شخص محظوظ.. لكنه لا يعتقد ذلك.
وتحدث الكاتب البريطانى عن اعتقال ثلاثة صحفيين فى تونس بعدما قاموا بنشر صورة لاعب كرة قدم ألمانى من أصل تونسى وهو يحتضن زوجته الألمانية ويضمها وهى شبه عارية بين ذراعيه. ويعتبر فيسك ذلك عودة إلى القصة القديمة " الأخلاق ضد الحرية". ويشير إلى أن الحكومة التى يقودها حزب النهضة الإسلامى استخدمت نفس قانون العقوبات الذى استخدمه بن على لاعتقال هؤلاء الصحفيين، وهو القانون الذى لا يفسح المجال أمام أى نوع من المعارضة للنظام أيضا. ورغم اعتراف أحد أعضاء نقابة الصحفيين فى تونس بأن نشر تلك الصورة كان خطأ لكنه قال إنها ليست جريمة.
وتناول فيسك المشكلات الجمة التى تعانى منها تونس، وقال إن مشكلة اعتقال الصحفيين ربما تكون رفاهية فى بلد يعانى فيه 800 ألف شخص من البطالة، بينما يصل إجمالى عدد السكان فى البلاد إلى 10 مليون نسمة، وإلى جانب ذلك، فإن البنك المركزى التونسى أعلن أن معدل النمو فى العام الماضى كان صفر%، كما أن 80 من الشركات الدولية التى كانت تستثمر فى تونس قد انسحبت منها. ويشير فيسك إلى أن هذا ليس فقط إرث زين العابدين بن على، فحكوماته المتعاقبة صبت الأموال فى العاصمة تونس وقامت بتجويع باقى أنحاء البلاد، حيث السلفيين الذين كرههم بن على وتم العفو عنهم بعد الثورة.
ويقول فيسك إن هؤلاء السلفيين بعد الثورة حولوا بعض المبانى الحكومية إلى سجون لمن يرونهمم آثمين ومذنبين، أغلبهم ممن تم ضبطهم وهم يشربون الخمر، كما أن أحد المتشددين قام بإحراق محل يبيع تسجيلات للأغانى، بل إن الأمر وصل إلى حد تهديد صاحب المحل بأنه إذا ما حاول مرة أخرى صرف انتباه المسلمين عن المسجد، فإن الدور سيأتى على منزله ليحرق بمن فيه.
ويرصد الكاتب تحول المشهد العام فى تونس نحو التشدد ويقول إن النساء بدأت تتجه إلى ارتداء النقاب، بينما قام الرجال بإطلاق لحاهم وأصبحوا يرتدون ملابس أشبه بملابس الأفغان. ولم تفعل الحكومة شيئا.

فاينانشيال تايمز
على عبد الله صالح لا يزال حاضراً بقوة فى اليمن
اهتمت الصحيفة بالانتخابات الرئاسية التى تشهدها اليمن اليوم والتى ينافس فيها مرشح واحد نفسه وهو عبد ربه منصور هادى. وتقول الصحيفة إن هادى ليس فقط المرشح الوحيد، بل إنه وثيق الصلة بالنظام القديم الذى عمل فيه نائب للرئيس على عبد الله صالح الذى ظل فى منصبه طوال 33 عاما.
وترى الصحيفة أن صالح نفسه لا يزال حاضرا بقوة فى اليمن وإن كان غائبا من الناحية الجغرافية، حيث يتواجد فى الولايات المتحدة للعلاج. ورغم الظروف التى تجعل هذه الانتخابات فى اليمن شكلية، إلا أنها تمثل مقياسا مهها للصحوة العربية مثل أى ثورت أو حروب أو انتخابات فى أى مكان.
وتعتقد الصحيفة أن السؤال الأهم الآن بالنسبة لليمن هو ما إذا كان صالح سيكون أول زعيم يلتف على فكرة تغيير النظام ويظهر مرة أخرى كقوة سياسية. وإذا انسحب، ربما يكون هناك دروس مستفادة للحكام الطغاة الآخرين فى الشرق الأوسط وللشعوب والقوى الأجنبية التى تحاول الإطاحة بهم.
وتلفت الصحيفة إلى أن انتخاب هادى هو المرحلة الأخيرة فى عملية انتقال للسلطة تم تأجيلها طويلا بدأت منذ نوفمبر عندما وقع صالح على اتفاق للتنحى بعد ثمانية أشهر من الاحتجاجات والاقتراب من الحرب الأهلية. وترك صالح منصبه فى يناير مقابل الحصانة من المحاكمة لنفسه ولحلفائه.
وتتابع فاينانشيال تايمز قائلة إن أحداً لا يعتقد أن هادى سيكون وكيلا للتغيير الثورى، فهو قائد جيش أمضى فترات طويلة فى الصراعات الأهلية بين الشمال والجنوب، وتم تعيينه نائبا لصالح عام 1994، أصبح منذ هذا الحين شخصية فى الظل ليس لها ظهور كبير.
وترى الصحيفة أن لغة جسد صالح بدءا من ابتساماته وهو يوقع اتفاق نقل السلطة فى الرياض فى نوفمبر إلى تلويحه للمتظاهرين فى الولايات المتحدة، توحى بأنه رجل يشعر أنه بعيدا عن الهزيمة أو يستطيع إخفائها بشكل جيد. وربما تذهب الرؤية التشككية إلى أن الرئيس السابق يظهر كل الدلالات على العودة سواء علانية أو بشكل غير مباشر عن طريق عملائه.