أكد الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، أن "الهيئة" تهدف خلال فترة عملها المقبلة على إقامة معارض للكتاب فى العديد من محافظات مصر، وأن تكون هناك معايير ثابتة حول آليات النشر فى هيئة الكتاب.
وأوضح "مجاهد" فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" أن المهندس محمد عبد المنعم الصاوى، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والسياحة، بمجلس الشعب، طالبه بأن تكون هناك لائحة أو معايير خاصة بالنشر فى الهيئة، وألا يتم نشر الأعمال وفقًا لـ"المحسوبية" كما كان يشاع من قبل، فأشار "مجاهد" إليه بأن الهيئة لا تقوم بالموافقة على نشر الكتب إلا من خلال تقرير لجان القراءة بالهيئة.
وذكر "مجاهد" فى هذا الصدد، قيام الهيئة برفض نشر كتاب بعنوان "إيران تاريخ من أحلام العظمة" للمؤلف عبده مباشر، اعتمد فيه على تقرير لجنة القراءة التى رفضت نشره، وقالت فى تقريرها إن المؤلف يقدم قراءته الخاصة لتاريخ إيران وحاضرها منذ عصر الساسانية وحتى دولة آيات الله، وإن الكتاب لم يقدم بمنهج تاريخى، وإنما هو فى نقد الدولة الإيرانية الحالية بالأساس، وتؤدى العودة إلى التاريخ فيه وظيفة فى خدمة هذا النقد، وإضفاء طابع موضوعى عليه، ولذلك يمكن التمييز فيه بين الأجزاء الأولى التى تناولت تاريخ إيران من الساسانين إلى الصفويين، والأجزاء الوسطى التى تتضمن تعريفًا من وجهة نظر المؤلف بالمذهب الشيعى وركائزه والفرق التى تنضوى فى إطاره من ناحية، والأجزاء الأخيرة التى تعالج الثورة الإيرانية وسياستها وتناقضها.
وقال "مجاهد" إن اللجنة أوضحت أيضًا فى تقريرها أن الأجزاء الأولى والوسطى تتضمن معلومات يمكن أن تكون مفيدة لقارئ لا يعرف شيئًا عن تاريخ إيران والمذهب الشيعى، بالرغم من أنها لا تقدم جديدًا، فهى إعادة إنتاج لكتابات سابقة بطريقة المؤلف ومن زاويته الخاصة، أما الأجزاء الأخيرة فربما يجوز وصفها بأنها نقد لا يخلو من هجاء لدولة آيات الله.
وأشار إلى أن تقرير اللجنة الذى حصل "اليوم السابع" على صورة ضوئية منه، قال "لذلك يبدو الكتاب فى المحصلة تعبيرًا عن وجهة نظر تنطوى على موقف نقدى صارم يحكمه انحياز واضح بدءًا من عنوان "تاريخ من أحلام العظمة" وحتى الصفحة الأخيرة فيه، والكتاب على هذا النحو يفتقد القدر المعقول من الموضوعية، ولا يقدم للقارئ معرفة تعينه فى فهم الموضوع الذى يتناوله، وإنما يطرح عليه وجهة نظر لا يحتاج التعبير عنها إلى عمل بهذا الحجم إذ تكفى مقالة رأى لتحقيق هذا الهدف".
وأوضح "مجاهد" أنه اعتمد على هذا التقرير ليؤكد للجنة الثقافة والإعلام والسياحة بمجلس الشعب أن "الهيئة" بالرغم مما تتعرض له من نقد على صفحات بعض الجرائد، وخاصة بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير المجيدة، ترفض نشر أى كتاب مجاملة لبعض الأشخاص، وأنها تراعى الموضوعية والحيادية، وتنفيذ توصيات لجان القراءة التى تقرّ نشر "الهيئة" للكتاب أو رفضه.
كما أشار رئيس "هيئة الكتاب" إلى أنه استعرض أمام لجنة الثقافة والإعلام والسياحة، بمجلس الشعب، فعاليات معرض القاهرة الدولى للكتاب، فى دورته الثالثة والأربعين، والذى أقيم مؤخرًا، واتجاه "الهيئة" وحرصها على إقامة معارض للكتاب تهدف للدفع بصناعة حركة النشر والقراءة، وإقامة هذه المعارض فى العديد من محافظات مصر المختلفة.