عزيزى القارئ ؛ صبراً ، إننى لا أمزح وأنتظر حتى تقرأ المقال كله ، من أوله إلى آخره ، فمشكلة الخبز من المشاكل المزمنة فى مصر والتى لم يستطع أحد من السادة المستشارين فى هذا المجال أن يجدوا حلاً لها رغم أنهم كثر، وكانوا وأعتقد أنهم لا يزالون يتقاضون مبالغ شهرية خرافية قد تتجاوز مرتبات مستشارى ألمانيا الاتحادية، وهو اللقب الذى يطلق على رؤساء الحكومات الألمانية مثل المستشار هيلموت شميت والمستشار هيلموت كول والمستشارة الحالية انجيلا ميركيل.
والمستشارون الألمان يستحقون مرتباتهم لأنهم يديرون أكبر اقتصاد أوربى ورابع اقتصاد فى العالم بعد أمريكا والصين واليابان وألمانيا، كما هو معلوم وأحد مجموعة الثمانى الكبرى فى العالم ، بينما مستشارونا كانوا من إفرازات الفساد فى العهد البائد وتسببوا فى تفاقم كثير من المشكلات التى طحنت المجتمع المصرى وكانت سبباً فى اندلاع ثورة 25 يناير.
وعلى هذا التردى والفشل كانوا ولا يزالون يتقاضون تلك المرتبات الضخمة، مع أن مشكلة الخبز وتوزيع الخبز لم يكن لهما نظير فى كل الأمم والشعوب التى حولنا، وذلك لأن تراخيص الأفران فى جميع أنحاء الجمهورية كانت تمنح بالرشاوى لفاسدين من فاسدين وتمنحها أجهزة فاسدة لأناس لا هم لهم إلا الثراء الحرام ببيع الدقيق المدعم قبل خبزه وتوزيعه للجمهور، وإذا خبز فليكن بشوائبه ومساميره وحصواته وحشراته.
وكان المواطن العادى يحصل عليه بشق الأنفس وأحيانا تزهق روحه بطعنة مطواة أو سكين فى تنازع أو تدافع من أجل عدة أرغفة يأكل بعضها ويطعم بعضها لدجاجاته أو حيواناته، ولا يزال الوضع على ما هو عليه حتى الآن لأن تطهير الفساد لم يبدأ من القاعدة حتى يمكن تسريع انهياره ولكنه بدأ من القمة ولذلك فإن الإصلاح سيستغرق وقتاً ليس بالقليل.
ولقد هزنى وهز مشاعر من سمع الطفل الفقير ابن حاجر الدهسة أفقر قرية فى فرشوط محافظة قنا عندما لخص كل معاناته بأنه عندما يذهب للطابونة ليجلب الخبز لأسرته فإنهم يضربونه ويطردونه.
تنتج المملكة الأردنية الهاشمية أفراناً من الصاج يصل حجمها لحجم أفران الطين التى كانت منتشرة فى أريافنا وتتكون من رفين أو ثلاثة وتعمل بالبوتجاز ورخيصة السعر، وتلك الأفران من السهل استيرادها كجزء من مقابل شحنات الغاز المصرى الذى تعتمد عليه فى توليد 80 % من الكهرباء والذى بدأ تصديره لها عام 2003 .
وتلك الأفران يمكن تصنيعها فى مصر بنفس المواصفات وإن لم تكن موجودة بالفعل فى الأسواق المصرية، وعلى الحكومة أن توزع تلك الأفران مجاناً على الـ 17 مليوناً و256 ألفاً و265 أسرة مصرية حسب إحصائيات 2007 ، مع الإسراع فى خطة توصيل الغاز الطبيعى لجميع سكان مصر والذى يكلف كما صرح أحدهم بـ 12 مليار جنيه مصرى وهذا المبلغ هو قيمة دعم البوتاجاز السنوى والذى يبلغ 13 مليار جنيه مصرى.
ولابد لكل سيدات مصر وفتياتها العودة لصناعة الخبز فى بيوتهن، وأن تشارك برامج المطبخ التى لا تخلو منها قناة فضائية بدءًا من برنامج الشيف أسامة فى قناة دبى حتى برنامج الست غالية فى قناة 25 فى شرح كيفية صناعة الخبز، وغيره من المعجنات، وأن يكون شرط صلاحية العروس للزواج هو مهارتها فى صناعة الخبز كما كان يحدث قديماً فى شرط الصلاحية للزواج فى بنات الطبقات الشعبية والمتوسطة فى أحياء القاهرة، أن تجيد عمل فنجان قهوة بوش ولو صنعت فنجان القهوة بلا وش فهذا يعنى رسوبها فى المقابلة الشخصية أمام أم العريس.
وصناعة الخبز فى البيت ليس مستحيلاً ولا صعباً ولا معجزاً وهناك بعض الطبخات اليومية التى تصنعها ربة البيت قد تكون أصعب من تلك المهمة، وتستطيع الأسرة المصرية أن تصنع بجانب الخبز أكلات افتقدناها كالحريرة والكسكسى والمخروطة والكشك والرقاق والفطير المشلتت بل والمكرونة، وقد تتفنن السيدات فى أكلات أخرى ومعظم سيداتنا من المبدعات، ويكفى أن تطعم أسرتها خبزاً نظيفاً خالياً من الشوائب، وتوفر على زوجها حياته وساعات ينفقها فى طوابير العيش، ويمكنها كذلك فى أى وقت أن تصنع خبزاً طازجاً وساخناً طرياً أو مفقعاً أو ملدناً أو يابساً.
وستكون المادة التى ستجلبها الأسرة من الخارج هى الخميرة وكيس الدقيق الذى قد يكفيها قرابة الشهر، وهذا يدفع القرى المصرية أن تأكل مما تزرع وتعود المطاحن المغلقة للعمل، ويمكن للمخابز الصغيرة والكثيرة أن تندمج فى كيانات كبيرة لبيع الحلويات والسميط والمقرمشات والتى لا تحتاج لدقيق مدعم فالدقيق المدعم سيذهب للأسر مباشرة وقد تتم عملية دعم الفلاح زارع القمح بمليارات الدعم هذه، والتى تقدر على السلع الغذائية بـ 21 مليار جنيه.
ويباع القمح بسعر أقل وموحد لجميع المواطنين والمخابز، وسيكون هذا هو الحل الأبدى والقاطع والمانع لهذه المشكلة فلا طوابير ولا شهداء للخبز ولا تهريب للدقيق وستتبارى المخابز فى تنويع إنتاجها من الخبز لجذب الجمهور الذى هجرهم وسوف يسيلون لعابه على التوست البيض والأسمر والخبز المظفر والخبز الإيطالى والتركى والفرنسى، والخبز الروسى بالبطاطس، والغاوى ينقط بطاقيته.
إسماعيل الكاشف يكتب: لحل مشكلة الخبز .. فرن لكل مواطن
الثلاثاء، 21 فبراير 2012 09:13 ص
صورة أرشيفية
اضف تعليق
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة
عدد الردود 0
بواسطة:
yehya
الخدمة العامة
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد داود
طوابير العيش،،ومافيا الدقيق المدعم
عدد الردود 0
بواسطة:
الراصد
رحمة الله عليه طلعت السادات
عدد الردود 0
بواسطة:
منايا الجنة
طوابير الموت
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرية
اقتراح محترم
عدد الردود 0
بواسطة:
محمد احمد
فكرة
عدد الردود 0
بواسطة:
عامر
التطوير
عدد الردود 0
بواسطة:
حسن
أفكار جيدة وممتازة
عدد الردود 0
بواسطة:
مهاجر
????????
عدد الردود 0
بواسطة:
مصرى بحب مصر
فكرة ممتازة والله
فكرة ممتازة والله