ذكرت صحيفة "ذى ناشيونال" أن السياسات التى ينتهجها المجلس العسكرى الحاكم فى مصر قد أدت إلى تزايد معارضيه بشكل ملحوظ، منذ أن تولى السلطة خلفاً للرئيس المصرى السابق حسنى مبارك، وحتى حادثة بورسعيد الأخيرة التى راح ضحيتها أكثر من 74 مواطناً مصرياً من جماهير الألتراس بعد مباراة كرة القدم التى جمعت بين الأهلى والمصرى على استاد بورسعيد، وهو الحادث الذى ساهم، مع غيره من أحداث العنف، فى تراجع شعبية المجلس العسكرى بين المصريين.
وأضافت الصحيفة، فى تقرير لها، أن جماهير الألتراس قد انغمسوا بالسياسة فى مصر منذ ثورة 25 يناير، والتى أطاحت بالنظام المصرى السابق، كما أنهم ساهموا بفاعلية منذ ذلك الحين فى الضغط على السلطات المصرية، من أجل تحقيق أهداف الثورة. ولعل أهم ما أبرزته الصحيفة فى هذا الصدد الدور الذى لعبه الألتراس إبان تظاهرات شارع محمد محمود، والتى دفعت جنرالات المجلس العسكرى لوضع جدول زمنى محدد لتسليم السلطة لإدارة مدنية فى موعد أقصاه الأول من يوليو القادم.
ويرى التقرير أن جماهير الألتراس يشكلون تحدياً جديداً ومهماً للمجلس العسكرى، خاصة فى ظل تراجع شعبيته بين العديد من قطاعات المجتمع، نتيجة لأحداث مماثلة، كالمرأة والأقباط.
وأشار التقرير إلى أن أحداث ماسبيرو التى راح ضحيتها أكثر من 25 مصرياً، معظمهم من الأقباط، بعد أن خرجوا فى تظاهرات للمطالبة بحقوقهم على أثر عدد من الأحداث الطائفية التى ضربت عدة مدن بمصر، كما أشار من ناحية أخرى إلى الصورة التى تناقلتها عدد من وكالات الأنباء، والتى ظهر فيها عدد جنود القوات المسلحة يسحلون ويعرون امرأة من بين المحتجين.
وأضافت الصحيفة أن تلك الحوادث المتتالية قد أدت إلى تدنى شعبية جنرالات المجلس العسكرى الحاكم إلى أقصى درجة، خاصة بين الأقباط، والذين يمثلون حوالى 12 بالمئة من الكثافة السكانية فى مصر، وكذلك بين النساء والتى تعانى هى الأخرى من قدر كبير من التهميش، وهو الأمر الذى جعل هناك شعورا عاماً لدى قطاع كبير من المصريين أن الحكام الحاليين للبلاد ليسوا أفضل من مبارك، خاصة أن الحكام العسكريين للبلاد انتهجوا سياسات ربما أسوأ من تلك التى انتهجها النظام السابق لقمع معارضيه كالتعذيب فى السجون ومحاكمة المدنيين أمام المحاكمات العسكرية.
إلا أن الحادث الأخير والذى جاء فى أعقاب مباراة كرة قدم، قد عمق من الفجوة الكبيرة بين الشعب وقادته الحاليين، خاصة أن هناك شعوراً عاماً لدى جماهير الألتراس أن الأمن قد تواطأ فى تلك الأحداث للانتقام من تلك الفئة من المصريين، نظراً لدورهم البارز إبان الثورة والاحتجاجات التى ضربت البلاد بعدها، رغم أن لجنة تقصى الحقائق التى شكلها البرلمان قد أدانت كلاً من جماهير النادى المنافس واتحاد الكرة وتراخى قوات الأمن.
وأشارت الصحيفة إلى المسيرات التى قام بها جماهير الألتراس إلى مكتب النائب العام للمطالبة بالقصاص العادل من قتلة زملائهم، مرددين عدداً من الهتافات المناوئة للمجلس العسكرى.
وأوضحت أن جماهير الألتراس قد عانوا كثيراً إبان عهد مبارك من التعذيب والتخويف داخل أقسام البوليس، وهو ما أدى إلى زيادة الروح العدائية التى يحملها هؤلاء الشباب تجاه وزارة الداخلية.
صحيفة: حادث بورسعيد أضعف كثيرًا من شعبية المجلس العسكرى فى مصر
الإثنين، 20 فبراير 2012 02:29 م
جانب من أحداث بورسعيد
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة