قال رئيس الوزراء التونسى حمادى الجبالى، إنه ناقش مع المسئولين السعوديين كل الملفات بما فيها ملف الرئيس المخلوع زين العابدين بن على.
ونقلت صحيفة "الرياض" اليوم عن الجبالى قوله "الزيارة لم تقتصر على موضوع واحد، كل المواضيع طرحت وبدون حرج ووجدنا مع الإخوة القادة فى السعودية كل الصراحة والتلقائية، وبطبيعة الحال ليس لدينا ملف واحد نركز عليه وإذا اعتبرنا الموضوع الأهم هو الشراكة بين المملكة وتونس وخاصة فى التعاون الاقتصادى، ومواضيع التنمية، والمواضيع السياسية ومنها ملف زين العابدين بن على".
ونفى الجبالى وجود محققين تونسيين فى السعودية لاستجواب بن على مضيفاً "ملف الرئيس السابق أصبح من مشمولات القضاء، وقد دعا للمثول أمام المحكمة ورفض وهو يحاكم غيابياً فى قضايا عدة".
وعن المخاوف الغربية من وجود الإسلاميين فى السلطة أوضح رئيس الوزراء التونسى بأن هذه فزاعات النظام السابق الذى كان يسوق تلك الأمور بأن وجود ديمقراطية وانتخابات سيوصل الإسلاميين وستحل طامة كبرى، "لا توجد طامة كبرى فى تونس ولا فى المغرب ولا فى غيرها بل الخير كله إن شاء لله".
والمعنى هنا ديمقراطية حقيقية وحريات بصرف النظر عن الفائز والشرط أن يفوز باستحقاق وشفافية واحترام صناديق الاقتراع". وحول وضع الشريعة الإسلامية فى الدستور المقبل لتونس أكد رئيس الوزراء التونسى أن "الدستور المقبل سيكون دستور كل التونسيين ولا بد ان نلتقى فيه على قيم انسانية، هذه القواسم المشتركة بين الإنسانية كلها وهى معروفة وألخصها بكلمة "الحرية".
وأفاد الجبالى: "فهمى إن الإسلام جاء رسالة تحرر ليرفع عنا القيود وتكون المرجعية إنسانية، والله تعالى يقول (ولقد كرمنا بنى آدم)، وهذا التكريم هو تكريم الإنسان كغاية وهدف ووسيلة وأكبر تكريم للإنسان أن يكون حراً فى إطار حرية الآخرين، وبالتالى سيكون الدستور على هذا المعنى الكبير.. أكبر قيمة فى الإسلام والإنسان".
وأضاف رئيس وزراء تونس: "فهمنا حول الشريعة هى المقاصد الكبيرة.. هل هناك أكبر من مقصد الحرية والعدالة فى الشريعة هل تعنى الشريعة تطبيق الحدود هذا جزء جزائى فقط، نحن نفهم الشريعة هذه المعانى الكبرى وعندما تتحقق هذه المقاصد تتحقق الشريعة وهذا هو الفهم الذى نريد أن نبثه فى مجتمعنا.
عندما تحترم غيرك فأنت تحترم الشريعة وعندما تجتهد فى عملك فأنت تحترم الشريعة وعندما يكون الحاكم عادلاً فهو يطبق الشريعة". وفيما يخص مؤتمر أصدقاء سوريا أوضح الجبالى أنهم يقومون بالتنسيق فى إطار الجامعة العربية وأنه جرت لقاءات بين الوزراء والتنسيق وقد اتفق وزراء الخارجية على دعم المؤتمر.
وبخصوص التدخل المباشر فنحن أقرب إلى تبنى الرأى إذا كانت هناك قوات عربية إسلامية، لأن فتح عناصر أخرى خارج المنظومة العربية الإسلامية من شأنه أن يحدث تشعب وتعقد للأمور ويكون الحل صعباً على المنظور القريب والبعيد، فوضع سوريا الجغرافى والجيوستراتيجى ليس بالهين.
وحول استلهام التجربة التركية وتطبيقها فى تونس قال حمادى الجبالى بأن لديهم تجربة طويلة فى تونس والعالم العربى، "لا نحتاج لإسقاط تجارب كل تجربة نابعة من معطى جيوسياسي، فالثورة التونسية غير قابلة للتصدير. الذى يعجبنا فى التجربة التركية هى إلحاحها ودخولها فى قضايا التنمية الحقيقية والاقتصاد وقضايا إصلاح الدولة وشفافية أكبر".
واعتبر رئيس الوزراء التونسى حمادى الجبالى أن التحدى الأكبر الذى يواجههم هو التحدى الاجتماعى، مشيراً إلى أن هذه الثورة جاءت بعناوين هى كرامة الإنسان التونسى وهذه الكرامة هى كرامة فى وجهها السياسى ضد الاستبداد وفى وجهها الاجتماعى ضد الظلم والفساد وقد حققنا شوطاً لا بأس به فى استرجاع الكرامة السياسية.
الجبالى: ملف "بن على" مفتوح ولا يوجد محققون تونسيون فى السعودية
الثلاثاء، 21 فبراير 2012 12:12 م
رئيس الوزراء التونسى حمادى الجبالى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة